الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جهود مصر لن تتوقف| طريق جديد لحل الأزمة السودانية ووقف إطلاق النار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مازالت الدولة المصرية تعمل قيادة وحكومة وشعبًا على دعم الاستقرار داخل  السودان الشقيق، لما يمثله من امتداد للأمن القومي المصري، إضافةً إلى العلاقات القوية التي تجمع شعبي وادي النيل والممتدة لآلاف السنين.

الجديد في حل الأزمة السودانية 

ومازال يؤكد الرئيس السيسي مراراً وتكراراً أهمية تكثيف الجهود لتفعيل المسار السياسي والحوار السلمي، بما يدفع في اتجاه عودة الاستقرار والأمن، ويراعي المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق.

ولم تقف مصر منذ البداية في استمرارية المحاولات لحل الأزمة السودانية، ودائما تسعى إلى الوساطة على طرفي النزاع المكون من الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وميليشيات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ حميدتي.

واستكمالا لهذه الجهود، التقى سامح شكرى وزير الخارجية ظهر اليوم الاثنين في العاصمة نيدجامينا مع الرئيس التشادى محمد إدريس ديبي، في مستهل الزيارة التي يقوم بها إلى كل من تشاد وجنوب السودان.

وصرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن سامح شكرى استهل اللقاء بنقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى شقيقه الرئيس ديبي، وسلم الرئيس التشادي رسالة من الرئيس السيسى تتناول في شق منها سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات مختلفة، وفي الشق الآخر التشاور والتنسيق بشأن التطورات الجارية في السودان ودور تشاد ودول جوار السودان في دعم جهود وقف إطلاق النار والتعامل مع الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب السودانى الشقيق نتيجة الاقتتال الدائر.

تحدي أمني في غاية الخطورة

وأردف المتحدث باسم الخارجية، بأن الرئيس التشادي أعرب خلال اللقاء عن تقديره البالغ لمبادرة رئيس الجمهورية بإيفاد وزير الخارجية إلى دولة تشاد في هذا التوقيت المهم الذي يواجه فيه السودان الشقيق تحدياً أمنياً وسياسياً في غاية الخطورة، وتطلع تشاد للتنسيق مع مصر من أجل تشجيع الأطراف السودانية على تثبيت والالتزام بوقف شامل بإطلاق النار يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة، فضلاً عن إفساح المجال لإطلاق حوار بناء لحل الخلافات بين الأطراف السودانية.

ومن جانبه، أوضح شكرى أن مصر فتحت ذراعيها لاستقبال الفارين من جحيم المواجهات العسكرية من الأشقاء السودانيين بأعداد تزيد عن ٦٠ ألف شخص، مشيراً إلى المأساة الإنسانية الكبيرة الناجمة عن تلك الأزمة، والتي تتأثر بها دول جوار السودان بشكل مباشر، الأمر الذي يقتضى تكثيف آليات التشاور والتنسيق، وهو الأمر الذي يحرص عليه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ومن خلال هذا التقرير، يرصد "صدى البلد"، أهم وأبرز الجهود المصرية لإنهاء الأزمة السودانية ووقف إطلاق النار بالسودان. 

وكانت مصر من أوائل الدول التي لم تألُ جهدا ولم تترك طريقا للتهدئة إلا وسلكته، فيعد ساعات من اندلاع الاشتباكات أطلقت مصر نداءً مشتركة مع دولة جنوب السودان بتغليب صوت الحكمة وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني عبر وقف إطلاق النار.

جهود الخارجية المصرية

والأزمة كانت حاضرة كذلك في تصريحات واتصالات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان إحداثها مع الرئيس الكيني والتي اتفقا خلالها الرئيسان على دعم مساعي الحوار السلمي واستئناف المرحلة الانتقالية لتجنيب الشعب السوداني مخاطر النزاع إنسانيا واقتصاديا.

وفى سياق التحركات المصرية، أجرى شكري على مدار يومىدي 3 و4 مايو الجاري، اتصالات مع كل من وزير خارجية السودان، على الصادق، ووزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق، فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن، أيمن الصفدى، ووزير خارجية جيبوتى، محمود على يوسف، ووزير خارجية كينيا، ألفريد موتوا.

وجاءت الاتصالات مع الوزراء العرب في إطار التشاور وتنسيق المواقف والإعداد للاجتماع الاستثنائى لوزراء الخارجية العرب حول كل من السودان وسوريا، التي تم عقده بالفعل.

وكشف المتحدث باسم الخارجية أن الاتصال مع وزير خارجية كينيا جاء في إطار التشاور والتنسيق اتصالًا بالأزمة السودانية، خاصة فيما يتعلق بجهود وقف إطلاق النار وسبل تعزيز ودعم نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء في السودان، كما تناول أيضًا تنسيق جهود حل الأزمة في الأطر العربية والإفريقية ومع تجمع الإيجاد ودول جوار السودان.

موقف مصر من الأحداث 

ويقول السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن الأزمة السودانية أزمة كبيرة، وتأثيراتها على الداخل السوداني ودول الإقليم والمنطقة بأكملها تأثيرات كبيرة، ومصر أدركت ذلك منذ اللحظة الأولى، وقامت بالعديد من الجهود الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار بالسودان.

وأضاف العرابي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه الحرب وهذه الأوضاع تسبب قلق لدول الجوار وعلي رأسها مصر ونداء الرئيس السيسي لوقف الحرب هي دعوة صارمة، وجهود مصر في هذا الإطار جهود ممتازة وجيدة لوقف إطلاق النار.

وأشار العرابي: لا يجب أن تترك الدول استمرار الحرب بالسودان دون تصرف جاد، معقبا: "لو كل الدول أخذت رعاياها وتركت السودان لمشاكلها لن تقف هذه الفتنة والحسم السريع يحل الأزمة ويوقف الخسائر علي كافة المستويات وينقذ الموارد من الهلاك".

وفي نفس السياق، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ضرورة وقف إطلاق النار فى السودان والشروع فى حوار سلمى يؤدى لاستكمال المسار الديمقراطى لتجنيب الشعب السودانى المعاناة الإنسانية.

كما استقبل السيسى، السبت ، مايك تيرنر رئيس اللجنة الدائمة لشؤون الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكى، وبرفقته وفد كبير من أعضاء اللجنة من الحزبين الجمهورى والديمقراطى، وذلك بحضور اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة، وجون ديروشر القائم بأعمال السفير الأمريكى بالقاهرة.

وشدد السيسى على موقف مصر من التطورات الجارية بالسودان، من حيث ضرورة وقف إطلاق النار على نحو دائم وشامل، والشروع فى حوار سلمى يؤدى إلى استكمال المسار الانتقالى، على النحو الذى يرتضيه الشعب السودانى الشقيق، ويجنبه المعاناة الإنسانية، ويتيح له المضى قدمًا فى مسار الاستقرار والتنمية.


-