الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد ظهور أتراك يمشون على أربع| هل أصبح البشر يتطورون عكسيا؟!.. مثلما حدث مع الثعابين والبطاريق

أتراك يمشون على أربع
أتراك يمشون على أربع

على مدار ما يقارب الـ15 عاما، خضعت عائلة تركية اعتادت أن تسير على الأربعة أطراف، وليس القدمين فقط، للعديد من الدراسات العلمية، خصوصا بعد انتشار أخبارهم في بداية الألفية الحالية، وكانت جهود البحث العلمية في هذا الأمر، هو الإجابة عن تسائل مهم وهو هل نتجه نحو عكس التطور؟ وهل سترى كائنات بشرية بدائية.

ونظرية التطور التي يؤيدها شريحة من العلماء، ترى أن الإنسان من خلال السفر لمسافات طويلة، أصبح نوعًا قادرًا على المشي على قدمين والتفكير بسرعة، ونفس أنصار تلك النظرية، بدأوا يطرحوا تسائلا، وهو ماذا لو سار هذا التطور في الاتجاه المعاكس، أي أننا يجب أن نأكل اللحم النيئ أثناء العيش في الكهوف، أو نبدأ في المشي على أربع أرجل بدلاً من اثنين، وقد يعود النمو في الاتجاه المعاكس، وهو النقاش الذي بدأ مع ظهور حالة الأسرة التركية، وهنا نرصد بعد أبعاد هذا النقاش الجديد بين العلماء.

تلك نتائج أبحاث العائلة التركية

يمشي العديد من الأطفال المولودين في عائلة في الجزء الجنوبي من تركيا بمساعدة اليدين والقدمين، وقد سلطت الأضواء على هذه العائلة بعد إصدار فيلم وثائقي بعنوان "The Family That Walks on All Force"، والذي تم إنتاجه في عام 2006، ومنذ ذلك الحين تم إجراء الكثير من الأبحاث حول هذه الأسرة.

ولقد ظهر من جميع النواحي أن الأشخاص الذين يمشون على أربع أرجل هم مثل البشر البالغين العاديين، حيث أنهم طبيعيون من جميع النواحي الأخرى، باستثناء أزمة المشي، فهم يفكرون ويتحدثون ويأكلون بشكل طبيعي، ولكنهم فقط يفضلون طريقة المشي هذه.

وبشكل طبي هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من تحديات عقلية، ولا يمكنهم موازنة الجسم بشكل صحيح، ولكن الاختبارات والأبحاث أظهرت أن تلك العائلة لا تعاني من أي خلل ذهني، وذلك الأمر دفع العلماء يبحثون أكثر عن فرضية التطور العكسي، أي أن التطور سوف يسير في الاتجاه المعاكس، حيث سيصبح أي حيوان أو طائر، بما في ذلك البشر، ضعيفًا بسبب التقدم.

الفريق بين التطور والتطور العكسي

التطور هو نظرية في علم الأحياء تشرح كيف تطور الكائن الحي عبر الأجيال، حيث اختفى العديد من هذه الأنواع بسبب الضعف، وفقط أولئك الذين كانوا لائقين هم من بقوا، ونحن البشر أيضًا في هذه الفئة، ووفقا لعلماء تلك النظرية، فقد تطورنا أيضًا بشكل تدريجي، حيث اختفى الذيل، وتطورت اللغة، وتعلم المشي على قدمين، وأصبحت الأذنين أصغر وأصبح الدماغ أسرع، وذلك وفق ما نشرته صحيفة آجاتاك الهندية.

أما التطور العكسي، فهو فكرة أن الكائنات الحية يمكن أن تعود إلى أشكال أكثر بدائية بمرور الوقت، ويتعلق هذا المفهوم بفكرة أن التطور له غرض (الغائية)، وأنه تقدمي (استقامة التطور)، على غرار أن القدمين أفضل من الحوافر أو أن الرئتين أفضل من الخياشيم.

