في واقعة مؤلمة كشفت عن الوجه القاتم للخلافات العابرة، أحالت نيابة البحر الأحمر شابًا عشرينيًا إلى محكمة الجنايات، بعد أن وجّهت إليه تهمة قتل صديقه والتخلص من جثته بإلقائها في أحد شوارع مدينة سفاجا، في محاولة يائسة لإخفاء جريمته.
التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة، استندت إلى ما كشفته الأجهزة الأمنية بعد العثور على جثة شاب غارقة في دمائها وسط شارع هادئ بالمدينة الساحلية.
المشهد بدا في البداية كحادث مروري، ما دفع الأهالي إلى إبلاغ الجهات المختصة، لكن ما خفي كان أعظم.
بتكثيف التحريات، تبين أن القتيل، البالغ من العمر 28 عامًا، دخل في مشادة مع صديقه أثناء وجودهما داخل شقة سكنية، بسبب أمر لا يُصدق، وهو علبة سجائر، الأمر الذي تطور بشكل درامي، حيث فقد المتهم السيطرة على أعصابه، ليعتدي على صديقه بشكل وحشي مستخدمًا سلسلة حديدية، قبل أن يقيده ويتركه غارقًا في دمائه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وعوضًا عن طلب النجدة أو محاولة إنقاذه، اتجه القاتل نحو محاولة طمس الجريمة، فقام بحمل الجثة وإلقائها في الشارع على أمل أن تُفسَّر الوفاة كحادث عابر.
لكن سرعان ما كشفت التحقيقات الحقيقة، وتم ضبط المتهم خلال ساعات، حيث أقر أمام رجال الشرطة بكامل تفاصيل الواقعة، ليتم تحرير محضر رسمي وإحالته إلى النيابة التي قررت إحالته لمحكمة الجنايات، بتهمة القتل العمد.
الجريمة التي بدأت بسبب "علبة سجائر"، تحولت إلى مأساة حقيقية، تفتح من جديد ملف الجرائم الناتجة عن الانفلات اللحظي والانفعال غير المحسوب، وتدق ناقوس الخطر بشأن مدى خطورة الانفعال دون وعي، خاصة بين الأصدقاء.