مع اقتراب موعد قمة الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين في نيويورك يومي 28 و29 يوليو، تتضاءل التوقعات بحدوث تقدم ملموس في ملف الاعتراف بدولة فلسطين، خاصة بعد تأكيد غياب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أحد أبرز الداعين للاعتراف الدولي خلال الأشهر الأخيرة.
ورغم تصريحات ماكرون العلنية في الأسبوع الماضي أمام البرلمان البريطاني، والتي أكد فيها أن "حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة"، فإن غيابه عن القمة، إلى جانب غياب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما أفادت صحيفة لوموند، قد يفقد الحدث زخمه الدبلوماسي المتوقع.
غياب سياسي... وتأجيل الاعتراف؟
مصادر دبلوماسية فرنسية أكدت أن قرار الاعتراف بدولة فلسطين لم يتخذ بعد، وأن إعلانًا محتملاً قد يصدر لاحقًا من باريس، في سياق مستقل. ووفقًا لمراقبين، يبدو أن فرنسا تفضل تنسيق هذه الخطوة مع المملكة المتحدة وربما كندا، في محاولة لإضفاء طابع جماعي على القرار.
وفي القمة الثنائية بين ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأسبوع الماضي، أصدر الطرفان بيانًا مشتركًا شددا فيه على "الالتزام بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كجزء من عملية السلام"، دون تحديد إطار زمني.
يأتي هذا التباطؤ في ظل استمرار الجمود في المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار، وهي العقبة التي تعيق اتخاذ خطوات دبلوماسية حاسمة مثل الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. وتشير تقارير إلى أن كلا من إسرائيل والولايات المتحدة تضغطان على بعض الدول لخفض تمثيلها في القمة.
وكان من المفترض عقد القمة في يونيو الماضي، لكنها تأجلت بسبب التصعيد الإسرائيلي الإيراني الذي هز استقرار الشرق الأوسط وأجل التحركات السياسية الدولية.
وفي جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، أشار وزير الخارجية ديفيد لامي إلى أن "وقف إطلاق النار قد يمثل بداية عملية سياسية"، وأضاف أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل يظل مستبعدًا دون إحراز تقدم ملموس في ملف الدولة الفلسطينية. كما أكد على حساسية الدور التاريخي لبريطانيا في المنطقة، بدءًا من وعد بلفور وحتى اللحظة الراهنة.
وقال لامي: "من خلال محادثاتي مع السعوديين، من الواضح أن التطبيع لن يتم دون وقف لإطلاق النار وتقدم حقيقي باتجاه حل الدولتين. وأحيي موقف السعودية في التمسك بذلك".