هذا ما يرجح فكرة التطور العكسي للعائلة التركية

وهنا تقول الأبحاث الخاصة بالأسرة التركية، أن التطور العكسي هو خيار محتمل لأفراد تلك العائلة، حيث أصبحوا يمشون على أربع، وعن مدى دقة تلك النظرية، يقارن العديد من الخبراء تلك الحالات مع طيور البطريق، وأن أسلافهم كانوا يطيرون ويمشون ويسبحون، وهنا تأتي نظرية النهاية التدريجية لهذا التطور، وهو ما حدث بالفعل، فقد كان لدى أسلاف طيور البطريق أيضًا القدرة على الطيران، وكانوا أيضًا سباحين.

وأوضح التحقيق في الأوراق منذ حوالي 60 مليون سنة أنه بمرور الوقت فقدت طيور البطريق قدرتها على الطيران، ولا يزال لديهم عظام الجناح ، لكن يمكنهم فقط القيام بقفزات طويلة في الماء، وهي المقارنة التي يرجح بها العديد من العلماء أسباب ما حدث للعائلة التركية، وذلك وفق تقرير الصحيفة الهندية.

هذا ما حدث للثعابين أيضا .. اختفت أرجلها

وكذلك كانت الثعابين السابقة لها أرجل، وقد تم العثور على العديد من الأدلة على ذلك، ففي مقال نُشر في مجلة Science Advances في عام 2015 ، زعم العلماء أن أسلاف الثعابين كانوا يمشون على أقدامهم أولاً، وفي وقت لاحق، أصبحت الأرجل أصغر وأصغر ثم اختفت بحيث يمكن أن تتحرك بشكل أسرع على الأرض، وقد  أصبحت حركة الثعبان الآن أسرع بكثير من أولئك الذين يمشون على قدمين أو أربع أرجل.

ونظرًا إلى اختلاف فقرات الثعابين في العصر الطباشيري، توصل العلماء إلى أنه سبق وأن وجدت ثعابين طباشيرية، قبل سقوط الكويكب قبل 66 مليون سنة، وتسبب في انقراض وتطور الكائنات على الارض، ولكن بعد انقراض الغالبية العظمى، بدأت الثعابين الناجية في التطور إلى أنواع الثعابين الحديثة، بأشكالها الرائعة وأنواعها المختلفة.

هكذا تقزم الديناصور إلى طيور

وكذلك يعتقد أيضا أن الطيور قد تطورت من الديناصورات، وينقسم العلماء إلى معسكرين في هذا الشأن، يقول البعض أنه لا توجد معلومات عن أسلاف الطيور، بينما يعتبرها معظم العلماء من نسل الديناصورات التي انتهت أسنانها وطبيعتها المفترسة، ومع مرور الوقت، انخفض وزنهم، وأصبح الريش والمنقار جاهزين.

وبالمناسبة، هناك جدل كبير في هذه النظرية أيضًا، فمنذ أن تم تدمير الديناصورات بين عشية وضحاها بسبب اصطدام النيزك، فقد بدأ تطورها بالفعل، وفي الوقت الحاضر، يحتفظ العلماء بالطيور في فئة الانتقال العكسي، وهذا يعتبره البعض نموذج للتطور العكسي.

مازال العالم يشهد تطور عكسي وقد يحدث للبشر

ويذكر العلماء في بحثهم حول العائلة التركية، بأن العديد من الأمثلة الأخرى للتطور التراجعي مرئية باستمرار داخل الأرض، فعلى سبيل المثال، تتناقص قدرة الأسماك التي تعيش في أعماق البحار على الرؤية، ويوضح هذا أن الأشياء يمكن أن تسير في الاتجاه المعاكس، لكن هذا سيحدث فقط عندما لا نحتاج إلى عضو معين.

وعلى سبيل المثال، إذا لم يتم استخدام الدماغ، فستنتهي حاجته، وفي مثل هذه الحال، لن يحدث أن يختفي الهيكل المسمى الدماغ تمامًا من الرأس، ولكن تدريجياً سيبدأ هيكله المعقد في أن يصبح أسهل، وجيل بعد جيل سيبدأ الأطفال في الضعف ثم يترك الدماغ بقدر ما يمكنه العمل.