الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آن الآوان لإعادتها| إلى أين تتجه العلاقات الصينية الأمريكية؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والرئيس الصيني شي جين بينغ، في بكين اليوم الإثنين، سوى 35 دقيقة، حسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وهذا اللقاء أرسل إشارة وحيدة في الوقت الحالي مفادها أن الولايات المتحدة والصين لا تريدان أن يطبع "العداء" علاقتهما، وأنهما تدركان أن تنافسهما ينطوي على مخاطر هائلة.

بداية تدهور العلاقات الصينية الأمريكية 

وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، أمس الأحد، إن العلاقات الصينية الأمريكية في أدنى مستوياتها ، وهو ما يتعارض مع مصالح البلدين ولا يلبي تطلعات المجتمع الدولي، مضيفا أنه يرغب في زيارة واشنطن عندما يكون ذلك مناسبا للطرفين.

ونقل عن تشين قوله 'في الوقت الحالي ، وصلت العلاقات الصينية الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية ، وهو ما يتعارض مع المصالح الأساسية لشعبي البلدين ولا يلبي تطلعات المجتمع الدولي'. تلفزيون الصين المركزي بعد اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في بكين.

وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين منذ حرب الرسوم الجمركية بحكم الأمر الواقع التي بدأتها الولايات المتحدة خلال رئاسة دونالد ترامب، وازداد توتر العلاقات الصينية الأمريكية في الأشهر الأخيرة مع استمرار الولايات المتحدة في تأجيج التوترات حول جزيرة تايوان ، وإسقاط منطاد الطقس الصيني الضال - الذي زعمت الولايات المتحدة أنه استخدم للتجسس على القواعد العسكرية الأمريكية - من قبل الولايات المتحدة،  القوات في المجال الجوي الأمريكي أيضًا لم تساعد في تحسين الوضع.

في غضون ذلك ، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى بكين أمس في مهمة 'لتوجيه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى مسارها' ، على الرغم من أنه لم يتضح بعد كيف ستؤثر هذه الزيارة على العلاقات بين البلدين.

رفض الصين للخط العسكري

كما أكد أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي، إن الصين رفضت عرضا أميركيا بإقامة خط اتصال عسكري مباشر بين واشنطن وبكين، وأضاف أنه أثار "مرارا وتكرارا" الحاجة إلى أن يكون للجيشين الأميركي والصيني "خط اتصال ساخن" من أجل تهدئة التوترات بسرعة والتراجع عن المواجهات، وتابع: "حتى هذه اللحظة، لم توافق الصين على المضي قدما في ذلك".

ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن اللقاء لم يفشل، ولكنه يعتبر إدارة للخلاف والتباين والتجاذف بين واشنطن وبكين، لكنه لم يحدث أي تغير في علاقاتهم، وأضاف أن الصين رفضوا العديد من المطالب الأمريكية خلال الفترة الماضية.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن رفض الصين المطالب الأمريكية للعديد من الأسباب، ومنها: الصين ترى أن الولايات المتحدة غير جادة في الأمور العسكرية وأنها تريد المقاربة من جانب واحد، وأيضا رفض الصين للتعريف الأمريكي لمنطقة بحر الصين الجنوبي، وأيضا رغبة أمريكا الدخول إلى تايوان ضمن آليات التفاوض والنقاش، ولكن الصين رفضت تماما هذا الملف.

وأشار فهمي، إلى أن إعادة تطبيع العلاقات بين أمريكا والصين سوف يحتاج بعض الوقت، والصين يريدون المقايضة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، ووضع هذا اللقاء العلاقات الصينية الأمريكية على حافة الهوية، وفي صدامات متوقعة من الممكن أن تحدث بينهم، وأكد أن الصين تريد ضبط المشهد الأمني الاستراتيجي بما يخدم المصالح الكبرى للصين في هذا الإطار. 

القضية تمس التراب الوطني

ومن جانبه، وفي هذا الصدد، قال سفير مصر السابق في الصين، علي الحفني، إن الفترة الأخيرة وخاصة بعد الحرب في أوكرانيا حدث تصعيد في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بشكل ملحوظ.

