الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العيد مختلف هذا العام.. لماذا تتعذر رؤية الهلال بالعين المجردة؟

رؤية الهلال
رؤية الهلال

من المتوقع أن يحل عيد الفطر المبارك هذا العام في وقت مختلف بين الدول الإسلامية، بسبب الجدل حول رؤية هلال شهر شوال، فهناك من يقول إن العيد سيكون يوم الجمعة 21 أبريل، وهناك من يقول إنه سيكون يوم السبت 22 أبريل.

السبب في هذا الاختلاف هو اختلاف المعايير والمناهج التي تتبعها كل دولة لتحديد بداية الشهر القمري، فمن المعروف أن بداية كل شهر قمري تعتمد على رؤية الهلال بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب.

هذه الرؤية تتأثر بعوامل عديدة مثل موقع القمر والشمس والأرض، وزاوية القمر عن خط الأفق، وارتفاع القمر عن سطح الأرض، وشروط الجو والغلاف الجوي، وغيرها من الظروف.

لذلك، قد يكون هناك اختلاف في رؤية الهلال من مكان إلى آخر، أو من يوم إلى آخر.

لما تعذرت رؤية الهلال؟

لتسهيل عملية تحديد رؤية الهلال، قام علماء الفلك بوضع معايير وحسابات تستند إلى ملاحظات عملية وأبحاث علمية. ومن أشهر هذه المعايير معيار "دانجون" الذي حدد أن رؤية الهلال غير ممكنة إذا كان بُعده عن الشمس أقل من ست درجات، وهذا المعيار يُعَد مقبولاً من قبل جميع المختصين في علم الفلك.

وبالنظر إلى حالة هلال شهر شوال لهذا العام، نجد أن بُعده عن الشمس يوم الخميس 20 أبريل لا يصل إلى ست درجات في معظم دول العالم، ما يجعل رؤيته بالعين المجردة غير ممكنة.

وحتى باستخدام التلسكوب، فإن رؤية الهلال ستكون صعبة جداً في آسيا وأوروبا وأفريقيا. لذلك، فإن أغلب هذه الدول ستستكمل عدة رمضان 30 يوماً، وستحتفل بالعيد يوم السبت 22 أبريل.

أما بالنسبة للدول التي تكتفي بغروب القمر بعد غروب الشمس حسابيًا دون اشتراط رؤية الهلال، أو التي تقبل رؤية الهلال من أي مكان في العالم يشاركها نفس ليلة التحري، فإن هذه الدول قد تحتفل بالعيد يوم الجمعة 21 أبريل.

يذكر أن المعايير السابقة، قديمها وحديثها، تبيّن أن رؤية الهلال يوم الخميس غير ممكنة بالعين المجردة من العالم العربي.

وهذا التوقع ليس رأيا لشخص أو جهة، بل هو إجماع من قبل متخصصين أشبعوا هذه المسألة بحثا، ونشروا فيها أبحاثا في دوريات علمية محكمة.

وممن ذكرت أسماؤهم رؤساء للجان علمية في الاتحاد الفلكي الدولي، ومنهم مديرون لمراصد أحدها هو واحد من أعظم مراصد العالم، ألا وهو مرصد جرينتش، وقد بنى هؤلاء المختصون الكبار أبحاثهم ومعاييرهم على أرشيف كبير من رصد الأهلة، يمتد من العام 1859م وحتى العام 2023م.