الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب أكتوبر تتكرر.. إسرائيل تهمل تحذيرات جنودها وتدفع الثمن

صدى البلد

رفض ضابط كبير في المخابرات العسكرية الإسرائيلية تحذيرا مفصلا يتنبأ بغارة حماس في 7 أكتوبر، واصفا إياه بأنه "سيناريو خيالي"، وفقا لشخصين على دراية بالمناقشات.

وأرسلت الحراس على الحدود الإسرائيلية مع غزة، وكثير منهم جنود إناث يشاهدن ويحللن تغذية مستمرة من الفيديو والبيانات الأخرى التي تم جمعها بالقرب من السياج الإلكتروني المحيط بالقطاع، تقريرا مفصلا قبل أسابيع من الهجوم إلى أعلى ضابط مخابرات في القيادة الجنوبية، وفقا لكل من الشخصين. حسبما ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.

وتم إرسال التقرير باستخدام نظام اتصالات آمن واحتوى على تحذيرات محددة، بما في ذلك أن حماس كانت تتدرب على تفجير منشآت حدودية في عدة مواقع، ودخول الأراضي الإسرائيلية والسيطرة على الكيبوتسات، وفقا للشخص الذي لديه معرفة مباشرة بمحتويات التحذير.

ويُنظر الآن إلى فشل إسرائيل في منع الهجوم، الذي تقول الحكومة إنه أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، على أنه أكبر فشل مخابراتي منذ أن شنت مصر وسوريا هجوما مفاجئا في عام 1973 في يوم الغفران.

وحذر الجنود ذوو الرتب الأدنى أيضا من أن تحليلهم لعدة مقاطع فيديو أظهر أن حماس كانت تتدرب على اختطاف رهائن، وأنهم شعروا بأن الهجوم وشيك، وفقا للشخص.

وتم تشغيل المذكرة بسبب رؤية قائد عسكري رفيع المستوى في حماس يشرف على التدريب، والذي تم التعرف عليه من قبل الحراس ضد قاعدة بيانات للوجوه والهويات يحتفظ بها الوحدة 8200، وهي جزء من مديرية المخابرات الإسرائيلية. "هذا سيناريو خيالي"، رد الضابط الاستخباراتي ذو الرتبة العالية، وفقا لوصف للاتصالات شارك مع صحيفة فايننشال تايمز. ولم يتخذ أي إجراء، وفقا للشخص.

أفادت KAN، الهيئة الإسرائيلية العامة للإذاعة، مساء يوم الخميس بتفاصيل تحذير مماثل أرسله جنود ذوو رتب أدنى إلى رؤسائهم. وأضافت KAN أن التحذير شمل احتمالية إسقاط طائرة، ورفع حماس لأعلامها فوق الأراضي الإسرائيلية.

وقال شخص ثاني على دراية بالمسألة إن فشل اتخاذ التقرير على محمل الجد أصبح موضوعا للمناقشة، يميل إلى العقوبة التأديبية، داخل المجتمع الاستخباراتي. وقال هذا الشخص إنه تم إخباره بوصف مماثل للاتصالات.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن "القادة والجنود كانوا مركزين حصريا بشكل صارم" على مهمتهم لهزيمة حماس. وأضافت القوات الإسرائيلية: "بعد الحرب، سيتم إجراء تحقيق شامل لتوضيح جميع التفاصيل".

وقال الشخصان اللذان على دراية بالاتصالات، إن المناقشات داخل المجتمع الاستخباراتي حول فشل التصرف على المذكرة تشبه تلك التي تلت الفشل الاستخباراتي الذي سبق حرب عام 1973.

وقال كل منهما إن التحذيرات تم تجاهلها ليس فقط لأنها جاءت من جنود ذوي رتب أدنى، ولكن لأنها اصطدمت بثقة الحكومة الإسرائيلية في أنها قد حصرت حماس من خلال حصار مدمر، وقصف قدراتها العسكرية، واستخدام المساعدات والمال كوسيلة لإرضاء الجماعة الفلسطينية المسلحة.

وكان هجوم من هذا النوع من قبل حماس سيؤدي فورا إلى حرب مع الدولة اليهودية، وهو ما كان المجتمع الاستخباراتي الإسرائيلي مقتنعا بأن الجماعة المسلحة تسعى إلى تجنبه.