الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسرار آخر جمعة من رمضان وهل تكفر الصلوات الفائتة؟

جامع عمرو بن العاص
جامع عمرو بن العاص

يستعد المسلمون لأداء آخر جمعة من رمضان، وهي ما عرفت في التاريخ بـ"الجمعة اليتيمة" أو"الجمعة الحزينة"، والتي ارتبطت في أذهان المصريين بجامع عمرو بن العاص، ومع استقبال جامع عمرو بن العاص لـ الجمعة الأخيرة من رمضان 1444 هجريا، نرصد ما ورد في شأن تسميتها بـ"الجمعة اليتيمة".

سبب التسمية بـ الجمعة اليتيمة

يعود سبب التسمية بـ"الجمعة اليتيمة" إلى ما اعتادت عليه مصر من حضور الخلفاء والملوك والأمراء واحتفائهم بصلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان كعادة سجلها التاريخ الإسلامي من عصر الدولة الفاطمية وحتى بداية الجمهورية، حيث يجتمع الناس لأدائها بجامع عمرو بن العاص، وكان الخليفة الفاطمي يصلي أيام الجمع الأربعة بمساجد مختلفة من بينها مسجد الحاكم والذي عُني خلال تلك الحقبة باستقبال الجمعة الثانية، والجامع الأزهر الذي اختص بالجمعة الثالثة، فيما كانت الرابعة واليتيمة من نصيب مسجد عمرو، فكان يصرف له من خزانة المال التوابل الند وماء الورد والعود برسم بخور الموكب وعقب الصلاة يذاع بلاغ رسمي - عُرف بسجل البشارة.

حيث إذا ما كانت الجمعة الرابعة ركب إلى الجامع العتيق "جامع عمرو"، وزين له أهل مصر من الجامع الطولوني إلى جامع عمرو تحت إشراف والي القاهرة ووالي الفسطاط، ويركب الخليفة من القصر سائراً في الشارع الأعظم حتى يصل إلى الجامع العتيق، فيؤدي صلاة الجمعة طبقاً للمراسيم التي اتبعت في جامع الحاكم، فإذا قضيت الصلاة عاد إلى قصره، وفي خلال ذلك كله لا يمر بمسجد إلا أعطى أهله ديناراً على كثرة المساجد في طريقه.

واحتفظت مصر بإقامة الجمعة الأخيرة في جامع عمرو قبل أن تتنقل بين الحاكم وغيره من مساجد مصر القديمة مدة 30 عاماً نتيجة ما طرأ عليه من تخرب وإهمال، حتى أتم مراد بك إصلاحه عام 1897ميلادي، 1212 هجري، لتعود إليه آخر أداء الجمعة اليتيمة حتى أبطلت هذه العادة نهائياً عن مسجد عمرو منذ عام 1954م وإلى اليوم.

هل الصلاة في آخر جمعة في رمضان تكفر عن الصلوات الفائتة ؟

حذرت دار الإفتاء، في فتوى سابقة لها، مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من نشر وتداول رواية «الصلاة في آخر جمعة في رمضان تكفر عن الصلوات الفائتة»، مؤكدة أنها ليست حديثًا نبويًا وباطلة، مطالبة بضرورة حذفها وتنويه الآخرين إلى عدم صحتها.

وأضافت الإفتاء، أن هذه الرواية وضعها الكذابون الذين يفترون على الدين، مشددة على أنه يجب قضاء الصلوات الفائتة باتفاق الأئمة الأربعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْضُوا اللَّهَ، فَإِنَّ اللَّهَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ» رواه الْبُخَارِيُّ من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلا ذَلِكَ» متفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

وأفادت: فعلى من فاتته الصلاة مدة من الزمن -قليلة كانت أو كثيرة- أن يتوب إلى الله تعالى ويشرع في قضاء ما فاته من الصلوات، وليجعل مع كل صلاة يؤديها صلاةً من جنسها يقضيها، وله أن يكتفي بذلك عن السنن الرواتب؛ فإن ثواب الفريضة أعظم من ثواب النافلة.

وتابعت: وقد أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أفضلية قضاء الصلاة الفائتة مع مثيلتها المؤداة من جنسها في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ مِنْ غَدٍ صَالِحًا فَلْيَقْضِ مَعَهَا مِثْلَهَا» رواه أبو داود من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، قال الخطَّابي: "ويُشْبِهُ أن يكون الأمر فيه للاستحباب؛ ليحوز فضيلة الوقت في القضاء". اهـ، وليستمر الإنسان على ذلك مدة من الزمن توازي المدة التي ترك فيها الصلاة حتى يغلب على ظنه أنه قضى ما فاته، فإن عاجلته المنية قبل أن يستوفي قضاء ما عليه فإن الله يعفو عنه بمنه وكرمه.