الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مظاهرات وإلغاء دور القضاء وإقالة وزير الدفاع.. تحولات سياسية تهدد إسرائيل بالانهيار

مظاهرات إسرائيل
مظاهرات إسرائيل

لحظات عصيبة وحاسمة تعيشها دولة الكيان الصهيوني "إسرائيل" هذه الأيام، واضطرابات غير مسبوقة في تاريخها، وتظاهرات تعم المدن الرئيسية على خلفية قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بإقالة وزير الدفاع يوآف جالانت من منصبه، القرار الذي قد يترتب عليه تداعيات خطيرة - حسب مراقبون كثر.

وأغلق المحتجون الذين تجاوزت أعدائهم عشرات الآلاف الطرق الرئيسية الرابطة بين أحياء تل أبيب والطريق الرابط بين تل أبيب والقدس، إضافة لفشل شرطة الاحتلال في منعهم من الوصول لمنزل رئيس الحكومة بعد تخطي الحواجز.

تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين

تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين

ونزل آلاف المحتجين إلى الشوارع في تل أبيب والقدس وحيفا ومدن أخرى الأحد، وذلك فور الإعلان عن عزل وزير الدفاع يوآف جالانت على خلفية دعوته الحكومة لتجميد خطتها لتعديل النظام القضائي، التي أثارت انقساما كبيرا بين الإسرائيليين.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن مفوض الشرطة وجه بزيادة التعزيزات في جميع أنحاء إسرائيل، كما نقلت عنه قوله إن الشرطة ستعتقل كلا من يتورط في عنف شديد وتخريب.

وأضاف مفوض الشرطة أن السلطات تسمح بالحق الديمقراطي في الاحتجاج لكنها لن تسمح بالاضطرابات العامة والإضرار برموز الحكومة، وفق تعبيره.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن المفتش العام للجيش سيعقد اجتماعا لبحث الآثار الأمنية لإقالة غالانت.

من جانب آخر، أصدرت المعارضة الإسرائيلية بيانا قالت فيه، إن نتنياهو تجاوز الخط الأحمر، كما أن أمن إسرائيل لا يمكن أن يكون ورقة في اللعبة السياسية.

ودعت قطاعات الجامعات والأطباء ونقابة العمال إلى إضراب عام اليوم الاثنين، في حين حذر مسؤولون أمنيون من أن الانقسام الذي يعصف بالمجتمع والجيش الإسرائيليين سيتعمق بعد إقالة وزير الدفاع.

كما دعا قادة في الائتلاف الحاكم نتنياهو للتراجع عن التعديلات القضائية التي تحصنه من المساءلة، في وقت حذر فيه زعماء المعارضة الإسرائيلية من خطر انهيار الدولة.

يائير لابيد

اختطاف الدولة من قبل الأحزاب 

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن إقالة جالانت خطوة جديدة تمس الأمن القومي من حكومة معادية للصهيونية، واصفا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالخطر على أمن دولة إسرائيل.

وقال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، إن ما يحدث في إسرائيل يكشف الوجه الحقيقي لهذه الدولة غير الديمقراطية والتي "تدعي بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة بالمنطقة".

ولفت الحرازين، في تصريحات لـ"صدى البلد": خلال الأيام الماضية بدأ قناع الزيف والخداع ينكشف عن دولة الاحتلال من خلال ما قامت به الحكومة من سن تشريعات عبر الكنيست والتي جميعها لا علاقة لها بالقانون أو الحقوق أو الديمقراطية، بل تشكل حالة من شرعنة الجرائم وحماية الفاسدين حتى وصل الأمر لسلب صلاحيات السلطة القضائية؛ لتحقيق مصالح فردية خاصة لحماية وزراء بالحكومة.

وتابع: هذا الأمر الذي أثار استياء وغضب الجمهور الإسرائيلي نتيجة محاولة اختطاف الدولة من قبل البعض من الوزراء والأحزاب الدينية المتطرفة، حيث شعر الإسرائيليون بأن آخر معقل لهم وهو القضاء سيتم سلبه منهم لصالح أقطاب التطرف.

