الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كفيل واستغلال جنسي| اللاجئون الأوكران يعيشون "أياما كبيسة" في أمريكا.. هذه بلد الحريات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رغم مرارة الحرب الأوكرانية التي دفعت أهلها للخروج من البلاد كلاجئين في دول أخرى، إلا أنهم يعانون معاناة كبيرة أخرى في تلك الدول التي خرجوا إليها، وهو ما كشفته التقرير الصحفية عن أحوال اللاجئين الأوكران داخل الولايات المتحدة الأمريكية، والتي عكست حجم كبير من المعاناة التي يعيشوها هؤلاء سواء من المحيط المجتمعي، أو من السلطات الرسمية. 

وفي تقرير صحفي نشرته صحيفة فوكس الألمانية،  جاء فيه أن اللاجئون الذين فروا من الحرب الروسية ضد أوكرانيا إلى الولايات المتحدة، يعانون ليس فقط من جانب عدم توفر المساعدة لهم فقط، ولكن أيضًا يتعرضون إلى عمليات الاحتيال والعنف الجسدي بحفهم.

 

نظام الكفيل في برنامج الاتحاد من أجل أوكرانيا

 

وعن آلية التعامل مع اللاجئين داخل الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أطلقت السلطات الأمريكية برنامج "الاتحاد من أجل أوكرانيا" الإنساني بعد شهرين فقط من بدء الغزو، ووفقًا لذلك، يُسمح للاجئين من أوكرانيا بدخول الولايات المتحدة الأمريكية والبقاء لمدة عامين.

ولكن هذا النظام وفق ما نشرت الصحيفة الألمانية، يشترط أن يكون هناك ما يسمى بالكفيل - شخص يعيش هناك على استعداد لتقديم السكن والدعم المالي، وذلك في الأشهر الـ 12 الأولى، وبالفعل وصل حوالي 130.000 أوكراني إلى الولايات المتحدة من خلال هذا البرنامج.

 

استغلوني لجمع التبرعات 

 

ومثل عشرات الآلاف من أوكرانيا، نشرت سيدة أوكرانية تدعى آنا طلببًا في إحدى المجموعات العديدة التي ظهرت على منصات الإنترنت حيث يبحث الأوكرانيون عن عائلات مضيفة، وبعد أيام قليلة تلقت رسالة من عائلة في تينيسي، وذلك وفق ما نشرته الصحيفة الالمانية.

وعندما وصلت الأوكرانية الحامل إلى أسرتها المضيفة، وجدت نفسها في موقف صعب بشكل غير متوقع، حيث رفض الكفلاء مساعدتها في طلبات الرعاية الاجتماعية رغم طلبها الملح لهذا الأمر، وعندما تلقت أخيرًا مدفوعات، أخبرتها الأسرة عن كيفية إنفاقها، وبدلاً من نقلها إلى طبيب أمراض النساء، أصروا على الولادة في المنزل.

وتقول آنا: "في كل يوم تقريبًا كان من المفترض أن أخبر الناس عن مصيري  في كنيسة أخرى، وشعرت بعدم الارتياح لأنني أثارت الشفقة والظهور كشهيدة"، وتذكر آنا، التي لا تتحدث الإنجليزية بصعوبة، أنه يبدو أن الأمر يتعلق بجمع الأموال لتجديد عقار مهجور، قال الكفلاء إنهم يريدون استيعاب ما يصل إلى 20 لاجئًا أوكرانيًا".

 

 

الهرب من الكفيل 

 

ووفقًا لمنشورات على صفحتهم على Facebook ، فقد قامت العائلة الكفيل بإدارة حملة تمويل جماعي قبل سبع سنوات من أجل "الحفاظ على الإرث التاريخي"، وبدأت الأسرة الآن حملة جديدة، هذه المرة تحت شعار: "ساعد اللاجئين الأوكرانيين في العثور على منزل في تينيسي".

ورغم تلك التبرعات الخاصة بالمنزل، إلا أن العائلة الكفيل، جعلت آنا تقوم بإعداد المنزل بنفسها، وتقول: "لقد أعطوني ببساطة الأدوات وقالوا إننا سنقوم اليوم بطلاء الجدران أو تنظيف النوافذ"، وكما تقول آنا، إنها لم تجرؤ على رفض العمل - من ناحية الامتنان، ومن ناحية أخرى بسبب الاعتماد الكامل على الرعاة.

