أعلنت وزارة الطوارئ الروسية تسجيل 15 هزة ارتدادية في شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية خلال أمس الجمعة.
وفي وقت سابق ضرب زلزال ضخم بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر منطقة كامتشاتكا الواقعة في أقصى شرق روسيا في حدث جيولوجي استثنائي، ما أثار قلقا واسعا في الأوساط العلمية والبيئية، وأعاد إلى الأذهان سلسلة من الكوارث الزلزالية الكبرى التي شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية.
الزلزال، الذي وقع في اواخر يوليو الماضي صنف ضمن أقوى عشرة زلازل تم تسجيلها عالميا، ليضع كامتشاتكا مجددا تحت مجهر علماء الزلازل، خاصةً أن المنطقة سبق أن شهدت زلزالا مدمر عام 1952 بلغت قوته 9 درجات، مسببا موجات تسونامي عنيفة وصلت آثارها إلى سواحل هاواي.
منطقة نشطة جيولوجيا
وتقع كامتشاتكا فوق ما يُعرف بـ"منطقة الاندساس"، وهي نقطة التقاء بين صفائح تكتونية تتصادم ببطء، مما يؤدي إلى تراكم ضغط هائل في باطن الأرض يطلق فجأة عبر زلازل عنيفة.
ووفقا للخبراء، فإن هذا النمط الجيولوجي يجعل من المنطقة واحدة من أخطر المناطق الزلزالية على مستوى العالم.
وقد شعر سكان مدينة بتروبافلوفسك كامتشاتسكي والتجمعات السكانية المحيطة بهزات قوية نتيجة الزلزال، وسط حالة تأهب تحسبًا لاحتمال حدوث موجات تسونامي أو هزات ارتدادية عنيفة.
تسلسل زلزالي يثير التساؤلات
الزلزال الأخير يأتي في سياق نشاط زلزالي ملحوظ شهدته المنطقة خلال العامين الماضيين، من بينها هزتان بقوتي 7.1 و7.4 درجات، ما يثير تساؤلات جدية حول ما إذا كانت المنطقة تمر بمرحلة تصاعدية في النشاط الزلزالي، ضمن ما يُعرف بـ"الدورة الزلزالية طويلة الأمد" في مناطق الاندساس.
تاريخ يعيد نفسه
الزلزال المدمر الذي ضرب كامتشاتكا عام 1952 يُعد من بين الأعنف في القرن العشرين، وقد تسبب آنذاك في موجات تسونامي كارثية أدت إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، في وقت كانت فيه وسائل الرصد والاتصال محدودة واليوم، يعيد الزلزال الجديد فتح ملف هذه الظواهر الطبيعية المتكررة، وسط مخاوف من تكرار سيناريو مشابه.
كامتشاتكا مركز دراسات زلزالية عالمي
الحدث الزلزالي الأخير من شأنه أن يطلق موجة جديدة من الدراسات والأبحاث الجيولوجية، على غرار ما حدث عقب زلزال تشيلي في 2010، بهدف فهم طبيعة الكسور الزلزالية وتأثيراتها على البنية التحتية والسواحل المجاورة، بالإضافة إلى علاقتها بالنشاط البركاني في المنطقة.
كما سجل الشطر الجنوبي من شبه جزيرة كامتشاتكا في الشرق الأقصى الروسي تحركا لمسافة مترين نحو الجنوب الشرقي، بعد الزلزال الذي ضربها مؤخرا.
جاء ذلك في بيان المركز الروسي للبحوث الجيوفيزيائية ؛ حيث قال ايضا : إلى أين تحركت كامشاتكا بعد الزلزال القوي؟، أجرينا حسابا أوليا بناء على نتائج الملاحظات الجيوديناميكية، وتبين أننا جميعا تحركنا بشكل ملحوظ نحو الجنوب الشرقي».
ولفت الخبراء إلى أن أقصى الإزاحات بعد الزلزال وقعت في جنوب شبه الجزيرة، حيث بلغت نحو مترين، وهو ما يعادل الإزاحات الأفقية التي حدثت بعد زلزال عام 2011 في منطقة توهوكو اليابانية.
كما سجلت محطات الرصد في منطقة بتروبافلوفسك-كامشاتسكي إزاحات أيضا، لكنها كانت أقل حجما.