الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حلم الـ 30 مليون سائح.. خبراء يضعون خريطة طريق للحوار الوطني لجلب 30 مليار دولار لمصر

السياحة المصرية
السياحة المصرية

بدأ الحوار الوطني في 3 مايو الجاري، الذي يعتبر التزاما من الدولة بتعهداتها المسبقة، وحرصها على توفير مناخ عام يتيح التعاون بين جميع الأطياف لصالح الوطن، ولتحقيق مستقبل مشرق تنهض فيه كل القطاعات، ويؤكد عزم القيادة السياسية في إيجاد حلول جذرية لجميع القضايا والمشكلات، وتتويج جهود أعضاء مجلس الأمناء إيمانًا منهم بتحمل المسؤولية في رسم معالم المرحلة المقبلة، وترسيخ قواعد جمهوريتنا الجديدة.

الحوارالوطني

وفى إطار ذلك رصد "صدى البلد" أراء خبراء القطاع السياحي حول مستقبل السياحة في مصر، وما هو المطلوب لتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية في مصر والتي تتميز بالتنوع، ولكي تكون أيضاً خريطة طريق أمام لجنة السياحة بالحوار الوطني.

البنية التحتية وتنوع الأنشطة

قال خيري محمد رئيس لجنة تسيير غرفة شركات السياحة فى أسوان ، أن الخريطة السياحية فى مصر يجب أن تشهد تطور في كثير من المناحي فى ظل تنوع المنتج السياحي المصري بالإضافة إلى التركيز على منتج السياحة البيئية والصحراوية والأثرية.

أوضح خيري في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" ، أن مطار أسوان يجب أن تتسع طاقته الاستيعابية للسياحة القادمة إليه خاصة الطيران العارض الشارتر ، من نواحى كثيرة يحتاج الى اضافة صالات جديدة حتى يستوعب أكبر قدر من السياحة ، يعقبها جلب الشركات السياحية السياح بأعداد تلائم الاستراتيجية الخاصة بتحقيق 30 مليون سائح فى العام.

وطالب باستغلال مطار أسوان ترانزيت لجميع المسافرين والقادمين من أفريقيا ، والتى تشهد التجربة في تركيا نجاح في ذلك ، مؤكدا اسوان يجب أن تستثمر سياحيا بشكل قوى وتسخير كافة امكانيتها في خدمة السياحة الثقافية.

وأكد أن ربط الطرق بين أسوان و الغردقة و مرسي يجب النظر إليه، ويحتاج إلى تطوير يلائم حركة السياحة المستجلبة وهي الأهم لتحقيق سياحة اليوم الواحد، والعمل بشكل أسرع فى توسعة طريق أبوسمبل المزدوج ، وإتاحة خدمات لوجستية على جانبي الطريق من محطات بنزين ومطاعم وبازارات.

وشدد على أن طريق أسوان مرسى علم - أسوان الغردقة فى حالة تحتاج رفع كفاءة لتوفير وقت الوصول والسفر والتى تحد من الحراك السياحي ، بالإضافة الى تمهيد الطرق الداخلية ، اعلن ان أكتوبر القادم ينطلق مؤتمر السياحة العلاجية في أسوان ، مثال حى الآغا خان الشهير والذي شفي في رمال أسوان كمثال حى لنجاح السياحة العلاجية.

وحول آلية الترويج لإنعاش خريطة مصر السياحية وتطويرها، شدد على ضرورة إقامة الفعاليات العالمية منها مهرجان سباق الهجن ، و استغلال بحيرة ناصر التى لم يستغل حتى 1% منها سياحيا، وعلينا استثمارها في مسابقات الصيد والألعاب المائية .

صناعة السياحة

قال محمد عثمان، رئيس لجنة السياحة الثقافية بالأقصر، إن الخريطة السياحية في مصر أجري عليها عدة تحديثات، أبرزها اكتشافات أثرية متتالية والتوجه نحو الاستثمار السياحي، إضافة إلى تطوير المناطق الأثرية، مشيرا إلى مفهوم التنمية المستدامة والدور المجتمعى لصناعة السياحة التى تحولت من خدمة تقدم إلى صناعة تستحق أن تكون جزءا من الحوار الوطنى.

