الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قرية مغربية راح نصف سكانها ضحية الزلزال| حكاية أب مكلوم ضحى بوالديه لإنقاذ ابنه: "ماتا أمام عيني"

صدى البلد

عندما ضرب الزلزال الكبير المغرب، واجه الطيب آيت إغنباز اختيارًا صعبًا جدًا. كان يجب عليه اتخاذ قرار حاسم بين إنقاذ ابنه البالغ من العمر 11 عامًا أم إنقاذ والديه اللذين حوصرا تحت أنقاض منزلهم بعد الزلزال الذي هز المنطقة. وفي هذا التقرير، سنتعرف على قصة البطل الذي تعامل بشجاعة مع هذه المواقف الصعبة.

 

لحظات الهم والتفكير السريع

عندما وقع الزلزال الذي هز المغرب، كانت لحظات من الهم والفزع. الطيب آيت إغنباز وعائلته كانوا في منزلهم الصغير المبني من الحجر، وكانت اللحظات الأولى بعد الزلزال قاسية. واجه الطيب اختيارًا صعبًا بين إنقاذ ابنه وإنقاذ والديه.

الطيب آيت إغنباز وابنه أدم

 

الاختيار الصعب

وبينما كان الزلزال يهز المنطقة، ركض الجميع نحو الباب في محاولة للنجاة. وكان والدا الطيب نائمين، وعليه الآن أن يقرر من سينقذ: ابنه الصغير أم والديه. نادى على أمه لتأتي لكنها بقيت بجانب والدها.

 

قرار بطولي

وبينما كان الوقت ينقضي، علم الطيب آيت إغنباز أنه لا بد من التحرك بسرعة. وبدأ بنبش الأنقاض بيديه بحثًا عن ابنه الصغير آدم الذي كان محاصرًا تحت الأنقاض. وبالفعل، تمكن من العثور عليه وسحبه بحذر للخارج.

 

لحظات قاسية

وللأسف، عندما عاد لإنقاذ والديه اللذين كانوا محاصرين تحت لوح كبير من الحجر، كان الوقت قد فات. ولم يستطع إنقاذهما بسبب الأضرار الشديدة وسقوط الجدار على نصف جسديهما. وهذه اللحظات كانت مؤلمة للغاية بالنسبة للبطل الذي شعر بعجزه عن مساعدة والديه.

 

ويقول الطيب وعيناه تذرفان الدموع: "كان علي الاختيار بين والدي أو ابني. لم استطع مساعدتهما لأن الجدار سقط على نصف جسديهما. إنه لأمر محزن للغاية. لقد رأيت والدي وهما يموتان".

 

ويشير الطيب إلى البقع الموجودة على سرواله الجينز فاتح اللون، قائلاً إن هذه البقع هي دماء والديه. كما أن جميع ملابسه موجودة في منزله، ولم يتمكن من تغييرها منذ وقوع الزلزال.

 

معاناة مستمرة

بعد الزلزال، أصبحت حياة العائلة أكثر صعوبة. عاشوا في خيام مؤقتة بالقرب من منزلهم السابق الذي أصبح مدمرًا. كل ممتلكاتهم قد ذهبت، ولم يتبقى لديهم سوى بعض الأمل وإرادة البدء من جديد.

 

دروس الصمود والإصرار

على الرغم من معاناتهم، يستمر الطيب آيت إغنباز وعائلته في الصمود. يتذكر دروس الصبر والعمل الجاد التي علمها من والديه. يعيشون بأمل في بداية جديدة على الرغم من الصعوبات التي تواجههم.

 

الاستجابة للمساعدة

في الوقت الراهن، تحتاج العائلة إلى المساعدة. يعيشون في ظروف صعبة ويحتاجون إلى الدعم من حكومتهم والمجتمع المحلي. القصة تجسد الروح البشرية والتضامن في مواجهة الصعاب.

 

وبينما نتحدث، يمرآدم ابن الطيب مرتديا قميصا لفريق كرة القدم ليوفنتوس كتب على ظهره اسم رونالدو، ويلف ذراعيه حول والده، ويقول مبتسما لوالده : "لقد أنقذني والدي من الموت".

 

على بعد دقائق فقط من الطريق المؤدية إلى بلدة أمزميز، يقف أب آخر وابنه ويلفان ذراعيهما حول بعضهما البعض.

