الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أصنع الأفلام من أجل الجمهور.. كوثر بن هنية تكشف كواليس "بنات ألفة"

كوثر بن هنية
كوثر بن هنية

بدعم من صندوق البحر الأحمر، يعتبر فيلم “بنات ألفة” لكوثر بن هنية رحلة حميمة تعبر عن الأمل والتمرد وعمق العلاقات الأخوية.

يستكشف الفيلم حياة ألفة، وهي أم تونسية لأربع بنات، تجد نفسها في يوم ما أمام حقيقة اختفاء اثنتين منهن. من خلال دمج متقن لإعادة تمثيل المشاهد، الحوارات المؤثرة والمحادثات الجوهرية، نجحت بن هنية في تقديم قصة جذابة تسلط الضوء على قوة ومرونة الروح الإنسانية.
حظي “بنات ألفة” بعرضه العالمي الأول في الدورة السادسة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، حيث حصد جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي بالاشتراك مع فيلم “كذب أبيض” لأسماء المدير. بعد ذلك، عُرض الفيلم في عدة مهرجانات دولية، بما في ذلك مهرجان تورونتو السينمائي الدولي ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. وقد تم اختياره ضمن القائمة القصيرة لسباق الأوسكار في فئتي أفضل فيلم دولي وأفضل فيلم وثائقي.
بالنسبة لكوثر بن هنية، شكّل تصوير فيلم “بنات ألفة” تحديًا مميزًا، إذ اقتضى إعادة تجسيد مشاهد أساسية لتوثيق القصة الكامنة وراء السلوك الظاهري المرح والمتفائل لألفة بشكل فعّال. تنظر كوثر إلى “بنات ألفة” ليس كمجرد فيلم، بل كتجربة إنسانية غنية، مشددةً على تصنيفه كعمل وثائقي وليس خيالي. تقول: “أصنع الأفلام من أجل الجمهور. لابد لي من امتلاك شغف تجاه القصة وشخصياتها وكل تفصيل فيها. يجب أن أهتم بها بعمق.”


فضول كوثر بن هنية يعمل كمحرك أساسي في مسيرتها السينمائية، حيث تعتبر دور المخرج مماثلًا لدور الطالب الذي يتعلم باستمرار من كل تجربة جديدة. تعلق كوثر “كلما أنتجت أفلامًا، تعلمت المزيد؛ فكل فيلم يمثل تجربة جديدة، إذ لولا أفلامي السابقة، لما كنت قادرة على إنتاج ‘بنات ألفة’ بهذه الطريقة”. ثم أردفت أن طريقتها في الكتابة والإخراج تتمحور حول التعاطف والفهم، مع التشديد على ضرورة فهم الإنسانية بعمق لتكون راويًا ماهرًا للقصص، فلكي تكون كاتبًا جيدًا، عليك أن تفهم وجهات نظر الآخرين”، وتقول. “يجب أن تتعمق في فهم ما يدفع الناس للتصرف بطريقة معينة، دوافعهم، وخبراتهم الحياتية.”
مسيرة كوثر بن هنية كمخرجة تبدو مبشرة، مع تطوير مشروع جديد مدعوم مرة أخرى من صندوق البحر الأحمر، ومن المتوقع بدء إنتاجه في العام المقبل. تعبر عن حماستها لإنتاج المزيد من الأعمال في المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى نضج وإلمام جمهورها بعالم السينما، إذ تصفها بأنّها بيئة واعدة ومثيرة للاهتمام ومهيأة لاحتضان جيل جديد من صانعي الأفلام. نصيحتها لصانعي الأفلام الصاعدين واضحة وحاسمة: “ركزوا. لا تتشتتوا بكل ما يحيط بكم، وخاصةً وسائل التواصل الاجتماعي. يجب أن نكون واعين لما نستهلكه بصريًا ومن حيث المحتوى.”
تتماشى قيم كوثر بن هنية بسلاسة مع مبادئ صناعة الأفلام الوثائقية، وهي وسيلة مصممة ومكرسة للحقيقة والصدق والشرف. في عالم مليء بالانقسامات وسوء التواصل، ترى بن هنية السينما كأكثر من مجرد وسيلة للتواصل أو الترفيه. إذ تقول: “نعيش في عالم يحفل بالمفاهيم الخاطئة أو ربما سوء التواصل في رواية قصصنا، لن أقول إن السينما هي طريقة للتواصل؛ ولن أختزل السينما إلى مجرد وسيلة للتواصل. إنها أعمق من ذلك بكثير؛ فهي تمنح الحياة معنى.”