وأكد "عثمان" في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن خلق حالة من التواصل الاجتماعى والمجتمعى ما بين صانع القرار السياحى سواء متمثلا في الدولة أو المستثمر وعلاقته بالمجتمع لها دور هام، لافتا إلى أن الخريطة السياحية تتغير جغرافيا، فهناك مقاصد سياحية مختلفة وجديدة تحتاج إلى تواصل تحت باب التنمية المستدامة، إضافة إلى إحداث حالة من التصالح بين المجتمع المدنى المحيط بالمقصد السياحي والمقصد السياحي نفسه للحفاظ عليه وترويجه.

وأوضح رئيس لجنة السياحة الثقافية بالأقصر، أننا نحتاج إلى عقد حوار مجتمعى لكل مقصد سياحي "مدينة أو محافظة"  بشكل منفرد لخلق نوع من التوائم والتوافق لوضع الرؤية الصحيحة للقطاع، مؤكدا أن الصعيد جزء هام للمنظومة، وصناعة السياحة في صعيد مصر متمثلة في قنا والأقصر وأسوان تمثل موقعا استراتيجيا هاما.

وأشار إلى ضرورة إجراء ممارسات سياحية على أرض الواقع للحوار الوطني، قائلا إن لكل مقصد سياحي احتياجاته المجتمعية، لخلق نوع من التناغم وتختلف احتياجات السياحة الثقافية عن نظيرتها الشاطئية، اضافة الي اختلاف وتنوع المدن السياحية التى بها نشاط ثقافي.

وطالب بنظرة سريعة لـ الأقصر وأسوان تتعلق بالبنية التحتية السياحية، موضحا أن صرفت الدولة 620 مليون جنيه لإنارة المناطق الأثرية في البر الغربي، مطالبا بإعادة فتح مناطق أثرية مثل وادى الملوك وحتشبسوت ورمسيوم وهابو فهي أفضل 4 مناطق أثرية في البر الغربي.

وتساءل بالنظر إلى حالة مطار الأقصر، هل يستطيع أن يوائم التدفقات السياحية الحالية الاجابة ؟ لا بالطبع ، متابعا هل حالة المطار اللوجوستية تستطيع أن تتحمل هذا الحراك السياحي؟ لا ، إضافة إلى النظر إلى كورنيش الأقصر تلك الايقونة الجميلة التى افتتحها الرئيس السيسي لا يجب أن تترك هكذا ليكون فى حالة يرثي لها ، بعد أن كانت تحسن التجربة السياحية ، المرسي الذى تستخدمة المراكب السياحية للاقصر اصبح في حالة يرثي لها.

وبالنظر إلى الخدمات المحيطة بالمناطق الأثرية أعرب عن أمنياته ، أن تجتمع لجنة الحوار الوطنى لسماع أهل السياحة في أسوان و الأقصر، وتتولي الدولة البحث عن الاستثمار لبناء الفنادق الثابتة التى تآكلت في المدينة، معربا عن تفاؤله بوجود حوار وطنى يسمع ويطرح ويناقش أوجاع السياحة.

وأنهى حديثة قائلا: ملف التدريب يجب ألا يقتصر على العاملين في الفنادق وشركات السياحة، ويجب أن يطال رجل الشارع الذى يتعامل مع السائح مثل "رجل الحنطور والمركبية" مؤكدا أن صناعة السياحة الثقافية تستطيع أن تقود الاقتصاد خاصة أن السياحة قدمت 18 مليار دولار للخزينة العامة للدولة العام الماضي.

