أوروبا تشتعل.. تحرك مصري لإنقاذ اليونان بعد حرائق الغابات| ماذا يحدث؟

تتحرك مصر كعادتها لدعم الأصدقاء في أزماتهم، ومن بينهم اليونان التي تشهد موجة حرائق كبيرة ناتجة عن ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة وتأثيرها على مساحات شاسعة من دول جنوب أوروبا.

حرائق الغابات في اليونان

أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية أوامرها بتجهيز ثلاث طائرات هليكوبتر من طراز "شينوك" مزودة بكافة المعدات والوسائل المتطورة لمشاركة السلطات اليونانية فى إخماد حرائق غابات اليونان. 

ويأتي ذلك وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإستمراراً للدعم المصرى المقدم للدول الصديقة والشقيقة لمجابهة كافة الأزمات والمحن التي تتعرض لها، وتأكيداً على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر واليونان.

وتقدم رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ووزارة الخارجية اليونانية، بالشكر لمصر بعد إرسالها طائرات للمساعدة فى عمليات إخماد حرائق الغابات في اليونان.

وكتب رئيس وزراء اليونان على صفحته على تويتر، "أود أن  أعبر عن خالص شكرى للبلد الصديق وحليفتنا الاستراتيجية مصر بعد إرسالها 3 طائرات للمساعدة فى إخماد نيران حرائق الغابات".

وكانت أجرت فرق الإسعاف اليونانية، اليوم الأحد، "أكبر عملية إجلاء شهدتها اليونان على الإطلاق" في جزيرة رودس السياحية التي يجتاحها حريق كبير لليوم السادس على التوالي.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة كونستانتيا ديموغليدو "إنها أكبر عملية إجلاء شهدتها اليونان على الإطلاق جرى كل شيء على ما يرام، والتزم الجميع وخصوصا السياح بتعليماتنا".

وأرغم الحريق حوالي 30 ألف شخص على مغادرة منازلهم وفنادقهم في شرق الجزيرة الواقعة بأرخبيل دوديكانيسا في وسط الموسم السياحي.

وأوردت وكالة الأنباء اليونانية نقلا عن الشرطة، أنه تم إجلاء حوالي 19 ألف شخص من باب الاحتياط، بينهم 16 ألفا نقلوا برا و3 آلاف بحرا، وتم إخلاء 12 بلدة من بينها ليندوس، إحدى الوجهات السياحية الرئيسية في الجزيرة.

ونُقل السياح وبعض السكان إلى الصالات الرياضية والمدارس ومراكز المؤتمرات بالفنادق في رودس، حيث سيمضون الليل، في حين يكافح رجال الإطفاء الحريق.

إخماد حرائق غابات اليونان

وذكرت وكالة أنباء أثينا أن 3 عبّارات ركاب رست في ميناء رودس لإيواء بعض من تم إجلاؤهم.

وقال تيريس هاتزيوانو المسؤول في بلدية رودس، إن خفر السواحل والقوات المسلحة وموظفين محليين استخدموا عشرات الحافلات للمساعدة في نقل الناس بعيدا عن الحرائق.

وقال خفر السواحل، إن 3 من قواربهم قادت أكثر من 30 مركبا خاصا لنقل أشخاص من شاطئي كيوتاري ولاردوس في شرق جزيرة رودس الواقعة في البحر المتوسط، وتوجهت سفينة تابعة للبحرية اليونانية إلى المنطقة للمساعدة.

وتكافح فرق الإطفاء التي تلقت تعزيزات من سلوفاكيا في مواجهة بؤر جديدة من حريق الغابات المشتعل منذ 5 أيام وأججته الرياح العاتية، فيما تشارك طائرات تقذف المياه في جهود إخماد النيران.

وبحسب صحيفة ديلي ستار، تعد رودس في اليونان مكانًا مفضلًا لقضاء العطلات الصيفية للعديد من البريطانيين، ولكن الآن سيترك العديد منهم تقطعت بهم السبل، حيث سيطرت حرائق الغابات على المنطقة وسط موجة الحر الشديدة التي تضرب معظم أنحاء أوروبا.

ويعتبر حريق رودس هو واحد من العديد من الحرائق التي تضرب البلاد في الوقت الذي تكافح فيه موجة الحر الحارقة 40 درجة مئوية.

وأكد المتحدث باسم خدمة الإطفاء، ياني أرتوبيوس، أنه تم إرسال رسائل نصية إلى السكان في أربع مناطق، بما في ذلك كيوتاري ولاردو، لحثهم على الإخلاء، حيث تم إحضار 200 من أفراد خدمة الإطفاء للتعامل مع الوضع.

وفقًا لـ CNN Greece، تم بالفعل تدمير حوالي 40.000 فدان من الأراضي، ولكن حتى الآن لم يتم هدم أي منازل بالأرض.

من جانبه قال أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام، إن توجيهات الرئيس السيسي بتقديم المساعدات المصرية ومشاركة مصر في إخماد حرائق غابات اليونان تعكس مدى قوة العلاقات المصرية اليونانية.

شراكة تجمع مصر واليونان 

ولفت سيد أحمد إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي سواء في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين أو في إطار التحالف الثلاثي المصري القبرصي اليوناني.

وأضاف سيد أحمد في تصريحات خاصة لصدى البلد، أن هذا التحالف الثلاثي يهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الثلاثة في استفاده القصوى من غاز الشرق المتوسط، تعد العلاقات المصرية اليونانية علاقات قوية على المستوى التجاري أول علاقات الاقتصادية والتنسيق السياسي والاستفادة المشتركة من سنوات الغاز، وتأتي مشاركة مصر في إخماد حراج غابات اليونان في إطار المساعدة الثنائية بين البلدين في ظل العلاقات القوية بين البلدين.

تابع: وتعكس مشاركة مصر في إطفاء حرائق الغابات الدور المصري في مساعدة الدول الشقيقة ودول الأصدقاء في التعاون مع الكوارث الطبيعية التي قد تحدث.