الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عين على رفح والثانية على مصر| جهود من القاهرة لوقف طوفان إسرائيل.. تفاصيل المفاوضات

معبر رفح
معبر رفح

أثار تجهيز الجيش الإسرائيلي لإطلاق عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، المحاذية للحدود المصرية، مخاوف مصرية واسعة من "العواقب الوخيمة" لمثل هذا الإجراء في خضم تكدس النازحين الفلسطينيين البالغ عددهم ما يقارب 1.4 مليون نسمة.

يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه مصدر مصري رفيع المستوى، إن القاهرة تتابع عن كثب الموقف في رفح الفلسطينية، مشددًا على "الاستعداد للتعامل مع كل السيناريوهات".

جهود مصرية لوقف طوفان إسرائيل 

وذكر محللون وخبراء عسكريون- خلال تصريحات لهم، أن تخوف مصر الرئيسي يكمن في أن تدفع العملية العسكرية التي تخطط لها تل أبيب، مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين تجاه الأراضي المصرية في سيناء واختراق الحدود، فضلًا عن احتمال قيام الجيش الإسرائيلي بشن هجمات في محور فيلادلفيا وهو أمر ترفضه القاهرة.

ومع ذلك، أشار المحللون إلى مواصلة مصر التحرك إقليمياً ودولياً للضغط على إسرائيل لوقف تلك العملية، وتجنب تدهور العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، مما سيُلقي بتداعيات على اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين.

وقامت مصر بتحصين حدودها مع غزة بشكل كبير، حيث أقامت منطقة عازلة بطول 5 كيلومترات وجدرانا خرسانية فوق وتحت الأرض.

ومع استعدادات إسرائيل لشن هجوم على مدينة رفح الفلسطينية، فإن عينها على الجانب الآخر من الحدود حيث تتحفز مصر لمنع أي محاولة لتهجير النازحين الفلسطينيين المحتشدين خلال العملية.

ويوضح قيادي حزبي وأكاديمي من إسرائيل لموقع "سكاي نيوز عربية"، كيف تقرأ إسرائيل التحركات المصرية على الحدود، خاصة بعد تلويح القاهرة بأن أي محاولة لدفع الفلسطينيين لعبورها إلى مصر سيقابل بتعليق اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام 1979، وبيان وزارة الخارجية المصرية بأن مخاطر هجوم رفح وتهجير الفلسطينيين "ستضر مصالح الجميع من دون استثناء".

إجبار سكان غزة على النزوح

وسبق أن نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن دبلوماسي غربي كبير في القاهرة، قوله إن المسؤولين المصريين حثوا نظراءهم الغربيين على إبلاغ إسرائيل بأنهم يعتبرون أي تحرك لإجبار سكان غزة على العبور إلى سيناء بمثابة انتهاك من شأنه أن يعلق فعليا اتفاقية السلام.

ولم يتوقف رد القاهرة عند ذلك فقط، بل أرسلت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء في الأسبوعين الماضيين، حسبما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤولين أمنيين مصريين لم تذكر اسمهما.

وفي هذا الصدد، شددت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية، يوم 11 فبراير الجاري، على رفضها الكامل للتصريحات الصادرة عن مسئولين رفيعى المستوى بالحكومة الإسرائيلية بشأن اعتزام القوات الإسرائيلية شن عملية عسكرية فى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، محذرة من العواقب الوخيمة لمثل هذا الإجراء، لاسيما فى ظل ما يكتنفه من مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

وطالبت مصر بضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون استهداف مدينة رفح الفلسطينية، التي باتت تأوي ما يقرب من  1.4 مليون فلسطينى نزحوا إليها لكونها آخر المناطق الآمنة بالقطاع. واعتبرت أن استهداف رفح، واستمرار انتهاج إسرائيل لسياسة عرقلة نفاذ المساعدات الإنسانية، بمثابة إسهام فعلى فى تنفيذ سياسة تهجير الشعب الفلسطينى وتصفية قضيته، فى انتهاك واضح لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة.

وأكدت جمهورية مصر العربية على أنها سوف تواصل اتصالاتها وتحركاتها مع مختلف الأطراف، من أجل التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار، وإنفاذ التهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين، داعيةً القوى الدولية المؤثرة إلى تكثيف الضغوط على إسرائيل للتجاوب مع تلك الجهود، وتجنب اتخاذ اجراءات تزيد من تعقيد الموقف، وتتسبب فى الإضرار بمصالح الجميع دون استثناء.

 إطلاق سراح الرهائن

وفي السياق نفسه، يصل وفد إسرائيلي برئاسة مدير الموساد ديفيد بارنيا، إلى القاهرة، غدا؛ لعقد اجتماع حاسم، يهدف إلى معالجة الأزمة المستمرة بشأن الرهائن المحتجزين في غزة.

وحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، يتضمن جدول أعمال الوفد، مناقشات مع مدير وكالة المخابرات المركزية "بيرنز"، وكبار المسؤولين المصريين، ورئيس الوزراء القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني.

ووفقا لمسؤول إسرائيلي، فإن التركيز الأساسي للاجتماع، سيكون على الجهود لتأمين إطلاق سراح الرهائن، وينضم إلى رئيس الموساد "برنيا"، مسؤولون إسرائيليون رفيعي المستوى، من بينهم رئيس نقابة المحامين شين بيت رونين، واللواء الاحتياط نيتسان ألون.

وحسب الموقع الأمريكي، يؤكد الاجتماع- المقرر عقده في القاهرة- أهمية التعاون، ومشاركة أصحاب المصلحة الرئيسيين، مثل الولايات المتحدة ومصر وقطر، كما يعكس النهج المتعدد الأطراف المعتمد لمعالجة الوضع في غزة بشكل فعال، وفي حين لم يتم الكشف عن تفاصيل محددة للمناقشات؛ فإن الاجتماع يشير إلى دفعة دبلوماسية منسقة لحل لتخفيف التوترات في المنطقة.

والجدير بالذكر، أن معبر رفح مفتوح دائماً من الجانب المصري وهناك جهود مصرية كبيرة لتسهيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

ومصر تعمل على مدار الساعة بجهود الحكومة والمجتمع المدني والشعب والجمعيات الأهلية لتوفير كافة صور الدعم للأشقاء في غزة، ومصر تفتح أبوابها دائما، ومن يرغب في زيارة المعبر للتأكد من ما يحدث على أرض الواقع.

وتقوم مصر بجهود عديدة في تأمين وصول المساعدات بكافة اشكالها، لافتا إلى ان مصر تقوم بذلك منذ بداية الحرب وإسرائيل هي من عرقلت دخولها، ودائما تسعى الدولة إلى وضع حد للعنف الإسرائيلي ووقف العملية التي تنوى إسرائيل القيام بها في رفح الفلسطينية والحيلولة دون وقوع الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.