30 مليار دولار

قال محمد الشناوى عضو لجنة السياحة بالحوار الوطني عن حزب حماة وطن، إننا عقدنا اجتماعات ضمت كوادر تمتلك رؤية لتطوير القطاع السياحي من العاملين بالسياحة والطيران إضافة إلى المرشدين السياحيين للخروج برؤية ونقاط هامة نحو تعظيم الاستفادة من سياحة مصر ومقوماتها السياحية.

وأوضح عضو لجنة السياحة بالحوار الوطني في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أنه خلال أيام ستنعقد جلسات لجنة السياحة بـ الحوار الوطنى، مشيرا إلى تبنى الدولة استراتيجية سياحية حتى 2030 لجذب 30 مليون سائح بدخل من العملة الصعبة بقيمة 30 مليار دولار، وهو حقنا أن نحظى بأكبر عدد من السياح، لكن هناك بعض التحديات الواجب الدخول في نقاش جاد للوصول إلي ذلك الرقم.

وأشار عضو لجنة السياحة بالحوار الوطني عن حزب حماة وطن، إلى أن هناك 160 نقطة هامة سيتم طرح أبرز التحديات مثل زيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق والطيران، وتطوير المطارات إضافة إلى منهج خاص بسلوكيات التعامل مع السائح يدرس في المدن السياحية.

وأكمل: "إن من المقترحات التى سنقدمها إزالة أى معوقات تواجه السائح في الشارع أبرزها في تعامله مع البازارات السياحية وسائقي التاكسي ووضعنا معالجات هامة بناء على تجارب وخبرات ليست وليدة اليوم بعد الرجوع بمقارنات مع دول سياحية أوروبية على غرار فرنسا وإسبانيا".

وأفاد عضو لجنة السياحة بالحوار الوطني بأن حوكمة البنية التحتية للسياحة، عنصر هام على أجندتنا عبر دعم مراقبة نشاط وأداء ومستوى السياحة فى مصر، إضافة إلى الحكومة بأسلوب رشيد لرفع كفاءة وجودة الخدمة الفندقية التى تحقق المنافسة السياحية.

ولفت عضو لجنة السياحة بالحوار الوطني إلى أنه لدينا رؤية منظمة بداية من وصول السائح إلى المطار وتعاملاته مع الموظفين والجوازات حتى إقامته في الفندق وبرنامجه السياحي، على أن نعزز الطاقة الاستيعابية للفندقة في مصر عبر دمج الشقق السياحية في منظومة السياحة لتعظيم العائد لتنفيذ استراتيجية الـ 30 مليون سائح.

وتابع عضو لجنة السياحة بالحوار الوطني  أن رؤيتنا تتضمن خطة عاجلة لإسعاف القطاع السياحي للوصول بالأرقام السياحية إلى 30 مليار دولار سنويا، في ظل تنوع المنتج السياحي المصري ما بين الشاطئ والأثري والاستشفائية، تتضمن الاهتمام بسياحة النزل البيئي "الصديق للبيئة"، على غرار المنتج السياحي في سيوة، واستغلال الصحراء والمدن المطلة على البحار ، والمسارات الهامة على رأسها مسار العائلة المقدسة.

وأضاف أننا ننسق مع صندوق التنسيق الحضاري بكل محافظة سياحية ستنطلق بدايته من البحر الأحمر لعمل شارع في كل مدينة سياحية بشكل حضاري تراثي يبرز الطابع السياحي والبيئى للمدينة ويكون مقصدا سياحيا ومزارا للسائحين.

البيروقراطية وجذب المستثمرين

قال ناصر ترك عضو لجنة تسيير الأعمال اتحاد الغرف السياحية، إن السياحة ليست مجرد قوانين ولوائح فقط، علينا أن ندرك ما هي أخطائنا التي يأتي على رأسها البيروقراطية، حتى نخرج بـ روشتة علاج للقطاع السياحي تجذب المستثمر والسائح.

