الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باريس في مأزق.. النيجر ترفض الوصاية وتطرد فرنسا من أراضيها |ماذا يحدث؟

النيجر
النيجر

بدأت فرنسا مناقشات مع الجيش النيجري لسحب جزء من قواتها من الدولة الواقعة في منطقة الساحل، وذلك بعد شهر من تنديد المجلس العسكري الحاكم باتفاقيات التعاون العسكري بين البلدين.

ولم يتم تحديد عدد الجنود المعنيين ولا شروط هذه المغادرة رسميا، إلا أن المبدأ ثابت، حيث أتى هذا الإعلان بعدما رفضت السلطات الفرنسية طلبات انسحاب القوات الفرنسية الموجودة في النيجر من خلال الطعن في شرعية المجلس العسكري الحاكم حسب صحيفة لوموند.

أزمة بين فرنسا والنيجر

ونشرت صحفية فرنسية "لوموند"، تقارير الثلاثاء، أن باريس تدرس نقل بعض قواتها من النيجر إلى تشاد أو إعادتها إلى فرنسا مرة أخرى، مشيرة إلى أن البلاد بدأت مناقشات مع الجيش في النيجر بشأن سحب بعض قواتها.

كما رفضت باريس عودة السفير سيلفان إيتي إلى أراضيها، بل طالبت بعودة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، الذي لا يزال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على اتصال به.

وأوضح وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، أن التبادلات قائمة محليا بين العسكريين لتسهيل حركة الأصول العسكرية الفرنسية المجمدة منذ تعليق التعاون في مكافحة الإرهاب، مع الإصرار على أن المناقشات تجري فقط بين الجيش، وليس مع المجلس العسكري الحاكم، مع استمرار باريس في عدم الاعتراف بالحكومة الناتجة عن الانقلاب.

بالمقابل، أكد رئيس الوزراء المعين من قبل النظام العسكري في النيجر، علي مهماني، أن التبادلات تجري على قدم وساق حتى تنسحب القوات الفرنسية المتمركزة في البلاد على وجه السرعة، مع إمكانية الحفاظ على التعاون.

وكان تجمع عشرات الآلاف من المحتجين خارج قاعدة عسكرية فرنسية في نيامي عاصمة النيجر، مطالبين برحيل قواتها في أعقاب انقلاب عسكري حظى بتأييد شعبي واسع النطاق لكن باريس ترفض الاعتراف به.

وتصاعدت المشاعر المعادية لفرنسا في النيجر منذ الانقلاب لكنها تفاقمت عندما تجاهلت فرنسا أمر المجلس العسكري بمغادرة سفيرها سيلفان إيتي.

وخارج القاعدة العسكرية، وحمل المتظاهرون نعوش ملفوفة بالأعلام الفرنسية أمام صف من الجنود النيجيريين، وحمل آخرون لافتات تطالب فرنسا بالرحيل.

تطورات الوضع بالنيجر

وفي هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي، نزار الجليدي : من المعلوم أن النيجر هي آخر معاقل فرنسا بالمنطقة، ومعلوم أيضاً بأن الزعيم الذي وقع ضد التحرك السياسي عليه كان هو الورقة الوحيدة التي تؤمن بشكل أو بأخر مصالح فرنسا في النيجر.

وأضاف الجليدي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": أنه على مدار 4 سنوات كان هناك 7 تحركات سياسية تصب في خانة رحيل فرنسا من المنطقة وكذلك في بوركينا فاسو والنيجر، مشيراً إلى أن هذه المنطقة محاطة بالعديد من الاخطار، حيث إن بوكو حرام والجماعات المتطرفة تؤثر بشكل أو بآخر على الدول القريبة مثل تونس والجزائر وليبيا وشمال افريقيا ومنها لأوروبا.

وأشار المحل السياسي، إلى أنه مع كل حدث في أفريقيا لا يأتي على هوى الغرب (أوروبا وأمريكا) مثل موقف ديبلوماسي سيادي لدولة ما أو تحرك سياسي أو تغيير مسار بعيد عن مسارهم يعلنون وقف الدعم المالي والمساعدات الغذائية والصحية وهي حماقة كبيرة تساهم في تأجيج الغضب لدى الشعوب الأفريقية التي رأينا جزءا منها في النيجر ترفع علم روسيا وفي بروكينا فاسو تحرق العلم الفرنسي.

فيما قال السفير الصيني في النيجر، جيان فنج، إن بكين تعتزم أن تلعب دورا وسيطا فيما يتعلق بأزمة النيجر، وذلك بعد لقائه برئيس وزراء النيجر المعين من قبل المتمردين علي محمد الأمين زين.

وأضاف السفير، بحسب التلفزيون الوطني النيجري RTN: "حكومة الصين تعتزم تقديم خدمات جيدة ولعب دور وسيط للعثور على حلًا سياسيًا لأزمة النيجر تحترم فيها تمامًا مصالح الدول المحيطة بمراعاة كاملة لها"، مؤكدا أن بكين تلتزم دائمًا بمبدأ عدم التدخل في شئون الدول الأخرى.

يذكر أن، المجلس العسكري لدى النيجر قد أمهل فرنسا بعض الوقت لمغادرة سفيرها من البلاد، لكن في حال تم رفض هذه المهلة سنستخدم القوة تجاهه، لمغادرة البلاد على الفور وبأي شكل، وبناءً عليه نظم شعب النيجر احتجاجات كبيرة أمام السفارة الفرنسية للاستجابة إلى طلب المجلس.

المجلس العسكري النيجري

وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين الموافق 28 أغسطس 2023، أن ممثلينا في النيجر سيبقون كما هم داخل السفارة، حتى في حال استمرار الاحتجاجات والمظاهرات المتواجدة أمام السفارة الفرنسية.

وقال الرئيس الفرنسي، إن بلادنا تواجه الكثير من الضغوطات والمشاكل بسبب أزمة النيجر، مشيرًا إلى أن الدبلوماسي الفرنسي مازال يباشر عمله بشكل طبيعي داخل السفارة الفرنسية.

في نهاية يوليو، أعلنت القوات المسلحة في النيجر على التلفزيون الوطني عزل الرئيس محمد بازوم وتشكيل مجلس وطني لحماية الوطن.

وأدان قادة معظم الدول الغربية ومجموعة "إيكواس" الانقلاب. وفي بداية أغسطس، اتخذ مشاركون في اجتماع طارئ لرؤساء أركان القوات المسلحة في دول "إيكواس" خطة للتدخل العسكري في النيجر.

يشار إلى النيجر هي مستعمرة سابقة لفرنسا، وكانت واحدة من آخر حلفاء الدول الغربية في منطقة الساحل. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي البلاد على احتياطيات غنية من اليورانيوم، والتي تعتمد عليها فرنسا لإمداداتها.

وتشير وسائل الإعلام الفرنسية إلى أن نسبة تتراوح بين 15% و17% من اليورانيوم المستخدم في إنتاج الكهرباء في فرنسا يعتمد على هذا البلد الإفريقي. وحاليًا، يتواجد 1,500 جندي فرنسي في النيجر و1,000 في تشاد.