الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفوضى أو رحيل نتنياهو.. ماذا تحمل الساعات المقبلة لمستقبل إسرائيل؟

 مظاهرات واسعة في
مظاهرات واسعة في إسرائيل

تعيش إسرائيل منذ أكثر من عامين تحديات وأزمات داخلية عندما صوت الكنيست الإسرائيلي بفارق ضئيل بالثقة لصالح الحكومة الائتلافية الجديدة، منهيًا حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي دام 12 عاما.

نتنياهو وبينيت 

إسرائيل بين أزمات داخلية وخارجية 

بعدها استعد بنيامين نتنياهو لإحياء مسيرته السياسية من جديد والقيام بعودة مثيرة كرئيس لوزراء إسرائيل، وبعودة نتنياهو الى الحكم بغالبية مع "الصهيونية الدينية" بزعامة ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش، ومن هنا عادت دولة المستوطنين أي الاستعمار المتواصل.

ودفعت عودة نتنياهو للحكم إلى مزيد من التوتر وتدهور الأوضاع مع الفلسطينيين، وكسر حالة الهدنة بينهم، لأنه شعار نتنياهو منذ وصله إلى الحكم عام 1996 "عدم السماح بقيام دولة فلسطينية".

وبدأ العنف المتصاعد من قبل المستوطنين الإسرائيليين في القدس والضفة الغربية ضد الفلسطينيين، يتزامن مع ضغوطات تتصاعد هي الأخرى على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو داخليا وخارجيا.

بجانب الاعتقالات المستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين، والاقتحامات مسجد الأقصى واستفزاز الفلسطيني بصورة أو أخرى من وزير الأمن القومي الأكثر تطرفا هو إيتمار بن غفير.

ومن ناحية أخري، صراعات مشتعلة في الشرق الأوسط، بين إيران وإسرائيل الأكثر احتمالا للانفجار، ويطلق المسؤولون الإيرانيون بشكل دوري تصريحات يتوعدون فيها بـ "إبادة إسرائيل"، ويعتقد أن بلادهم تسعى إلى الحصول على سلاح النووي، وهو ما من شأنه أن يدعم هذه التهديدات.

وإسرائيل، التي يعتقد أنها تملك سلاحا نوويا تعهدت بأن تفعل كل ما في وسعها لمنع إيران من الحصول على مثل هكذا أسلحة.

وأما الأزمة الخارجية الأخرى، هي تكرار إسرائيل اعتداءها على سوريا بصفة مستمرة ويقع من خلالها قتلى وجرحا من السوريين، والهدف من هذه الغارات هي توجيه رسالة لسوريا وحلفائها، بأن إسرائيل قادرة على استهداف العمق السوري في أي وقت تريده، والمسألة الثانية هي تثبيت قواعد الاشتباك بما يلائم المصلحة الإسرائيلية.

إسرائيل 

مظاهرات في إسرائيل ضد نتنياهو

وفي الداخل حاليا تشهد العديد من المدن الإسرائيلية احتجاجات من قبل مئات الآلاف الإسرائيليين اعتراضًا على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مطالبين برحيله ووقف تنفيذ قانون الإصلاح القضائي الذي أقرته الحكومة منذ أيام.

في ذات السياق، أعلنت عدد من النقابات الإسرائيلية والجامعات إضرابها وتعليق العمل بداية من اليوم الاثنين، حيث  أعلن أرنون بار ديفيد، رئيس النقابة العمالية الأقوى في إسرائيل الهستدروت، مساء أمس الأحد، أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا خاصا بحضور رجال الأعمال.

صحيفة جيروزاليم بوست، قالت في نبأ عاجل لها، إنه تم تأجيل المناقشة والتصويت اللاحق على مشروع قانون اختيار القضاة في لجنة الدستور والقانون والقضاء بالكنيست، والتي كان من المقرر إجراؤها في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، بسبب الاحتجاجات التي أعقبت إقالة وزير الدفاع جالانت.

كما أعلنت الجامعات الإسرائيلية أنها ستتوقف عن الدراسة اعتبارًا من اليوم الاثنين، على خلفية استمرار العملية القضائية، وذلك في بيان لهم نشرتهم صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.