وأوضح ترك في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إن أردنا مستثمرا جادا علينا تهيئة مناخ الاستثمار، لافتا إلى أن المناخ السياحي يحتاج إلى مزيد من إيضاح الرؤية، مشيرا إلى أن آليات الدفع بالحراك السياحي وجب البدء بالمطارات السياحية إضافة إلى الطرق المحيطة بها وخدمات الراكب من لحظة الوصول وتسهيلات كاملة لراحته، نحتاج لأسلوب إدارة متكامل حضاري.

ووصف المطارات والموظفين بها بـ الواجهة الأولى للتعامل مع السائح، مطالبا بتهيئتها بالشكل الاحترافي لتناسب عرض مقومات مصر السياحية، مشيرا إلى نجاح الدول في تحقيق طفرات سياحية في تقديم تجربة إلكترونية  بمطاراتها، قائلا: العالم أجمع يتجه نحو التحول الإلكتروني، ومشكلتنا أننا لا نريد مواكبة التغيير والتطور.

وأكمل: يجب ايفاد بعثات مصرية من الشباب  إلى أفضل مطارات العالم للتدريب والتعلم من تلك التجارب، وتساءل ترك هل لدينا تاكسي يليق بالسياحة؟، فنحن بحاجة إلى تطوير منظومة "الليموزين وتدريب المندوبين بشركات الليموزين لنعظم دورهم في ضمان تحسين التجربة السياحية.

فيما أشاد ترك بمنظومة الطرق والاستثمار في البنية التحتية ووصفها بـ"المميزة والنقطة الهامة للسياحة".

وعقب أن الفنادق والمنتجعات المصرية، عليها البحث عن جودة الخدمات وتدريب العاملين عبر مسارات محددة، خاصة أن السائح يدفع مقابل الخدمات على الفاتورة، مشددا على أن الموظف الذي لم يؤد دوره فى الخدمة للسائح لا يستحق المقابل سواء فى المطاعم أو الفنادق للحفاظ على جودة الخدمة المقدمة.

كما لفت إلى أنه بإجراء مقارنة بالدول المحيطة المقدمة للخدمات أوضح أن الجميع يراهن على تكرار وتحسين تجربة السائح، عبر الاهتمام بمكان إقامته والخدمات المقدمة والعاملين بقطاع السياحة عليهم مسؤلية أن يكرر السائح العودة مرة أخرى.  

وحول التطوير الذي تشهده المواقع والمتاحف الأثرية أكد أن هناك تطورا يحدث على أرض الواقع لا يمكن إغفاله ولكنه يحتاج لتطوير العنصر البشري القائم على المنظومة الأثرية بالشكل الكافي لتقديم الخدمة المتميزة  السائح.

وعن تطوير منظومة السكك الحديدية مؤخرا، أفاد بأن لدينا أفضل خطوط نقل للسكة الحديد حديثة، لكن أتحدث هنا عن كيفية حصول السائح على التذكرة أون لاين مثله مثل المصريين وتدريب العاملين بالقطار على التعامل مع السائح لإحداث فارق في تحسين تجربة السائح لتكرار زيارته.

وشدد ترك: "إن أردنا سياحة علينا التركيز على أخطائنا وإيجاد حلول جذرية وفورية لها"، مطالبا بحملة قومية للسياحة تستهدف وعى المصريين ومعرفة اهميتها خاصة أن السياحة ترتبط بـ 72 صناعة واصفا إياها بـ صناعة كثيفة العمالة، مؤكدا أنها محرك قوى لدورة الاقتصاد وتحقق نتائج أسرع وأقوى من اي نشاط اقتصادي آخر.

وطالب ترك بإعادة تخطيط الاستثمار السياحي في الساحل الشمالى للمنتجعات السياحية أسوة بشرم الشيخ والغردقة ومرسي علم ، موضحا أن الساحل الشمالي يحتاج إلى منتجعات سياحية كبري ، قائلا: يكفي إضاعة الفرص من استثمارات سياحية بـ  البحر المتوسط ضاربا المثل بتونس التى تحقق 10 ملايين سائح فى موسم الصيف وأنطاليا واليونان التي حققت ملايين السائحين، فقط خلال شهور الصيف.