 

يقول الأب عبد المجيد آيت جعفر إنه كان في المنزل مع زوجته وأطفاله الثلاثة عندما وقع الزلزل و"انهارت الأرض". وخرج ابنه محمد البالغ من العمر 12 عاماً من المنزل، لكن بقية أفراد الأسرة ظلوا عالقين.

 

ويقول عبد المجيد إن ساقيه كانتا عالقتين تحت الأنقاض، لكن أحد الجيران انتشله. ثم أمضى ساعتين، محاولاً إنقاذ زوجته وإحدى بنات، لكنهما لقي حتفهما عندما أخرجهما من تحت الأنقاض.

بقايا منزل عائلة عبد المجيد


 

وفي اليوم التالي، اُنتشلت جثة ابنته الأخرى من تحت الأنقاض.

 

ينام الآن عبد المجيد، البالغ من العمر 47 عاماً، داخل خيمة مصنوعة من القماش المشمع نُصبت على الجانب الآخر من الشارع حيث يقع منزله، ويمكنه رؤية المطبخ، والثلاجة التي لاتزال قائمة بينما لا تزال الملابس معلقة لكي تجف.

 

ويقول عبد المجيد، قبل يوم الجمعة، إنه "لم يحلم قط بحدوث زلزال. وحتى الآن، لا أستطيع تصديق ما حدث".

 

وبينما نتحدث، تتوقف السيارات بجانبنا ويتقدم الناس لتقديم التعازي. كما يتوقف أشخاص أخرون يسيرون في الشارع لعناق الأب والزوج اللذين في حالة حداد.

 

يقول عبد المجيد لي بنبرة حزينة: "كانت عائلتي مكونة من خمسة أشخاص، لكنها أصبحت مكونة الآن من اثنين فقط. أفكر في الوقت الحالي في شيء واحد فقط: ابني".

 

 

وعندما هز زلزال مدمر المغرب، انقلبت حياة العديد من السكان رأسًا على عقب. تجسد قرى تافجيغت قصة الدمار والمعاناة. كان الناس في هذه القرى يعيشون حياة بسيطة وتقاليد تقليدية، ولكنهم وجدوا أنفسهم في وجه كارثة لم يكونوا مستعدين لمواجهتها.

 

قرية تافجيغت: وجه الدمار

 

زارنا قرويون أولئك الذين شهدوا الدمار بأعينهم. قالوا: "الناس في هذه القرية إما في المستشفى أو فقدوا حياتهم". عندما رأينا الأنقاض والخراب، أدركنا أن الزلزال لم يترك فرصة للنجاة. المنازل التقليدية لم تكن مجهزة لمواجهة هذا الزلزال الهائل.

 

تفاصيل صادمة

 

تم تأكيد وفاة تسعين شخصًا على الأقل من سكان هذه القرية الصغيرة من أصل مئتين، والعديد آخرون ما زالوا في عداد المفقودين. الأمل بالبقاء على قيد الحياة كان ضئيلًا. عثرنا على عبد المجيد، وهو رجل فقد زوجته وأطفاله الثلاثة، ومنزله الذي كان يعيشون فيه ذهب تحت الأنقاض. تحولت حياتهم إلى كومة من الحطام.

 

البحث عن المفقودين

 

عبد المجيد تذكر بحزن تفاصيل مروعة عن لحظات الزلزال. تجمع الأطفال الثلاثة في المنزل، وعندما وقع الزلزال، جرفهم الدمار. ركض بجنون محاولًا الوصول إليهم، لكن للأسف، لم يكن هناك أمل في إنقاذهم.

 

نداء للمساعدة

 

وتعيش العائلات الآن في خيام مؤقتة على جانب الطريق، مفقودين لكل ممتلكاتهم وأماكنهم السابقة. يناشد السكان الحكومة المغربية بضرورة تقديم المساعدة الضرورية. الوقت يمر بسرعة والأمور تزداد تعقيدًا.

 

 

قصص سكان تافجيغت تجسد حجم الدمار والمعاناة التي تسببها الكوارث الطبيعية. هذه القرى التقليدية تحتاج إلى الدعم السريع والفعّال للتعافي وإعادة بناء حياتهم، وقصة البطل الذي تعامل بشجاعة مع حادثة الزلزال في المغرب تذكرنا بأهمية التفاؤل والصمود في وجه الصعوبات. إنها قصة عن البقاء قويًا في مواجهة الكوارث وعن الإرادة القوية للبدء من جديد.