في حين أشارت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين في حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي الليكود، أن نتنياهو قد يعلق إقرار قانون التعديلات القضائية لإشعار آخر.

وكان نتنياهو أقال مساء أمس الأحد وزير الدفاع يوآف جالانت من منصبه، وذلك بعد يوم واحد فقط من دعوته إلى وقف تشريع التعديلات القضائية.

 احتجاجات مئات الآلاف الإسرائيليين

حالة من عدم الاستقرار مستمرة 

وتعتبر التعديلات القضائية جزءا لا يتجزأ، من خطط اليمين الإسرائيلي، الذي يشكل حكومة ائتلافية، تعد الأكثر تشددا في تاريخ البلاد، وتستهدف تقليص سلطات الهيئة القضائية.

وتتضمن التعديلات السماح للبرلمان بتغيير قرارات المحكمة العليا، في خطوة يصفها المنتقدون بأنها ستقوض استقلالية القضاء، وتمكن الساسة من استغلاله.

لكن نتنياهو يقول إن الإصلاحات تستهدف منع المحاكم من استغلال السلطات المتاحة لها، وإن الشعب صوت لهم من أجل تلك الإصلاحات في الانتخابات الأخيرة.

في وقت سابق من هذا الشهر، حذر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ، من أن البلاد تواجه كارثة ما لم يتم التوصل إلى إجماع أوسع حول كيفية إصلاح القضاء.

مسار جديد في إسرائيل خلال ساعات

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، خبير العلاقات الدولية، إن الأوضاع في إسرائيل تتسم بحالة من عدم الاستقرار وستستمر لبعض الوقت.

وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس رجلا سهلا هو “ملك إسرائيل” ولديه بدائل وخيارات كثيرة، والمؤكد هي حالة الاستقرار السياسي والأمني ستستمر في حالة تدهور وتفكك، وربما تذهب إسرائيل في اقصى الخيارات إلى انتخابات جديدة وحل الكنيست والذهاب الي مسار جديد ربما يتحدد في الساعات المقبلة.

دكتور طارق فهمي 

بدائل وخيرات عدة أمام نتنياهو

وتابع: في تقديري ان القضية ليست مرتبطة بالإصلاح القضائي فقط ولكن بالقوانين السيئة السمعة التي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي الي إقرارها وسنها من داخل الكنيست. 

وأكد أن "الأجهزة الأمنية لديها اعتراضات كبيرة ولكن الأمن يبقي في إسرائيل هو مؤسسات القوة التي تستطيع ان تسيطر على الأوضاع وتمنع حدوث أي اشتباكات رغم ما يجري الآن في الشوارع الإسرائيلية".

ولفت: هناك حالة من عدم الاستقرار غير مسبوقة في تاريخ الدولة، وبالتالي الانقسام سيستمر رغم كل الإجراءات بإيجاد تسوية للازمة، وتدخل الولايات المتحدة تم خلال الساعات الأخيرة وهناك أيضا محاولات لوقف تشريعات القضائية والتصديق داخل الكينست ولكن:

  • إسرائيل منقسمة لبعض الوقت.  
  • ستشهد حالة من عدم الاستقرار الحزبي.
  • ربما تكون هناك بدائل وخيرات عدة أمام نتنياهو للذهاب الي انتخابات مبكرة إذا جرت الأوضاع بصورة سيئة.

واختتم: إسرائيل ذاهبة الي خيارات صفرية وعدم استقرار، ولكن الانقسام سيستمر والأحزاب في حالة من عدم اليقين، وبالتالي كل هذا سينعكس على الأوضاع السياسية والاقتصادية بالدولة، والولايات المتحدة والمنظمات اليهودية في أمريكا في الخارج لها راي في هذا الموضوع، ولكن في النهاية ما يحدث تهديد غير مسبوق في تاريخ الدولة سيؤدي الي انعكاسات سلبية في وضع إسرائيل في الإقليم.

 احتجاجات مئات الآلاف الإسرائيليين
 احتجاجات مئات الآلاف الإسرائيليين
 احتجاجات مئات الآلاف الإسرائيليين