وطالب ترك بتغير المنطق والعقل والمفهوم لوضع رؤية سياحية في ظل امتلاكنا مقومات تفوق العالم تحتاج فقط إلى ترتيب، مقترحا بتشكيل هيئة تنشيط السياحة بـ 70% من القطاع الخاص، مرجعا ذلك بأنهم جالبي السياحة إلى المقصد المصري ويدركون احتياجات السائح ، طالب باستقلال هيئة تنشيط السياحة للوصول إلى نتائج إيجابية وبتمويل خاص بها من القطاع الخاص والدولة لتكون هناك رؤية وحوكمة الملف.

وأعرب أن مصر تحتاج متابعة كافة التفاصيل على غرار ما يفعله الرئيس السيسي، قائلا: لو كل مسئول نزل ميدان العمل وتابع كافة التفاصيل سنكون في منحنى آخر، موضحا أن مقارنة سياحة مصر بالدول الأخرى ظالمة مؤكدا أن مقاومتنا السياحية أكبر بكثير من العالم العربي ينقصنا فقط معالجة السلبيات وتعظيم الإيجابيات.

القوانين والـ 30 مليون سائح 

قال علاء عاقل رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية إن القطاع يحتاج إلى التوسع في الطاقة الفندقية ومضاعفة الغرف للوصول إلى أعلى طاقة استيعابية المقدرة بـ 30 مليون سائح خلال السنوات المقبلة (وفق خطة 2028) خاصة أن لدينا 2011 ألف غرفة فندقية منذ السبعينيات حتى اليوم، وهى ما تستوعب قرابة الـ 14 مليون سائح.

أكد علاء عاقل في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أنه يمكننا مضاعفة أرقام الدخل السياحي المتوقعة بـ 30 مليار دولار خلال السنوات المقبلة وهو الأهم للقطاع، والحل هنا رفع أسعار المنتج السياحي والإقامة والزيارات لتعزيز قيمة السياحة المصرية والخروج من دائرة المقاصد التي تبيع منتجها بأسعار متدنية.

وأشار رئيس غرفة المنشآت الفندقية إلى ضرورة تحسين المنتج السياحي والخدمات المقدمة التي تحسن من تجربة السائح حتى يكرر زيارته، إضافة إلى وضع حمامات في المزارات السياحية تليق بقيمة مصر السياحية كما ينبغي، حتى يتسنى لنا رفع قيمة المنتج شرائيا.

وأضاف رئيس غرفة المنشآت الفندقية أن الحد الأدنى لبيع الغرف الفندقية يتم وضعه في وقت الأزمات حتى نخرج من دائرة حرق الأسعار والحفاظ على الثروة الفندقية، لكن الفنادق اليوم تبيع بضعف الحد الأدنى والمقدر وفقا لكل فندق حسب درجة نجوميته، معلنا انتهاء الحد الأدني في التوقيت الراهن، خاصة أننا نشهد حراكا سياحيا، لافتا إلى أن سياسة التسعير تحدد وفقا للعرض والطلب فان زاد الطلب زاد معه قيمة بيع الغرف الفندقية.

وأوضح أن الساحل الشمالي منطقة سياحية واعدة، حيث يوجد أبراج في العلمين الجديدة كمنتج جديد يرضي فئة معينة من السائحين إضافة الي فئة أخرى تفضل المنتجعات السياحية التي تناسب أذواق أخرى من السائحين، لافتا إلى أن التنوع مطلوب في تلك المنطقة من البحر المتوسط.

وأكد رئيس غرفة المنشآت الفندقية أن البحر المتوسط ظلم سياحيا خاصة أن منطقة الساحل الشمالي تعمل في الموسم الصيفي، وأشار إلى أن الدولة بدأت تهتم بهذه المنطقة على خلاف السابق الذى كان الاهتمام منصبا في منطقة البحر الأحمر فقط، مع الأزمات التي مر بها القطاع السياحي على الصعيد المحلى والدولي تم التركيز على البحر الأحمر فقط.