وأوضح الحفني ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الخلافات بين الولايات المتحدة والصين تتركز خاصة في الجوانب العسكرية وهذا ما اقترن به زيارة رئيسة الكونجرس الأمريكي الي تايوان والحشود العسكرية والتدريبات المشتركة بين الولايات المتحدة وعدد من الدول ورد الصين على مثل هذه التحركات وهذا التصعيد بمناورات عسكرية عدة.

وتابع: "فالعلاقات العسكرية ليست في أفضل حالتها ومن هنا ما تفعله الصين اتجاه الولايات المتحدة الامريكية هو تعبير عن موقف رافض لسياسة التصعيد الامريكية وفي نغمة احتجاج على التصعيد العسكري على وجه الخصوص وخاصة فيما يتعلق بالقضية التي تمس التراب الوطني للصين والعالم اجمع معترف بأن تايوان جزء لا يتجزأ من التراب الصيني".

وأكد أن عودة تايوان للحظيرة الأم فهي مسألة وقت والصين ليس متعجلة عليها ولكن هم يعملوا جاهدين في سبيل تهيئة الظروف لتتم بشكل سلمي بعيدا عن أي تصعيد لن يفيد باي من الطرفين ولا للصين بشكل عام ولا للوضع في المنطقة.

وأضاف أن مسألة تايوان هي حساسة بالنسبة للصين وهذه التحرشات العسكرية والتصعيد العسكري والحشد العسكري يسئ للصين ويعمل على تعقيد قضية تايوان ويجعل القائمين على الأمور في تايوان اليوم يشعروا بأنهم يكرسوا الوضع الراهن طالما في هذا الدعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأيضا حلفاؤها في المنطقة والدول الغربية بشكل عام.

وتأتي زيارة بلينكن للصين وسط فتور بالعلاقات الثنائية وآمال ضئيلة في تحقيق انفراجة فيما يتعلق بقائمة طويلة من الخلافات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وتسببت أزمة نشبت عن تحليق منطاد صيني في المجال الجوي الأمريكي، في شهر فبراير، في تأجيل زيارة كانت مفترضة لوزير الخارجية الأمريكي للصين.

وقد أشار مسؤولون من أمريكا والصين إلى توقعات منخفضة للزيارة، فقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين في وقت سابق إنه لا يتوقع "قائمة طويلة من الإنجازات".

تصريحات عاجلة من الخارجية الصينية

وفي يوم الأربعاء الماضي، عقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وين، مؤتمرا صحفي تناول خلاله العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية خلال المؤتمر، إن العلاقات بين واشنطن وبكين يجب أن تتسم بالاحترام المتبادل بين الطرفين، وأضاف أنه لابد من العمل على منع التدهور في العلاقات مع الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام صينية، أن وزير الخارجية الصيني تشين جانج أبلغ نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي، بأنه يتعين على الولايات المتحدة التوقف عن التدخل في شئون البلاد.

ونقل تلفزيون الصين المركزي، عن تشين القول، إن على الولايات المتحدة أن تراعي الشواغل الأساسية للصين مثل قضية تايوان، حسبما نقلت رويترز.

وكان قد قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن المنافسة مع الصين، والجيش الروسي في العملية العسكرية الخاصة التي يقوم بها  هما أكبر التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة الآن.

والجدير بالذكر، أن تايوان هي المشكلة الرئيسية في العلاقات الصينية الأمريكية، وهي الخطر الأكبر، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن تدعم استقلال تايوان، حيث أن قضية تايوان تقع في قلب المصالح الأساسية للصين، وهي أكبر مشكلة في العلاقات الصينية الأمريكية، فضلاً عن كونها أكبر خطر.

والصين تحث الولايات المتحدة على الالتزام بمبدأ "الصين الواحدة"، وكذلك البيانات الصينية الأمريكية المشتركة الثلاثة، بعدم دعم استقلال تايوان، وفي الوقت الحالي، العلاقات بين الصين والولايات المتحدة في أدنى مستوى لها.