الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضربة قاصمة من القاهرة للدولار.. مصدر مسؤول يكشف عن مفاجأة للأخضر

الدولار
الدولار

اقترحت العديد من الدول خاصة التي تعاني عملتها المحلية ضغوطات ويجمعها تكتل اقتصادي واحد؛ لإزالة  الدولار عن حركة التجارة فيما بينها وإجراء تجارة ثنائية بالعملات الوطنية، حيث يأتي هذا بعد أن أصبح التخلي عن الدولار في التجارة نهجاً لا يمكن إيقافه.

الدولار 

العملات المحلية

وأكد وزير المالية محمد معيط أن هناك حاجة لاستخدام العملة المحلية بالتعامل مع الدول الآسيوية والإفريقية، مثلما تحدث رئيس كينيا وليام روتو بفعاليات قمة ميثاق التمويل العالمي الجديد.

وأوضح معيط، في تصريحات له، أن رئيس كينيا قال: "أنا محتاج الدولار في إيه، وأنا بتعامل مع جيبوتي، إيه اللي يدخل الدولار وسيط ما بينا"، لافتا إلى أن التعامل بالعملات المحلية جزء من حل مشكلة التمويل.

وبين معيط، أن القاهرة أصبحت الآن جزءا من بنك التنمية الخاصة بمنظمة بريكس، وهناك الكثير من الدول تسعى للانضمام لهذا البنك، لافتا إلى أنه سعيد بإنشاء مؤسسات تمويلية جديدة مثل بنك التنمية الخاصة بمنظمة "بريكس"، والبنك الإفريقي، لأن هذه المؤسسات أذرع لمنظومة التمويل داخل القارة الإفريقية.

وأضاف وزير المالية أن الأزمات المتواجدة حاليا في الكثير من الدول حدثت بسبب ظروف خارجية مثل أزمة كورونا، والأزمة الروسية الأوكرانية، وموجة التضخم الخارجية التي أثرت سلبا على الدول النامية، مشيرا إلى أن مصر تتعرض لعقبات كل فترة منذ التسعينيات، وأن الموجة الحالية من العقبات الاقتصادية مستمرة منذ 3 سنوات، وتعاملت معها الدولة بشكل جيد في أول عامين.

وشدد على أن الدولة تتخذ إجراءات على الأرض للتعامل مع الآثار السلبية لهذه العقبات، مضيفا: "لدي ثقة في استعادة الثقة في الاقتصاد الكلي من خلال اتخاذ بعض الإجراءات".

ولفت معيط إلى أن ما حدث في مصر من الممكن البناء عليه بمجرد الخروج من الأزمة الحالية خلال الموازنة الجديدة التي تبدأ الشهر المقبل 2023/2024، مؤكدا أن الدولة مدركة الآثار السلبية على المواطن بسبب ارتفاع الأسعار، والدولة تتحرك في اتجاه تخفيف الأسعار.

وزير المالية

أزمة نقص الدولار

ومن جانبه، قال وزير التموين، على المصيلحي، إن هناك مناقشات جارية مع الهند تتعلق بسداد أموال الواردات باستخدام عملات أخرى غير الدولار، مؤكدا أن ثمة مناقشات مماثلة تجري حاليا مع روسيا والصين أيضا.

وتحاول مصر في الآونة الأخيرة حل أزمة شح الدولار التي تعاني منها البلاد عبر إجراءات مختلفة، ومحاولة الحكومة المصرية الانضمام إلى تكتل "البريكس" الذي يناقش في الوقت الحالي إنشاء عملة موحدة يمكنها أن تحل محل الدولار، ما سيخفف ضغط الطلب على العملة الأمريكية في مصر.

وأصبحت مصر بشكل رسمي عضواً جديداً في بنك التنمية الجديد الذي أنشأته دول البريكس، وذلك بعد أن صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي، على القرار رقم (628) لسنة 2023 بشأن الموافقة على اتفاقية تأسيس بنك التنمية الجديد التابع لتجمع البريكس ووثيقة انضمام مصر إلى البنك.

وتتمثل أهمية هذه الخطوة في أنها تعد بداية التعاون الرسمي بين مصر ودول البريكس، مما يمهد بعد ذلك انضمام مصر للمنظمة.

ويرجح البعض بأن هذه الخطوة قد تكون بمثابة انفراجة بالأزمة على المدى البعيد بشأن الخروج من عباءة الدولار، والتمهيد لإدراج الجنيه المصري في التعاملات الدولية، خاصة وأن دول البريكس لديها نفس الهدف، وهو التحرر من هيمنة الدولار والتعامل بالعملات المحلية الخاصة بهم.

وزير التموين 

الخفض من الدولار

وفي هذا الصدد، قال أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، إن الفترة الحالية بدأت دول كثيرة تتنبه بخصوص الدولار، لأن أي أزمة تضرب العالم تؤثر على الدولار لذلك فكروا في تنويع الاحتياطي أكثر وتقليل الاعتماد على الدولار على قدر المستطاع.