وأكمل أن تخطيط الساحل الشمالي يجب أن يكون أفضل، مؤكدا أن لدينا الإمكانية في توسيع وتعظيم الاستفادة من مقوماتنا السياحية في البحر الأعظم لمنافسة تونس وقبرص واليونان.

وأعرب رئيس غرفة المنشآت الفندقية عن تفاؤلة بخروج قانون المنشآت السياحية والفندقية، ويشهد غدا الاجتماع الرابع للجنة التراخيص، ودخل حيز التنفيذ، وهى أشياء داخلية لتسهيل العلاقة بين القطاع الخاص والحكومة وييسر على المستثمرين ويدفع بحركة السياحة ويزيل العراقيل السابقة التي تعرضنا لها.

دولة صديقة للسائح والمستثمر 

قال رامي فايز مالك أحد الفنادق السياحية وعضو الجمعية العمومية لغرفة الفنادق إن الدولة يجب أن تعتبر السياحة مشروعا قوميا، وتتكاتف عليه جميع الوزرات المعنية من داخلية وسياحة وآثار ، وخارجية وطيران وتنمية محلية، مؤكدا مقدرة السياحة على إخراج أى دولة من كبوتها الاقتصادية، ولنا مثال على ذلك في 2016 حين أنقذ قطاع السياحة اليونان من أزمتها.

أكد عضو الجمعية العمومية لغرفة الفنادق، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن عائد السياحة من العملة الصعبة أسرع من نظرائها في الصناعات الأخرى من المصانع أو المواد الخام أو التجارة أو الاستيراد، موضحا نحن نبيع سلع خدمية ترفيهية عالية الإنفاق تجلب "العملة الصعبة".

أوضح عضو الجمعية العمومية لغرفة الفنادق، أن الطاقة الفندقية في مصر تقدر بـ 2011 ألف غرفة فندقية وللوصول إلى رقم 30 مليون سائح (وفقا لخطة 2028) نحتاج إلى مضاعفة الغرف لاستيعاب الأعداد السياحة الوافدة بشكل جيد ولتحقيق المستهدف من استراتيجية الـ 30 مليون سائح سنويا.

اقترح عضو الجمعية العمومية لغرفة الفنادق أن نكون دولة صديقة للسائح والمستثمر بمعنى أن نقدم تسهيلات وتيسيرات سواء في القدوم إلى المقصد المصري أو الخدمات المقدمة أو وضع رؤى واضحة للاستثمار السياحي، وخطط مدروسة تدر عائدا على القطاع والمستثمر دون الوقوع في ركود الروتين، إضافة إلى منح حوافز استثمارية.

أضاف عضو الجمعية العمومية لغرفة الفنادق، أن السياحة المصرية متنوعة المنتج وينقصنا زيادة رحلات الطيران والتسويق إضافة الى اتساع الاستثمار السياحي المحلي، فضلا عن جذب مستثمريين دوليين عبر استراتيجيات تضاعف الاستثمار وبذلك نحقق طفرة في الأرقام السياحية.

 رقابة 22 جهة إدارية

قال أحمد الطيبي وكيل لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، إن السياحة تقوم على الأمن والآمان وهو ما يتوفر فى مصر، وأيضا البنية التحية الجيدة للدولة من مطارات وطرق وفنادق، إضافة إلى النشاط الاقتصادي الخاص بالخدمات السياحية، وعوامل الجذب السياحي مثل المتاحف والشواطئ.

وأكد الطيبي فى تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن مصر تمتلك مقومات سياحية هائلة من منتجات سياحية أبرزها الشاطئية مثل الساحل الشمالي والبحر الأحمر وسيناء وممارسة أنشطة السفاري والصيد والغطس، إضافة إلى المدن السياحية مثل الأقصر وأسوان، والآثار لافتا إلى أن المقصد السياحي لدينا غني بالمقومات، وينعكس ذلك على زيادة عدد الليالي السياحية، لمضاعفة الدخل من العملة الصعبة.

