خلال مؤتمر تسلا للإعلان عن أرباحها الفصلية، أثار الرئيس التنفيذي إيلون ماسك جدلًا واسعًا بعد تصريحه بأن نصف سكان الولايات المتحدة الأمريكية سيغطيهم أسطول سيارات الأجرة الآلية من تسلا قبل نهاية العام.
ومع اقتراب نهاية يوليو 2025، وعدم تشغيل الخدمة إلا في جزء محدود من مدينة أوستن بولاية تكساس، يبدو أن هذا التصريح أقرب إلى الطموح المبالغ فيه أكثر من كونه هدفًا واقعيًا قابلًا للتحقيق.
تأجيل خطط تسلا للتوسع
بدأت تسلا بتشغيل خدمة روبوتاكسي في يونيو الماضي ضمن منطقة جغرافية محددة في مدينة أوستن.
ورغم أن الشركة تخطط لتوسيع نطاق الخدمة ليشمل منطقة خليج سان فرانسيسكو، فإنها لم تحصل بعد على الموافقة التنظيمية اللازمة من السلطات المحلية.
كما أشار ماسك إلى نية الشركة التوسع في ولايات أخرى مثل فلوريدا ونيفادا وأريزونا، لكن الجدول الزمني لبدء التشغيل في هذه المناطق ما زال غامضًا، ما يجعل تحقيق وعده بتغطية نصف الولايات المتحدة الأمريكية خلال أشهر أمرًا مشكوكًا فيه.
الرقابة البشرية وإجراءات السلامة
رغم أن تسلا تسوق سيارات روبوتاكسي على أنها ذاتية القيادة بالكامل، فإن الخدمة الحالية تعتمد بشكل كبير على تدخل بشري لضمان السلامة.
إذ تم تزويد كل سيارة بمفتاح إيقاف خفي يمكنه تعطيل نظام القيادة الذاتية فورًا في حال حدوث طارئ.
كما يجلس موظف من تسلا في مقعد الراكب الأمامي، واضعًا إصبعه باستمرار على زر فتح الباب، والذي أعيد استخدامه على ما يبدو كآلية إيقاف تشغيل فورية عند الحاجة.
تكشف هذه الإجراءات عن أن التكنولوجيا لم تصل بعد إلى مستوى الاعتمادية الذي يسمح بالاستغناء الكامل عن المراقبة البشرية.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يطلق فيها إيلون ماسك وعودًا جريئة بشأن تقنيات القيادة الذاتية.
صرح خلال المؤتمر نفسه بأن عملاء تسلا سيتمكنون بحلول نهاية عام 2025 من تحديث سياراتهم لاستخدام أنظمة القيادة الذاتية دون إشراف بشري.
غير أن هذه التوقعات تبدو بعيدة المنال في ظل عدم حصول الشركة على التراخيص الكاملة لتشغيل الخدمة على مستوى البلاد، فضلًا عن التحديات التقنية والتنظيمية التي تواجهها.
منذ بدء تشغيل روبوتاكسي في أوستن، انتشرت مقاطع فيديو توثق أخطاء واضحة ارتكبتها السيارات أثناء القيادة في ظروف واقعية، مثل الارتباك عند التقاطعات المزدحمة، والتباطؤ المفاجئ من دون سبب واضح، وصعوبة التكيف مع حركة المرور وسلوك السائقين الآخرين.
تثير هذه المشاهد تساؤلات حول مدى استعداد الخدمة للتوسع في أسواق جديدة خلال فترة قصيرة، ومدى إمكانية الاعتماد على هذه السيارات كبديل عملي وآمن لوسائل النقل التقليدية
رغم استمرار تسلا في تطوير وتحسين أنظمة القيادة الذاتية، فإن العقبات التقنية والموافقات التنظيمية تشكل عائقًا أمام الانتشار السريع للخدمة على مستوى الولايات المتحدة.
وحتى إشعار آخر، ستظل خدمة روبوتاكسي محصورة في مناطق محدودة، ولن يتمكن غالبية الأمريكيين من الاستفادة منها أو الاعتماد عليها كوسيلة مواصلات أساسية في المستقبل القريب.