الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

6225 شركة.. استثمارات سعودية جديدة في مصر بـ 30 مليار دولار

السيسي ومحمد بن سلمان
السيسي ومحمد بن سلمان

تجمع مصر والمملكة العربية السعودية علاقات ثنائية وروابط أخوية تمثل نموذجًا يحتذى به لما ينبغى أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء العرب، وهناك تعاون وتنسيق بشكل مستمر بين القاهرة والرياض فيما يتعلق بالتحديات العربية والإقليمية والدولية، حيث تتطابق الرؤى لقادة البلدين في العديد من القضايا المهمة.

وتتسم العلاقات بين مصر والسعودية بخصوصية كبيرة تنبع من الروابط التاريخية والشعبية القوية والمصالح المشتركة بينهما، حيث تحرص الدولتان على تطوير هذه العلاقات بشكل مستمر بما يخدم مصالح شعبيهما وبما يعزز الأمن والاستقرار فى المنطقة.

لقاء السيسي وبن سلمان 

وعقد الرئيس  عبدالفتاح السيسي، الجمعة، لقاءً وديًا مع الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء، في العاصمة الفرنسية باريس، حيث أكد الزعيمان قوة ورسوخ العلاقات المصرية السعودية والاعتزاز، بما يربط الشعبين الشقيقين من أواصر المودة والتقارب، وبحثا كيفية تعزيز آليات التعاون المشترك ودفعها إلى آفاق أرحب.

وناقش الزعيمان كذلك العديد من الملفات العربية والإقليمية والدولية، وتوافقا حول مواصلة جهودهما المكثفة لتدعيم العمل العربي المشترك والمساهمة في تسوية الأزمات وتوطيد أركان الاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة بما يحقق مصالح شعوبها ويصون مقدراتها.

وقال الإعلامي عمرو أديب، إنّ لقاء الرئيس السيسي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في باريس، يبعث برسالة طمأنة كبيرة في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة.

وأضاف أديب - خلال برنامجه "الحكاية" عبر شاشة "mbc مصر"، الجمعة، أن العلاقة التاريخية التي تجمع بين مصر والسعودية مهمة للغاية للبلدين، مشددًا أن العلاقات المصرية السعودية في الوقت الراهن تمر بأقوى مراحلها، إذ تبنى على مصالح واضحة ومشتركة في المنطقة.

وعبر أديب- عن شعوره بالاطمئنان بعدما رأى صورة الرئيس السيسي مع ولي العهد السعودي، مشيرًا إلى أنّ القوى الإقليمية في المنطقة تحاول جذب أي نفوذ.

ويقول خالد شقير، صحفي مختص بالشأن الفرنسي، إن زيارة الرئيس السيسي إلى العاصمة الفرنسية باريس، للمشاركة في قمة ميثاق التمويل العالمي الجديد، كانت من الزيارات الناجحة على جميع المستويات، وقام الرئيس الفرنسي بدعوة الرئيس السيسي إلى قصر الإليزيه بالرغم من وجود العديد من قادة الدول الأخرى، مما يدل على عمق العلاقات بين مصر وفرنسا.

حجم التبادل التجاري

وأضاف شقير - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن اللقاء الودي الذي جمع بين الرئيس السيسي، وولي العهد السعودي في باريس يعد من أهم اللقاءات التي كشفت عن توحيد الرؤى والمواقف السياسية والاقتصادية والاستراتيجية بين الدولة المصرية والمملكة العربية السعودية.

وأشار شقير، إلى أن العلاقات المصرية السعودية ظهرت في أفضل حالاتها خلال لقاء الرئيس السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ومن جانبه، يقول المحلل السياسي طارق البرديسي الخبير بالعلاقات الدولية، إن العلاقات التى تربط مصر بالمملكة العربية السعودية هي علاقات راسخة واستراتيجية وتاريخية وتقف على أرضية واحدة ومشتركة، وتتمثل في المصير والمستقبل المشترك والتحديات التي تواجه المنطقة العربية، وضرورة تصدي البلدين لهذه التهديدات فهما دولاتان في جسد واحد.

