إلى متى ستظل حبة الغلة القاتلة تباع في المحلات على ملأ من الناس دون منع لها من المنبع؟
تشير عبارة"حبة الغلال" إلى المبيد الحشري الأوسع استخداما في المناطق الريفية في مصر لحفظ الحبوب وحماية المحاصيل من التسوس والقوارض لكنها في الوقت نفسه أصبحت تمثل أداة الانتحار الأرخص والأكثر انتشارا وسط صفوف اليافعين واليافعات في الريف المصري.
هذه الحبة القاتلة أصبحت في متناول الشباب والفتيات بكل سهوله وكل يوم نسمع عن منتحر يتناول هذه الحبة سهلة الحصول عليها من محلات المبيدات دون تحرك من المسؤولين!
أين أجهزة الدولة وأين الرقابة الميدانية والفعلية؟
من المسؤول عن ذلك ؟
سؤال نطرحه أمام جميع الجهات المعنية
بتتبع ميداني لعدد المنتحرين من خلال هذه القرص القاتل نرى أن الأعداد كبيرة جدا وقد وصلت إلى آلاف خلال السنوات الأخيرة وهذا تتبع حقيقي وليس مبالغا فيه!
أرقام مخيفة تتهاوى تحت التراب من شباب وفتيات وطننا في ظل غياب الوازع الديني والقيمي والإنساني وفي ظل غياب دور الأسرة التربوي والتوعوي بانشغال الآباء والأمهات بتدبير لقمة العيش لذويهم فكانت الفجوة بين الأسرة الواحدة واختفاء لغة الحوار وتراجع دور المتابعة والمراقبة ناهيك عن رفقاء السوء الذين يزينون الأهداف لأقرانهم رغم بشاعتها فيساعدونهم على السير نحو المجهول والدلوف بعمق في نيران الجحيم لهم ولأسرهم المكلومة بفقدهم!
سوشيال ميديا وتيك توك وفيديوهات تبث ليل نهار سوقت الدمار والتخريب وتصدير الأفكار المسمومة لعقول أبناءنا ناهيك عن فن السنج والسيوف والسلاسل والبلطجة كل هذه محطات شكلت وحولت عقول مراهقينا المغرر بهم سائرين بذلك خلف التقليد الأعمى ومن هنا كانت النتيجة المظلمة وكان ما نراه كل يوم من حوادث دامية يسقط بين بركان دمائها الأبرياء من الغير ومن الأهل الذين فشلوا في التربية والمتابعة والتقويم فيموتون بحسرتهم على ما قصرت أياديهم وما جنته عقولهم في الأيام الخوالي لكن ولات حين مناص .
وبعد هذا كله ما زلنا ننتظر تشريعا برلمانيا جريئا يجرم بيع وتداول هذه الحبة القاتلة فدفع الضرر مقدم فقهيا مقدم على جلب المنفعة وهذا شرع ودين نتعبد إلى الله سبحانه وتعالى والحفاظ على النفس الإنسانية من أولى الكليات الخمس التي أتت بها الشريعة الإسلامية وقامت عليها دعائمها والمعروفه أيضاً بالضروريات الخمس و هي: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ النسل(أو العرض)، وحفظ المال .
صرخات يخطها قلمي من خلال هذه السطور أنادي بها المشرع واستغيث وبأصحاب القرار مستنهضا ولايتهم في رفع هذا الأمر بمنع حبة الغلال القاتلة من الأسواق ولا يقدح في ذلك قول البعض من هانت عليه نفسه فهي عند الناس أهون وردا علي أصحاب هذا القول فجميعنا مأمور بالأخذ بالأسباب والحفاظ على بعض من خلال تماسكنا وحرصاً على السلامة العامة لنا جميعا فلا نضع النار بقرب الحطب لتشتعل وتحرق الأخضر واليابس ثم نتحجج بالأعذار الفلسفية الواهية والكلمات الرنانة المخزية حفظا لماء الوجه لا أقل ولا أكثر!
أفيقوا يا سادة فالتاريخ لا يرحم .