الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيئة موبقة.. خطيب المسجد النبوي: النميمة لا ينقلها إلا من رقت ديانته

خطيئة موبقة ونار
خطيئة موبقة ونار محرقة

قال الشيخ الدكتور صلاح البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن النميمة خطيئة موبقة، ونار محرقة، وكبيرة من كبائر الذنوب، لا ينقلها إلا من رقت ديانته وذهبت أمانته، وظهرت خيانته.

خطيئة موبقة

وأوضح " البدير" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن فاعلها من شرار الخلق، لما فيها من إفساد القلوب وإيحاش النفوس وإيغار الصدور وتشويش العقول وإثارة البغضاء والشحناء والخصومات، ومن يطع الواشين لا يترك صديقًا وإن كان الحبيب المقرب”.

وأضاف أن الغيبة والنميمة بذر العداوة، وجسر الشر، وزند الفتنة، ولسان الافتراء، وسلاح الأشقاء، ومأوى الخبثاء وأمارة الغدر والمكر والشر، وحقيقتها إفشاء السر، وهتك السر، وخيانة الجليس، وإرادة السوء، والفرح لأذى المسلمين، وكم من صفين تباعدا، وكم من متواصلين تقاطعا.

وتابع: وكم من محبين افترقا، وكم من إلفين تهاجرا، وكم من زوجين تطالقا، بسبب وشاية شاع، أو قالة نمام، فأف لأهل النمائم ثم أف، وحسبك بالنميمة خسة ورذيلة سقوطًا وضعة أنه لا يمتهنها إلا حقير، مهين ومن شر أخلاق الرجال النميمة متى ما تبع العرض ينطق، ولو علم من سارت نمائمه وهبت سمائمه ودبت عقاربه ومكائده ماذا جنى على ذاته وأقربائه وزملائه وقرائنه لعلم أن الصمم كان أهون لعيشه وأنعم لباله من نقلة ينقلها أو نميمة يحملها”.

وأفاد بأن النميمة صفة دنيئة تثير الفتنة وتفرق الجماعة وتشتّت الكلمة ،  وإظهار التشويش وشق عصا المسلمين فهي من صفات المنافقين وخصالهم، والنفوس الطاهرة ترنو إلى المكارم والفضائل والعقول القاصرة تهوي إلى الخبائث والرذائل ،  ومن لم يقدر على جمع الفضائل فلتكن همّته ترك الرذائل ،  فيما أن النميمة صنعة ذوي النفوس السقيمة ،  والطبائع اللئيمة ،  والأرواح الدنيئة المشغوفة بهتك الأستار وإفشاء الأسرار.

من صفات المنافقين 

وبين أن النميمة هي الحديث المنقول من مجلس إلى مجلس، ومن قوم إلى قوم على وجه التضريب والتخريب والتأليب والتحريش والإفساد ،  مبيناً أنها قضية موبقة ،  ونار محرقة ،  وكبيرة من كبائر الذنوب لا ينقلها إلى من ذهبت أمانته وظهرت خيانته ،  وفاعلها من شرار الخلق لما فيها من إفساد القلوب وإيحاش النفوس وإيغار الصدور وتشويش العقول وإثارة الشحناء والبغضاء والخصومات.

ووصف "" النميمة بأنها بذر العداوة ،  وجسر الشر ،  وزند الفتنة ،  ولسان الافتراء ،  ومأوى الخبثاء ،  وأمارة الغدر والمكر والشر ،  وحقيقتها إفشاء السر وهتك الستر وخيانة الجليس وإرادة السوء له والفرح بأذى المسلمين، منوهًا بأن بثّ النمائم والأراجيف والأكاذيب بين المسلمين من صفات المنافقين ،  إذ قال جل وعلا: "لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ".

وأكد أن النميمة، هي سببٌ لسفك الدماء ،  واستحلال المحارم ،  وإيقاع الخصومة بين الناس ،  وتثير الأحقاد ،  فأولها سمائم وآخرها مآثم ،  فهي سبب لتباعد الأصدقاء ،  وقطع الوصال ،  وافتراق الأحبة ،  وهجر الألفة ،  وطلاق الأزواج بسبب النميمة التي لا يمتهنها إلا كل حقير ،  مبيناً أنها صفة لا تجتمع مع صفات الرجولة والمروءة وشيم الكرام ،  مورداً حديث حذيفة رضي الله عنه في قوله ،  سمعت ر سول الله- صلى الله عليه وسلم – يقول: "لا يدخل الجنة قتّات" متفق عليه، وفي لفظ في صحيح مسلم "لا يدخل الجنة نمام".

سببٌ لسفك الدماء

ونصح  كل من حملت إليه نميمة وقيل له قال فيك فلان كذا ،  أن لا يصدّقه، لأن النمام فاسق مردود الخبر ،  وأن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبّح فعله ،  وأن يبغضه في الله تعالى ،  وأن لا يظن في المنقول عنه السوء ،  لقوله تعالى: “يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ”.

واستطرد:  وأن لا يحمله ما حكي له عن التجسس والبحث عن تحقيق ذلك ،  وأن لا يرضى لنفسه ما نهى النمّام عنه فلا يحكي نميمته ،  داعياً إلى التفكّر في الموت والتوبة إلى الله عم وجل والكف عن النميمة والاعتذار عن من تأذى من نميمته وأن يستغفر له ويدعو له والإحسان إليه.

وحثّ على المشاركة في الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب السوداني الشقيق التي ينظمها مركز الملك سمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، نظراً لما تشهده السودان من أحداث نتج عنه نقص في الأدوية ،  وتدهور في الأوضاع الإنسانية ،  داعياً إلى المساهمة في الحملة ،  ومدّ يد العون والمساعدة لأهلنا في السودان ،  تخفيفاً لآلامهم ومعاناتهم ،  وسداً لحاجتهم.