خبير آثار يطالب بتطوير منطقة "الفرما" بسيناء وإحياء طريق العائلة المقدسة كمواقع جذب للسياحة

أكد الخبير الأثرى الدكتور عبد الرحيم ريحان أن "الفرما" من أهم المدن التاريخية الأثرية بسيناء فهى المدينة التى ذكرت فى القرآن الكريم حين طلب نبى الله يعقوب عليه السلام من أبنائه أن لا يدخلوا مصر من باب واحد بل من أبواب متفرقة وهى أبواب مدينة "الفرما" .
وأشار ريحان،في تصريح له اليوم،إلى أن منطقة "الفرما" عامرة بالآثار الرومانية والمسيحية والإسلامية ، وتقع على طريق رحلة العائلة المقدسة بسيناء ، ومر بها عمرو بن العاص رضى الله عنه فى طريق فتحه لمصر قادما من العريش ، موضحا ان العائلة المقدسة سارت قادمة من فلسطين إلى غزة ثم (رافيا) رفح ، رينوكورورا (العريش) ، أوستراكين (الفلوسيات) ، القلس (تل المحمدية) ويلوزيوم (الفرما).
وطالب الدكتور ريحان بتطوير منطقة "الفرما" ومحطات رحلة العائلة المقدسة من "رفح" إلى "الفرما" بأعمال ترميم للآثار المكتشفة على طول الطريق وإعدادها للزيارة كمواقع للسياحة الثقافية والدينية وتزويدها بالخدمات السياحية وتمهيد الطرق لتيسيير الدخول للموقع الأثرى بالفرما وإنشاء ميناء بحرى بها ومطار والترويج لها داخليا وخارجيا.
وأوضح أن ذلك سيساهم فى إنعاش منطقة شمال سيناء سياحيا لتكون سيناء بأكملها جنوبها وشمالها منطقة جذب سياحى لتحقيق منظومة تكامل المقومات السياحية بسيناء من سياحة آثار وسياحة دينية ورياضات بحرية وعلاجية بالإضافة إلى السياحة العلاجية والبيئية وتحويل هذه المحطات لمراكز تجارية وصناعية كما كانت فى سابق عصرها.
وأضاف أن هذه المحطات كانت فى الماضى محطات للتجارة بين الشرق والغرب من القرن الأول حتى القرن السابع الميلادى وكان بها أنشطة تجارية محلية وبعضها كانت موانئ هامة وبعضها كانت نقاط عسكرية لحماية قوافل التجارة وطريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء وبعضها كانت نقاط جمارك وكان بها صناعات مثل النسيج والزجاج وبناء السفن والصيد وحفظ الأسماك وكانت تمثل مراكز تجارية للتجارة مع فلسطين وشمال أفريقيا وقبرص وآسيا الصغرى واليونان وإيطاليا.
وأكد ريحان أنه تم اكتشاف العديد من الآثار بالفرما التى تبعد 35كم شرق مدينة القنطرة شرق على شاطئ البحر المتوسط عند قرية بلوظة،وتبعد الآثار المكتشفة بها 5كم عن الطريق الرئيسى طريق القنطرة – العريش ، وكانت تقع على أحد فروع النيل وهو الفرع المعروف باسم "بيلوزيان" نسبة إلى مدينة "بيلوزيوم" (الفرما) وباقى مصبه كان يقع بقربها وقد كشف بالفرما عن قلعة لها سور كبير مبنى بالطوب الأحمر ومسرح رومانى بالطوب الأحمر والأعمدة الجرانيتية مدرجاته بنيت بالطوب اللبن وغطيت بالرخام الأبيض يتسع لحوالى تسعة آلاف متفرج وخزانات مياه ومنطقة صناعية لصناعة الزجاج والبرونز والفخار .
وأشار إلى أن المنطقة بها العديد من الكنائس التى تعد مدارس فنية فى طرز العمارة المسيحية ومنها كنائس "بيلوزيوم" و"المعمودية" وكنائس "تل مخزن" وقلعة "حصن الطينة" على البحر المتوسط الذى بناها الخليفة العباسى المتوكل على الله وتولى بناؤها عنبسة بن اسحق أمير مصر فى سنة 239هـ 853م عندما بنى حصن "دمياط" وحصن "تنيس".