 

ونتيجة لتلك التصرفات، استمرت العلاقة بين آنا والأسرة في التدهور، خصوصا عندما تم نقلها نقلها لمنزل لم يتم تجديده بالكامل ولا يوجد به مرحاض أو ماء ساخن، وحينها حزمت آنا أمتعتها وهربت إلى كاليفورنيا، بمساعدة متطوعين، إلى منزل للنساء مع أطفال، وبعد الانتقال للمنزل الجديد، أسست آنا منظمة "نوفا أوكرانيا"، التي تدعم الأوكرانيين المتضررين من الحرب.

 

 

عنف ضد اللاجئين

 

ووفقا لما رصدته الصحيفة الألمانية، فإن حالة آنا نموذج لحالات كثيرة من لاجئي أوكرانيا الذين يعانون في الولايات المتحدة الأمريكية،  فهناك أوكرانية أخرى تُدعى زينيا، وجدت أيضًا راعيتها في الولايات المتحدة - وهي امرأة أوكرانية من نفس العمر آنا - عبر Facebook، وجدت نفسها في الشارع بعد شهر مع ابنتها ميريام البالغة من العمر عامين، وجاء الخلاف مع مضيفتها بعد أن شاهدت زينيا مشهدًا من العنف ضد ابنتها.

وتقول منسقة "نوفا أوكرانيا"، كاتيا مويسيفا، إن الاستعداد في المجتمع الأمريكي لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين كبير، وتطوع العديد من الأمريكيين ليكونوا رعاة من نوايا حسنة، ولكن للأسف أحياناً يتبين أن بعضهم قلل من شأن المسؤولية ولا يستطيع تحملها، وهذا من شأنه أن يخلق صراعات وسيتعين على اللاجئين البحث عن مكان جديد للإقامة.

 

وبالفعل طلب أكثر من 1200 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، من نشطاء "نوفا أوكرانيا" العام الماضي المساعدة في العثور على سكن، وتقول مويسيفا إن كل عشر امرأة سبق أن واجهت شكلاً من أشكال العنف.

 

الاحتيال - الإساءة - الدعارة

 

ويرصد التقرير أن هناك أيضا حالات سوء المعاملة والاحتيال، فعلى سبيل المثال، وافق بعض الأوكرانيين، ومعظمهم من الأثرياء، على دفع دفعة مقدمة قدرها 2000 دولار أو 3000 دولار للفرد مقابل مواطنين أمريكيين أو مقيمين يضمنون لهم ككافيل، ولكن بعد النقل ، لم يظهر هؤلاء الرعاة مرة أخرى، ولا يوجد ما يلزمهم بالتواجد معنا رغم احتياجنا لهم في كثير من الأمور داخل البلاد. 

 

فيما كشف إعلان قامت به فتاة أوكرانية عن بعد آخر في المعاناة، حيث طلبت الفتاة في الإعلان أنها تبحث عن راعٍ جديد، ووضعت الإعلان في مختلف المنتديات المخصصة لبرنامج "الاتحاد من أجل أوكرانيا"، وسرعان ما جاءت عروض العمل كسيدات مرافقات في ما يقرب من اثنتي عشرة مجموعة، مع وعد بتوفير مكانًا للمعيشة وترتيب أمور الرعاة، ولكن في اتصال آخر، اتضح أن الأمر لا يتعلق بخدمة مرافقة، بل يتعلق بالدعارة.

 

السلطات الأمريكية في معضلة

 

وهنا يقول مارتن موشيد، وهو منظم إحدى المجموعات التي يتم البحث عن الرعاة فيها والعثور عليهم، إنه يحذف بانتظام الإعلانات من رعايا دول ثالثة، وغالبًا ما يكونون نيجيريين، وكانوا يعدون النساء الأوكرانيات بالعثور على رعاة في الولايات المتحدة إذا أخذتهن النساء هناك كشريكات حياتهن، وذلك لاستغلال السماح للأشخاص الذين تربطهم علاقة بأوكراني بدخول الولايات المتحدة الأمريكية كجزء من البرنامج الإنساني.

 

وهنا تزعم سلطات الهجرة الأمريكية أن كل راعي يتم فحصه قبل الموافقة على الأوراق، ولكن من غير الواضح عدد اللاجئين الأوكرانيين في الولايات المتحدة الذين تعرضوا للعنف وانتهاكات القانون، الواضح أن اللوائح الحالية بشأن الاعتراف بالرعاة تشكل معضلة للسلطات الأمريكية، كما يقول النشطاء من أوكرانيا نوفا: "من ناحية، لا تريد الدولة تشديد شروط البرنامج حتى يستمر الأمريكيون في دعوة الأوكرانيين للبقاء، ومن ناحية أخرى، أظهرت حالات الاحتيال والترهيب والعنف ضد اللاجئين الحاجة إلى مزيد من الضوابط".