قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

داليا جبر تكتب: لأني أحبها


أتذكر هذا اليوم الذي التقيت فيه أستاذ أيمن عقيل، صاحب إحدى المؤسسات المهتمة بحقوق الإنسان، عندما عرض علي ترشيح اسمي للسفر إلى السويد وبلجيكا لتمثيل مصر والتحدث عن ثورتنا العظيمة.
بعدها بأيام جاءني الترشيح من الحزب الديمقراطي الاشتراكي للسويد بدعوة رسمية من الحكومة السويدية.. لا أنكر في بداية رحلتي قلقي من شيئين.. الأول كان قلقي من دعوة أحد عناصر "6 أبريل" معي في نفس الرحلة متمثلة في وجود هذا الفتى البسيط في مظهره والحامل أفكارًا تبدو لى متطرفة والشيء الآخر كان سؤالاً يدور يخاطرى على الرغم من معرفتى التامة بالاتهامات الموجهة للجهات التى تقيم مثل هذه الاحتفاليات، وهو ماذا يريد منا الغرب في تلك المهمة الرسمية!!!!
وجدت أن الترويج لوطنى أهم بكثير من التساؤلات مهما كانت.. تحركت طائرتي و كلي حرص على فهم أسباب دعوتي.. استقبلت في مطار استكهولم استقبالاً حافلاً وكأنهم في استقبال وزيرة.. نعم شعرت بأنه تم تعييني كوزيرة خارجية لمدة 10 أيام مدة المهمة.
كان كل شيء مرتباً بشكل مذهل.. استلمت ورقات اجندة العمل فور وصولي.. مواعيد المناقشات في الجامعة السويدية والزيارات للحزب ومناقشة طلاب المدارس.. تنسيق مذهل للمواعيد حتى في وقت الغداء والعشاء.. التقيت مع اشقائي العرب من سوريا والأردن وفلسطين وليبيا الذين تم دعوتهم أيضا من الحكومة السويدية للتحدث عن تجاربهم وأوضاع بلادهم فيما يسمى "الربيع العربي" وعلى رأسهم دكتور نبيل شعث، كبير مفاوضي الحركه الفلسطينية من حركة فتح.
كانت مناقشات حادة، خاصة تلك المناقشات التي كانت تدور بيني وبين ممثل حركة "6 أبريل"، فكنت مختلفة معه على طول الخط وأمام الجميع، فقد كان يتحدث باسم الشعب المصري ونسى الفتى أو ربما تناسى أنه كان يمثل حركة سياسية وليس شعباً، ولا أنكر استفزاز دكتور نبيل شعث وغالبية اشقائنا العرب من آراء ممثل حركة "6 أبريل" في السويد.
فوجئت بأننا كمصريين وفي كثير من الأحيان نختلف فى الرؤى والأفكار حتى ونحن نمثل بلادنا، فقد لاحظت أن هذا الشخص يروج لحركته بدلاً من أن يروج لوطننا الغالي مصر، أصابتني الدهشة عندما وجدته يروج لأفكار غريبة لا تعبر عن ثورتنا الحقيقية.
بعد عدة أيام استطاع فتى "6 أبريل" أن يوجه اتجاهاً سلبياً ضده في السويد وكانوا مندهشين من كوني أحمل أفكاراً يرونها إيجابية تجاه وطني كما لاحظوا عدم انتمائى لأى اتجاه سياسى أو حزبى؛ سوى انتمائى لأهل بلدى.
وعلى الرغم من كل ذلك، فقد كنت أصر على أن أحمل علم وطني على صدري وأردد نشيدنا الوطني بدلاً من كلماتي العادية وتحولت إلى ثلاثة حروف دون أن أشعر.. مصر.
لا أنكر استحسان الحكومة السويدية للمناقشات الحارة التي كانت تدور بيني و بين فتى "6 أبريل"، ولكنني في النهاية كنت حريصة على اختلافي معه واحترامي أيضا لمشاركته معي، وعلى الرغم من ذلك وصل الأمر به إلى تهديدي بأنني من فلول النظام من وجهة نظره.. يعني أنا طلعت فلول!!!!!!
حتي جاء هذا اليوم الذي عقد لنا مؤتمر بالبرلمان السويدي.. أنهينا فاعليات المؤتمر داخل البرلمان وقمنا بجولة داخل دهاليز هذا المبنى العتيق بجميع طوابقه حتى فاجأتني السيدة (آن)، سكرتيرة رئيس الحزب، بكلمات بسيطة في أذني: "تعالي معايا بعيدا عن زميلك"، وصعدت معها المصعد وكانت المفاجأة.. "إنتي هتقولي خطاب في البرلمان دلوقتي في القاعة الرئيسية للبرلمان السويدي"!!!
تلقيت كلماتها كالصاعقة.. لم أكن أتوقع وقوفى أمام أعضاء البرلمان السويدي.. دخلت تلك القاعة الضخمة للبرلمان وسمعت تقديم كل من دكتور نبيل شعث من فلسطين وداليا جبر من مصر.. أنهى دكتور نبيل كلماته الرائعة وجاء دوري على المنصة.
تلبستنى حالة من الشموخ تشبه شموخ الفراعنة ويداي داخل معطفي.. لا أعلم من أين ابدأ وكيف أواجه هذا الموقف الصعب الذي أتعرض له لأول مرة في حياتي، ورحت أتحدث عن الظلم الذي عانى منه شعبي العظيم وقرارنا بمحاربة 30 عاماً من الفساد في 18 يوماً، والمناداة بحريتنا على مسمع من العالم بأكمله، تحدثت عن تجربتي الشخصية وسنوات من المعاناة التي عشتها بشكل شخصى.
وعندما أنهيت خطابي استيقظت فجأة على تصفيق حاد لدقائق طويلة بدت لي وكأنها دهر من الزمن؛ ابتسمت.. سالت دمعة من عينى.. لأنى أحبها.