الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتفاق يعفي مصر من سداد ديون بقيمة 54 مليون يورو.. ما القصة؟

مبادلة ديون ألمانية
مبادلة ديون ألمانية

وقع بنك التنمية الألماني (KfW) بالنيابة عن الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في المانيا (BMZ)، اتفاقا لمبادلة ديون بقيمة 54 مليون يورو مع وزارة التعاون الدولي ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والبنك المركزي المصري.

ببان 

المانيا تسقط ديونا عن مصر

ويعفي هذا الاتفاق مصر من سداد ديون قيمتها 54 مليون يورو من أجل استخدامها في تمويل التحول إلى الطاقة الخضراء في مصر بدلًا من ذلك.

وقال بيان صادر عن السفارة الألمانية بالقاهرة: أن الحكومة الألمانية كانت قد تعهدت في أثناء انعقاد المؤتمر الدولي للمناخ (COP27) في شرم الشيخ في شهر نوفمبر 2022؛ بالمساهمة بشكل كبير في مبادرة مصر "محور الماء والطعام والطاقة" («NWFE-EP»).

وتماشيا مع هذا الحدث فقد قدمت المانيا حزمة تمويلية إجمالية تزيد عن 250 مليون يورو – لنفس هذا الغرض – تشتمل على إعفاء من الدين ومنح وقروض ميسرة للغاية. تدعم مبادلة الدين الحالية الحكومة المصرية في تحقيق هدفها المتمثل في إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 42% بحلول عام 2030، وذلك من خلال تمويل الاستثمارات التي تمهد الطريق لهذه المبادرة المهمة.

ويهدف المشروع إلى تطوير شبكة النقل لدمج الطاقات المتجددة في شبكة نقل الكهرباء وتعزيز الشبكة، إذ يساهم المشروع على وجه الخصوص في إنشاء محطتين فرعيتين وربط مزرعتي رياح (مزرعة "أميونت" ومزرعة رياح البحر الأحمر) بطاقة 500 ميجاوات لكل منهما بشبكة النقل الوطنية.

وسيتمكن الشعب والاقتصاد المصري من الوصول إلى إمدادات طاقة محسنة وفعالة من حيث التكلفة وموثوقة في ظل طاقة متجددة متكاملة على النحو الأمثل. وسيتم تنفيذ المشروع بمعرفة الشركة المصرية لنقل الكهرباء.

وصرح فرانك هارتمان سفير المانيا لدى القاهرة في هذا السياق، قائلا: "يسعدنا أن ندعم مصر في طريقها إلى التحول في مجال الطاقة من خلال مبادلة الدين، وهذا من شأنه أن يسمح باستثمارات جديدة في البنية التحتية للطاقة ويمهد الطريق نحو مستقبل أخضر قابل للعيش فيه بالنسبة لجميع المصريين. ويسعدني أن الالتزام الذي تعهدنا به في أثناء انعقاد المؤتمر الدولي للمناخ COP 27 لمساهمتنا الإجمالية بأكثر من ٢٥٠ مليون يورو قد تم الوفاء به أخيرا".

ومن جانبه قال حسين خضر نائب رئيس أمانة الهجرة بالحزب الاشتراكي الألماني، إن مصر تعتبر شريكًا مهمًا لألمانيا عندما يتعلق الأمر بالهجرة ومكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي، وهناك وضوح لقوة ومرونة العلاقات المصرية الالمانية، أيضا يجمع الدولتين بعض القضايا الإقليمية وهذا يوضح أهمية مصر الإقليمية بالإضافة إلى العلاقات الثنائية العريقة.

ألمانيا تخطط لطرح حزمة بقيمة 54 مليار يورو لاحتواء أزمة الطاقة | أموال الغد
ألمانيا 

تحديات تواجه الدولة المصرية 

وأضاف خضر - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن كلا البلدين لهم ثقل سياسي لا يستهان به في شتى المحافل الاقليمية والدولية وهذا يوضح أهمية التعاون المتبادل في العديد من المجالات بسبب أهمية مصر السياسية في المنطقة، كما تعد مصر شريكًا مهمًا لألمانيا في التعاون الدولي. تقوم المؤسسات  الألمانية بالتعاون وبتنفيذ مشاريع في العديد من أنحاء البلاد منذ عشرات السنين.

وتابع أن مصر تواجه العديد من التحديات ويشمل ذلك النمو السكاني القوي، والكثافة السكانية العالية، وتناقص الموارد الطبيعية مع زيادة الطلب على الطاقة، وزيادة البطالة بين الشباب، والافتقار إلى التعليم المناسب، والتمييز ضد المرأة ، وضعف الاقتصاد المرتبط بالثورة.

وأشار خضر إلى أن هناك اهتمام ألماني بزيادة الاستثمار ودعم الشباب، حيث يمثل الشباب بما يتحلون به من روح المغامرة والابتكار ثروة كبيرة بالنسبة لمصر.

جدير بالذكر أن المانيا تدعم بعض الشركات الناشئة من خلال وكالة التعاون الدولي الألمانية، حيث سبق أن التقى وزير الخارجية عددا من ممثلي الشركات الألمانية وتناقش معهم بشأن الفرص والتحديات في مصر.

وقال إنه يوجد بمصر سبع مدارس ألمانية، بما يفوق عدد المدراس الألمانية بالصين أو بالولايات المتحدة الأمريكية، مثل المدرسة الألمانية الإنجيلية الثانوية التي يرجع تاريخ إنشاؤها إلى عام 1873.

وأكد أن التعاون المصري الألماني قوي ومرن نتيجة للتغيرات الاجتماعية والسياسية والركود الاقتصادي الحالي، معقبا: "تظهر تحديات وخيارات جديدة للعمل، ويتم دعم الحكومة والتنمية المستدامة من خلال برامج أخرى. حيث يتم تمويل برنامج لتنمية مناطق الفقر في المناطق الحضرية بشكل كبير من قبل الاتحاد الأوروبي".

ولفت: كل هذا يدل على أهمية مصر بالنسبة لألمانيا وقوة ومرونة العلاقات المصرية الألمانية، حيث تسعى الوكالات الألمانية التي تعمل في مجال التعاون الدولي من أجل التنمية المستدامة بمصر.

واختتم: تهدف هذه الشراكات الى تحسين حياة الناس على أساس مستدام من خلال توفير حلول حياتية مستقبلية، والمزيد من الإصلاحات من أجل تحقيق تنمية سياسية واقتصادية وبيئية واجتماعية وتنمية قدرات الأفراد والمنظمات والمجتمعات، وهذا ما وجدناه في التعاون في العديد من المشروعات الكبرى سواء في مجال انتاج الطاقة النظيفة أو تحلية المياة أو اخرى من اجل بنية تحتية قوية.