ولفت: من هنا خرجت تلك التظاهرات لتشكل ربيعا بتل أبيب رافضة لهذه الحكومة وإجراءاتها ولذلك تجرى محاولات من قبل البعض لتدارك الأمر وخاصة من رموز بالدولة وبالخارج في محاولة للضغط على تجاوز الأزمة بإيقاف هذا الإجراء.

وأكد أن من هنا شعر نتنياهو بأنه أصبح في مأزق ولذلك يحاول الخروج والضغط من هذه الأزمة التي تكاد تعصف بإسرائيل ولكن هناك طرفا متشددا بالحكومة وزير القضاء ليفين وبدعم من بن غفير ومحاولة ضم سموترتيش والتلويح بالانسحاب من الحكومة إذا أقدم نتنياهو على إلغاء الإصلاحات القضائية.

واختتم قائلا: ل"ذلك الأمور ستذهب إلى التصعيد وخاصة بعد إعلان العديد من النقابات والمؤسسات الإضراب والانضمام لحملة الرفض للتعديلات القضائية ولذلك سننتظر ما ستؤول إليه الأمور لاحقا".

الدكتور جهاد الحرازين 

ما المنتظر خلال الساعات المقبلة؟

ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن هناك محاولات لنتنياهو لتمرير قوانين أطلق عليها الإصلاح القضائي والمعارضة يطلقون عليها الانقلاب القضائي.

وأوضح الرقب ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن نتنياهو لديه خطة للتخلص من الدولة العميقة كما أطلق عليها في عام 2019 وآخر معالمها هي المحكمة العليا الإسرائيلية وأيضا القضاء بشكل كامل، وبالسابق كان القضاء مستقلا داخل دولة الاحتلال ويستطيع القضاء أن يحاكم رئيس الدولة ورئيس الوزراء وأيضا الوزراء ولديه صلاحية كاملة في هذا الأمر.

وتابع: القضاء يعتبر من أهم معالم الديمقراطية التي تتغنى بها دولة الاحتلال بشكل أو بآخر، فنتنياهو وتحالفه يريدون أن يكون هناك سلطة على القضاء ويكون من حق الحكومة تعيين القضاء وليس كما في الحال تعيين القضاء من قبل اللجنة القضائية التي تشكل على رأس رئيس المحكمة العليا.

وأكد أن خلال الساعات القادمة منتظر أن يعلن نتنياهو عن تأجيل التصويت عن قانون الإصلاح القضائي، وكان هناك تهديدات من قبل وزير العدل الإسرائيلي بأنه سيستقيل ولكنه تراجع عن ذلك، وبن غفير وزير الأمن القومي يهدد بأنه سيستقيل إذا تراجع نتنياهو عن ذلك.

وأضاف أن ما أشعل الشارع هو قيام نتنياهو بإقالة وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، موضحا أنه بداخل دولة الاحتلال لا يوجد دستور ولكن هناك قوانين يصدرها الكنيست، ونتنياهو يريد أن يعيد للكنيست قوة لتصبح هي الأعلى ويلغى الدور الكامل لمحكمة العدل.

وأوضح أني كمتابع للشأن الإسرائيلي لا أعتقد أن الأمر سيذهب باتجاه حرب أهلية كما كان يتوقع البعض من المحللين، ولن يحدث سيناريو ما حدث في الدول العربية ولكن نتنياهو سيتراجع.

واختتم: في النهاية سنرى حجم رد الفعل المتظاهرين إن أصر المتظاهرون على الإقالة وأعتقد مؤيدين نتنياهو سينزلون للشارع وهنا سيضطر الجيش والأجهزة للتدخل منعا للحرب الأهلية، ما حدث في المنطقة لتدخل الجيش والشرطة كان للفصل بين المتظاهرين ثم الإعلان عن فراغ دستوري يليه انتخابات هذا وارد، ولكن المنتظر اليوم هي ردة فعل المتظاهرين على كلمة نتنياهو.

الدكتور أيمن الرقب