أشار وكيل لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب إلى أنه من الصعب تحقيق 30 مليون سائح سنويا في مصر لكن من السهل تحقيق 30 مليار دولار فى العام (خطة 2028)، وهى المعادلة البسيطة كمستهدف يمكن تحقيقه بعد 4 سنوات.

وتساءل الطيبي: لماذا استحالة تحقيق 30 مليون سائح فى العام؟، مرجعا ذلك إلى أن نسب الاشغال الفندقي في مصر لم تصل إلى 90% كحد أقصى فى تقديري، خاصة أن مصر بها 2011 ألف غرفة بحسبة بسيطة حال وجود نسب إشغال تقدر بـ 90% اذن عدد السائحين يقدر تقريبيا بـ 12 أو 13 مليون فى العام، وهنا يأتي سؤال آخر أين سيتم تسكين باقى عدد السائحين؟.

وأكمل: على جانب آخر يمكننا الوصول إلى 30 مليار دولار عبر رفع أسعار الليالي الفندقية بنسبة 20% وتحديد حد أدنى للإقامة يلتزم به الجميع، إضافة اإلى ربط جميع المزارات السياحي في مصر ببنية تحتية جيدة لمضاعفة عدد الليالي السياحية متوقعا بذلك المقاربة من رقم 24 مليار دولار فى العام، مع الالتزام بقانون السياحة الموحد وتسهيل عمل المستثمر الحالي الذى يقع تحت رقابة 22 جهة إدارية.

وأضاف أن تشجيع المستثمرين لتطوير الفنادق وفتح باب الاستثمار الفندقي بحزم وحوافز ميسرة، خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار حتى نملأ الفراغ الفندقي لاستيعاب عدد أكبر من السائحين، علما بأن الاستثمار السياحي طويل الأجل الذى يحتاج إلى مصاريف على مدار دورته المقدرة بعدة سنوات قد تكون 4 أعوام حتى يأتى بعائد، لذلك فهى تحتاج إلى مستثمر جاد .

وتابع الطيبي أنه يجب أن يكون هناك رؤية وسياسة واضحة للسياحة، والتعامل مع الجهات الإدارية لخدمة المستثمرين على أعلى مستوى دون عرقلة عمل المستثمر، موضحا أن المناخ العام يجب أن يكون جاذب للاستثمار، إضافة إلى الشفافية وثبات السياسة النقدية.

كما أعرب الطيبي أنه بتلك الأدوات ودخول المستثمر المصري بإعادة استكمال أو تطوير الفنادق مع سياسات استثمارية جاذبة سيؤثر بشكل مباشر على تدفق الاستثمارات السياحية الأجنبية لثقتهم فى المقصد المصري، لافتا إلى أنها لن تأتي إلا بعد نجاح الاستثمارات الداخلية بشكل تام.

وحول رؤيته للتنشيط السياحي، شدد على أن مصر تتمتع بـ أمن وأمان وبنية تحتية وأنشطة اقتصادية قوية لا تحتاج لتسويق، واصفا أن المنتج السياحي المصري ليس له مثيل فى العالم، لكن تحتاج فقط للتذكير عبر شركات العلاقات العامة والدعاية.

وعن ملف الطيران ذكر الطيبي أننا نحتاج إلى أن ندعم أسطول مصر للطيران بمزيد من الطائرات فى ظل التوجه نحو الدفع بحركة السياحة للوصول إلى 30 مليار دولار سنويا، مؤكدا دعمه للطيران الشارتر والتنوع في الوصول للمقصد السياحي المصري فى جميع مطاراته.

كما لفت إلى أن ملف طرح اراضٍ للاستثمار السياحي يجب أن يدرس ويعرض بوضوح للمستثمرين الجادين إضافة إلى طرح الاستثمار في الخدمات السياحية من مطاعم وخدمات ترفيهية في المدن السياحية وفقا لتخطيط منظم.