أن تحلم فهذا حق لم يمنعه الخالق عن أحد ، ولكن أن ترى ماتحلم به حقيقة ماثلة أمامك فهذا هو الجديد.
فى كتاب جديد عن سر الاحلام وهل هناك مايسمى بالرؤى يقابلها أضغاث أحلام سر الكاتب وهو طبيب نفسى شهير حكايات ووقائع على لسان من جاءوا إليه طالبين الخروج مما أسموه بالحمل النفسى الكبير المؤرق لحياتهم لدرجة أن بعضهم كان يرفض النوم ويقاومه حتى لا يرى حلما يتحول مع خيوط الصباح الاولى الى حقيقة وواقع قد يكون عند أحدهم مريرا ومؤلما .
الطبيب النفسى أكد أنه على مدى ربع قرن وأكثر من تاريخ مهنته المحببة الى قلبه رأى وسمع الكثير من الأقاصيص والحكايات وأكد أن واحدة ممن ارتادوا عيادته تحديدا كان ينتظرها انتظار الجائع الى طعامه والظمآن الى جرعة ماء .
كانت سيدة فى مطلع الخمسينات من عمرها على قدر كبير من الجمال رفضت كل محاولات الزمان ان تأخذ منها ما لديها من جمال ربانى آثر . هذه السيدة كانت ترى فى منامها ما يتحقق بلا أى تغييرات لدرجة أنها كانت تنبىء جيرانها بأحداث وحوادث ستقع لهم وتجعلهم يتخذون حذرهم ، ومن كثرة تحقق ما رأته فى أحلامها دارت حولها شائعات بأنها اما مخاوية للجن واما تعمل مع اللصوص والمارقين ليهددوا امن الناس والعباد ، هذه الاتهامات جعلت دائمة التنقل من مكان الى آخر وأخيرا جعلتها لاتخبر احدا بأحلامها وتركتهم يواجهون واقعهم بأنفسهم ، كانت تأنى الى طبيبها تبكى لأنها رأت السارق يهجم على بيت جارتها ويفعل ما رأته تحديدا من اغتصاب الأم وابنتها وسرقة محتويات منزلهم واشعال النيران فى المنزل ، حكت له ايضا عن حالات أسرية كثيرة رأتها فى منامها يقوم به ارباب الاسر وابناءهم بأفعال وأشياء مشينة ولا يصدقها عقل ولا يرضى بها دين ولاشرع.
مرضها النفسى كان منبعه رفض الاخرين لرؤياها واتهامها بكل ماهو باطل . يقول الطبيب ان مريضته تلك لم ينجح فى علاجها لانها اثرت الانتهاء من حياتها وانتحرت تاركة رسالة له يخبر بها كل من لم تستطع انقاذهم بأن يسامحوها وبأنها تكرههم جميعا لانهم حرموها من مساعدتهم .
طبيبنا الكاتب ذكر حالات أخرى يرى فيها المريض ماسيحدث له قبل وقوعه مباشرة من الالتقاء بأشخاص بعينهم فى مكان معين ، ومن كلمات قالها قبل ذلك فى رؤيته لنفس الشخص وبنفس الطريقة ، تحدث أيضا عن آخرين كانوا يحلمون بأناس رحلوا عن الدنيا وتركوها الى الأبدية النهائية وكانوا يطلبوا منهم الذهاب الى ذويهم وابلاغهم بأشياء كثيرة منها الاعتذار واخرى اماكن فيها أموال مخفية عنهم لم يتمكنوا من اخبارهم بها قبل رحيلهم ، وايضا بعضهم أراد من مرتادى عيادة الدكتور المعالج ان يذهبوا الى ازواجهم وابناءهم ويخبروهم بأن لهم أخوة آخرون من نساء ورجال اخرين ويجب ان يتواصلوا معهم .
حكايات كثيرة تحدث عنها الطبيب الكاتب وذكر منها فتاة كانت تمضى حياتها كلها منتظرة ماستراه وهى مغمضة العينين فبمجرد ان ترى الشيء وتفتح عينيها يتحقق بالظبط ، وكانت تقول له وهى فى مستهل حوارها معه " وحلمت بيه" تلك كانت بداية أى جلسة علاجية لها وبعدها تبكى وتقص معاناتها من أن كل ما تراه وهى مستيقظة فما بالك بما تحلم به .
الطبيب جمع معظم الحالات التي لا يجد لها تفسيرا وسردها فى مؤلفه هذا يتساءل فى نهايته عن حلول واراء ويطالب بالاخص رجال الدين بأن يتواصلوا معه ويسألهم هل هناك ثمة تفسير لهذه الحالات ؟ وهل لم ينتهى عصر سيدنا يوسف ورؤى النبيين ؟ وهل مازال هناك شفافية لدى شريحة معينة من البشر تجعلهم يطلعوا على الغيب؟ ويقول أيضا أن الكثير من الحالات التى كانت تأنى اليه طالبة العلاج والاستشفاء لم تكن على الدين الحنيف ومع ذلك كانت رؤياها محققة ونافذة !!
ونحن بدورنا نؤكد أن ماذكره الطبيب حقيقى فقد كنت أنا ممن يتنبأون او بمعنى اصح ممكن تحققت رؤياهم ففى صغرى جاء لى فى منامى من أخبرنى باسم زوجى المستقبلى وقد تحقق بالفعل ، وعندما تزوجت وانجبت وكان ابنى البكر طفلا حلمت به يترك يدى ويجرى بعيدا لأراه بعد ذلك بين قضبان القطار ميتا وبالفعل عندما كبر أمجد وصار شابا مات فى الإسماعيلية وذهبت اليه وأحضرته جثمانا وواريته تراب الفراق والابتعاد الأبدى ، وتواصلت رؤياى ليتحقق كل ما أراده الله لى وكأنه يعطينى قوة التحمل عندما يحدث الأمر ويفتح لى باب الرضا بقضاء الله وقدره.
اللهم حمدا ورضا بما يأتى به الخالق وطمأنينة لقلب الطبيب الكاتب الذى أعياه تطبيق مادرسه فى الكتب على واقع بيد الخالق البارىء.