وأضاف البرديسي، خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن العلاقات المصرية السعودية هى مصدر لأمن واستقرار المنطقة والنواة الصلبة للعلاقات العربية - العربية التي يمثل محور الرياض القاهرة أساسا لرسوخها وثباتها، لافتًا إلى أن هناك تنسيق متبادل ومستمر في المواقف والرؤى بين البلدين تجاه أي تحديات أو تطورات سواء  كانت إقليمية أو دولية أو عالمية.

وأشار البرديسي، إلى أن استثمارات السعودية في مصر تتجاوز 32 مليار دولار، مما يدل على عمق العلاقات الراسخة الصلبة بين كل من مصر والمملكة العربية السعودية.

وعلى مستوى العلاقات الثنائية، يمكن القول إنها علاقات شراكة استراتيجية قوية متشابكة على جميع المستويات والأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية. وشهد التعاون الاقتصادى والتجارى بينهما طفرة كبيرة خلال السنوات الماضية، حيث تعد السعودية الشريك التجارى العربى الأول لمصر، ولديها استثمارات تصل إلى 53 مليار دولار عبر أكثر من خمسة آلاف شركة.

6225 شركة سعودية

ويصل حجم التبادل التجارى بين القاهرة والرياض إلى 10 مليارات دولار، وهناك حرص من البلدين على تطوير العلاقات الاقتصادية بشكل مستمر عبر آليات مؤسسية، وعبر توظيف الفرص الكبيرة الواعدة لدى كلا الجانبين، خاصة فى ظل التجربة التنموية الضخمة لكل منهما ضمن رؤى 2030 التى توفر فرصًا استثمارية هائلة من شأنها أن تعود بالنفع على كلا البلدين.

ولا شك أن المشروعات القومية العملاقة فى مصر، تمثل بيئة جاذبة للاستثمارات السعودية، كما تتعاون الدولتان فى مجالات الاقتصاد الأخضر وإنتاج الطاقة المتجددة والاستثمار فى التكنولوجيا والمعرفة.

وعلى مسار القضايا الإقليمية والدولية، فقد أسهم التنسيق المصرى السعودى عبر آلية القمم المشتركة والزيارات الدورية المتبادلة فى توافق الرؤى تجاه التحديات التى تواجه المنطقة العربية، وكذلك مواجهة الأزمات العالمية وتقليل آثارها السلبية على المنطقة، ولذلك تعد مصر والسعودية صمام الأمان للعالم العربى فى مواجهة العواصف والتحديات المختلفة.

وقد استطاعت الدولتان بفضل السياسة الخارجية الفاعلة لكل منهما توجيه مسار التفاعلات الإقليمية والدولية بما يعظم المصالح العربية، بجانب ذلك الانفتاح الكبير التى تشهده المملكة على جميع المستويات، يشجع هذا التعاون بين قطبى الأمة العربية، إذ يتكاملان فى كثير من الأمور.

وكان الرئيس السيسي، زار في أبريل الماضي المملكة العربية السعودية، بينما تواصل مصر سعيها للحصول على بعض المساعدات من الأشقاء العرب؛ لتخفيف الضغط على الجنيه ودعم الاقتصاد المصري في ظل الأزمة العالمية الراهنة.

وأتت هذه الزيارة أيضاً وسط إعادة ترتيب كبير للعلاقات الدبلوماسية بين دول المنطقة، مع تحركات من السعودية ومصر لتخفيف حدة التوتر مع سوريا وإيران وتركيا.

استثمارات بـ 30 مليار 

والجدير بالذكر، أن هناك 6225 شركة صناعية سعودية تعمل في مصر باستثمارات تبلغ 30 مليار دولار، وهي تؤكد النمو المتزايد في العلقات الاقتصادية، كما أن هناك 518 شركة مصرية تعمل فى السوق السعودي إلى جانب انتشار 285 علامة تجارية مصرية في السعودية.

وتعكس هذه الأرقام، البيئة الاستثمارية التي تتمتع بها مصر حيث شهدت الفترة الماضية إزالة العديد من التحديات التي واجهت الشركات السعودية بالسوق المصري وتقديم العديد من التيسيرات لها.