أصبح اللجوء إلى المكملات الغذائية شائعًا بين العديد من الأفراد لتعويض النقص في العناصر الأساسية داخل الوجبات اليومية، ورغم فوائدها المهمة للجسم عند الالتزام بالجرعات الموصى بها، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يسبب آثارًا سلبية خطيرة، تصل إلى التأثير المباشر على الدماغ والجهاز العصبي، وفقًا لتحذيرات طبية حديثة، ذكرها موقع تايمز ناو
ثلاثة مكملات غذائية
أكد الأطباء أن الخطر يتركز بشكل خاص في ثلاثة مكملات غذائية شائعة، هي: الزنك، فيتامين أ، وفيتامين د، فهذه العناصر ضرورية للحفاظ على الصحة، لكن زيادتها عن الحدود الطبيعية قد تحولها إلى سموم تؤثر سلبًا في أجهزة الجسم الحيوية.
الزنك
يلعب الزنك دور هام في تقوية جهاز المناعة والحد من نزلات البرد، إلا أن تناوله لفترات طويلة بجرعات عالية قد يؤدي إلى مشكلات عصبية وجسدية، فقد أوضح الأطباء أن الجرعات الزائدة تعيق امتصاص النحاس في الجسم، مما يسبب نقصًا فيه، وهو ما يضر بالحبل الشوكي، وتظهر الأعراض في صورة تنميل، ووخز، وصعوبة في الحركة، إضافة إلى فقر الدم وضعف العظام، وينصح الخبراء بألا تتجاوز الجرعة اليومية الآمنة 25 ملج فقط.
فيتامين أ
يلعب فيتامين أ، دورًا محوريًا في صحة الدماغ من خلال دعم الذاكرة والتعلم وتنظيم بقاء الخلايا العصبية، لكن الإفراط في تناوله قد يسبب ما يُعرف بـ الورم الكاذب الدماغي، وهي حالة يزداد فيها الضغط داخل المخ مسببًا أعراضًا مشابهة لأورام الدماغ.
وتشمل الأعراض صداع حاد، غثيان، فقدان شهية، اضطرابات بصرية مثل الرؤية المزدوجة أو الضبابية، وينصح الأطباء بالاكتفاء بجرعة يومية لا تتجاوز 1.5 ملج، مع تجنب استخدامه أثناء الحمل إلا تحت إشراف طبي.
فيتامين د
فيتامين د من العناصر الحيوية لنمو الدماغ وتنظيم الناقلات العصبية وتقليل الالتهابات، كما يساعد في حماية المخ من الإجهاد التأكسدي المرتبط بأمراض مثل الزهايمر.
لكن الجرعات الزائدة منه قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، مما يؤثر سلبًا على الدماغ ويظهر في شكل ارتباك، اكتئاب، تعب شديد، أو حتى اضطرابات ذهانية، وينصح الأطباء بالاكتفاء بجرعة تبدأ من 10 ميكروجرامات يوميًا فقط.
التوصيات الطبية
شدد الخبراء على أن المكملات الغذائية ليست بديلًا عن النظام الغذائي الطبيعي، وأن الإفراط في استخدامها دون إشراف طبي قد يضر أكثر مما ينفع، وأكدوا أن الغذاء المتوازن هو المصدر الأكثر أمانًا للحصول على العناصر الضرورية، مع ضرورة الالتزام بالجرعات المحددة طبيًا لتفادي أي مضاعفات قد تؤثر في الدماغ والجهاز العصبي.