وقال معطي، في تصريحات لـ"صدى البلد": رأينا اتفاقية بين الأرجنتين والبرازيل للقيام بالتبادل بينهما بدلا من التعامل بالدولار، بجانب الحديث بين روسيا وإيران عن عملة خاصة بهما، وأيضا سعى مصر وروسيا للتعامل بالروبل والجنيه في التبادل التجاري بينهما بعيدا عن الدولار، والصين تسعى بكل قوة في هذا الاتجاه تماما لأنها تعتبر مصنع العالم.

وتابع: صندوق النقد الدولي في التقرير الخاص به أعلن أن "الصين والهند" نسبة الناتج المحلي لهما وصلت إلى 50% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، بمعنى أن كل الإنتاج العالمي نصف إنتاجه من الصين والهند فقط.

وأكد الخبير الاقتصادي أن العالم تنبه إلى وجود أزمة بسبب الولايات المتحدة الأمريكية وبسبب الدولار، لافتا: "الدول دخلت في الأزمة رغم أنها لا تخصها وظهر ذلك مع الحرب الروسية الأوكرانية".

وأضاف معطي: سنرى في الفترة المقبلة اعتماد الدول على عملات أخرى بدلا من الدولار الأمريكي، ولكن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي وهذا شيء إيجابي، قد يجعلها تقوم بمفوضات وتسهيلات على الدولار للدول التي تعاني من أزمات.

أحمد معطي 

أمريكا والحلفاء 

ومن جانبه، قال الدكتور رائد سلامة، الباحث الاقتصادي، إنه لا يمكن زعزعة مركز قوة الدولار كعملة تبادل عالمية دون فك ارتباط أمريكا بحلفائها في العالم وبالأخص في أوروبا واليابان وإسرائيل وهي علاقات ترسخت بفعل الأزمة الأوكرانية التي دفعت فيها أمريكا دول أوروبا للبحث عن بديل للغاز الروسي وزادت من عمق العلاقة الأوروبية الامريكية كحلفاء سياسيين واقتصاديين.

وأوضح سلامة ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الجميع يأمل أن تنجح خطوات البريكس لفك الارتباط بالدولار، وهو أمر ينادي به الجميع منذ زمن طويل، لكن لا بد من أن يكون حراكهم مؤسس على واقع عملي لا على أمنيات تحكمها العاطفة والشعارات وحتى لا يتم استبدال الدولار (وهو امر إن حدث فسيستغرق فترة طويلة جدا) بعملة أخرى لقوة أخرى تمارس نفس ما تمارسه أمريكا الآن من هيمنة على العالم.

يذكر أن إفريقيا ليست وحدها التي تتحدث عن إيجاد بدائل للدولار، فقد انضم قادة عالميون آخرون من البلدان النامية للدعوة إلى "إزالة الدولرة" من التجارة العالمية "مما يعني أن التجارة يجب أن تتم بين دولتين بعملات أخرى غير الدولار الأمريكي".

ووجه الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أثناء زيارة دولة الصين في أبريل من هذا العام، نداءً حاراً للدول لتبادل التجارة بالعملات المحلية قائلاً: "لماذا لا يمكننا القيام بالتجارة على أساس عملاتنا الخاصة"، جاء ذلك بعد أن ورد أن البرازيل والصين اتفقتا على التخلي عن الدولار للتجارة الثنائية.

كما أفادت تقارير بأن الأرجنتين ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية، قررت أيضاً دفع ثمن الواردات الصينية باستخدام الرنمينبي (اليوان)، العملة الرسمية للصين.

الدكتور رائد سلامة 

إيجاد بديل للدولار

وفي الوقت نفسه، أعلنت الحكومة الهندية في مارس الماضي أن بنك الاحتياطي الهندي (RBI)، قد سمح بفواتير ومدفوعات التجارة الدولية بالروبية الهندية عبر 18 دولة، بما في ذلك بوتسوانا وفيجي وإسرائيل وميانمار، وماليزيا وروسيا وسنغافورة.

وتحاول مصر إيجاد بديل للدولار وتقوم مصر بتسوية التجارة مع الصين وروسيا والهند، باستخدام العملات المحلية للدول المنخرطة في هذه التجارة.

بالإضافة إلى ذلك، أصبحت فرنسا أول دولة أوروبية تتخلى عن الدولار الأمريكي في تجارة الغاز الطبيعي المسال مع الصين.

وقامت فرنسا بتسوية الدفع عن طريق الدفع باليوان الصيني وليس الدولار كانت هذه الخطوة بمثابة تحول في المعاملات العالمية.

وقبل أيام، قامت باكستان أيضاً بتسوية التجارة لواردات النفط الروسية عن طريق الدفع باليوان الصيني.

وتحاول الصين وروسيا إقناع العديد من الدول بتسوية التجارة مع اليوان الصيني وليس الدولار الأمريكي، وتواصلت روسيا مؤخراً مع المملكة العربية السعودية وحثت الدولة الغنية بالنفط على قبول عملة البريكس بعد إطلاقها.

عملات العالم