الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد موت متبرعة أعضاء.. مشهد درامي يشعل الغضب بالمغرب لهذا السبب |شاهد

صدى البلد

أثار مسلسل "كاينة ظروف" الذي تعرضه القناة المغربية الأولى خلال شهر رمضان 2023 غضباً واسعاً بعدما اختار القائمون عليه موت الشخصية التي بادرت إلى التبرع بكليتها.

 وبحسب وسائل إعلام مغربية، فقد حذّر الغاضبون من أن مثل هذا المشهد قد يتسبب في عزوفٍ عن التبرع في الوقت الذي صارت فيه العملية آمنة وسريعة.  

وفي مشاهد المسلسل تظهر الشابة "زهور" وهي تعاني من مضاعفات صحية نتيجة تبرعها بكليتها لأخيها، مما تسبب في وفاتها.

وتسببت فكرة وفاة شخص بعد مبادرته إلى التبرع بالأعضاء في غضب واسع بين الأخصائيين والمتتبعين، الذين اعتبروا تمرير هذه الفكرة خطراً على مستقبل التبرع بالأعضاء، لأنه يمرر معلومة خاطئة ويخيف المتبرعين في المستقبل بالرغم من أن العملية آمنة.

وحرص الأخصائيون خلال الضجة على طمأنة الناس بأن التبرع بالأعضاء خطوة آمنة صحياً، لأن الأخصائيين لا يجرون عملية النقل إلا من أشخاص أصحاء أصلاً، وهم يغادرون المستشفى في يوم واحد إلى ثلاثة أيام، ويتمتعون بصحة جيدة حالياً ومستقبلاً.

ما الذي أغضب المغاربة من "كاينة ظروف" بالضبط؟ 
وكتب الصحفي أنس عياش: "لا أدري أيّ شيطان ركب كاتبة مسلسل "كاينة ظروف" كي تدمر بمشهد كهذا جهوداً يبذلها كثيرون على مدار العام لإشاعة ثقافة التبرع بالأعضاء! مشهدٌ صادم في مسلسل أحيا كثيراً من معاني التضامن والإنسانية، ثم نَسَفها سريعاً بضربةٍ قُبيل النهاية".

أستاذ طب الكلي، طارق الصقلي الحسيني، كتب "كم خاب ظني وظن من حاورتهم حين اختار الساهرون على المسلسل أن يكون الموت مصير المتبرعة. لقد جانبوا الصواب بهذا الاختيار الدرامي، وضاع بذلك أملنا أن يكون لهذا "العمل الفني" دور تحسيسي إيجابي يساهم في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء لدى المغاربة".

وتابع: "أتأسف لوضع الإنتاج الإعلامي المغربي الذي ينقل رسائل سلبية مغلوطة ويغفل عن رسائل إيجابية ومبادئ إنسانية مهمة. فالإنتاج الإعلامي ليس مجرد ترفيه أو إثارة أو تسلية، بل هو أداة قوية لتشكيل الرأي العام والثقافة الشعبية وتوجيههما نحو الإيجابية والتقدم. لكن هيهات!".

بدورها، صرّحت رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلي، أمال بورقية، لموقع "لالة بلس" بأن المسلسل مرّر مغالطات عدة، و"هذا خطير ونحن لا نقبل ضربنا لهذه الدرجة. لأنهم يضربون المغاربة بهذه الرسائل غير الدقيقة".

وأوضحت أن "أصعب شيء هو الحديث عن موضوع طبي من دون مصادر طبية لنمرّر المغالطات للمتلقي. هل هدفنا تخويفهم من التبرع؟ خصوصاً عائلاتهم؟ هل الهدف ترك المرضى المحتاجين من دون مساعدة؟ أم الهدف هو ضرب عمل كافحنا من أجله لسنوات عدة في هذا المجال؟".

ودوّن أستاذ أمراض الكلي، محمد بنغانم الغربي: "كم خاب ظننا في هذا الشهر الكريم لقيام مسؤولي مسلسل "كاينة ظروف" بتضليل وتخويف الرأي العام وتعريض مرضى عديدين لفقدان فرص حيوية للعلاج".

وتابع: "نتمنى من الوكالة المسؤولة عن القطاع التلفزي أن تقوم بواجبها وأن تقوم إدارة التلفزة الوطنية بإعادة النظر في استعمال المال العام. فلا يُقبل العبث بمصلحة المرضى ومصلحة المجتمع ومصلحة الوطن".