أشادت نائبة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) رادميلا شكرينسكا بـ"الإمكانات الاستثنائية" التي تمتلكها بلغاريا في مجال تطوير صناعتها الدفاعية، وذلك خلال لقائها مع رئيس الوزراء البلغارى روزين جيليازكوف في مجلس الوزراء مساء أمس/الاحد/.
جاء اللقاء فى إطار زيارة شكرينسكا الحالية إلى بلغاريا، التي تستمر من 7 إلى 12 سبتمبر الجاري، حيث تشارك في فعاليات تمرين إدارة الطوارئ التابع للحلف وتلتقي عددًا من القادة والمسؤولين لبحث التعاون الدفاعي والأمني.
وأكدت مسئولة الناتو، أن مبادرات مثل آلية دعم المشتريات الدفاعية الاوروبية SAFE والعقد الأخير الموقع مع شركة "راينميتال" الالمانية لصناعة الاسلحة تعكس بوضوح التقدم الذي تحرزه بلغاريا في هذا المجال.
من جانبه، جدد جيليازكوف، التزام بلاده بجميع القرارات التي اتخذت في قمة الناتو بمدينة لاهاي، مشددًا على تعزيز الردع والدفاع على الجناح الشرقي، ولا سيما في البحر الأسود، وزيادة الإنفاق الدفاعي، ودعم أوكرانيا، إلى جانب مواصلة التعاون النشط مع الحلفاء. وأوضح أن بلغاريا تجاوزت بالفعل نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي في الإنفاق الدفاعي، مع توافق سياسي على زيادته تدريجيًا ليصل إلى 5% بحلول عام 2035.
وعرض رئيس الوزراء مشاريع التحديث الجارية للقوات المسلحة، بما في ذلك شراء مركبات قتال مدرعة جديدة، وبناء سفينتين دوريتين متعددتي المهام للبحرية، وتسليم طائرات مقاتلة من طراز F-16، بالإضافة إلى أنظمة مدفعية وصواريخ متنقلة ورادارات ثلاثية الأبعاد، وأنظمة دفاع جوي وصاروخي وحلول للدفاع الساحلي. وأكد أن هذه الجهود تعزز من قدرات الردع والدفاع الخاصة بحلف الناتو على الجناح الشرقي وفي منطقة البحر الأسود.
وأشار جيليازكوف كذلك إلى مجموعة القتال متعددة الجنسيات المتمركزة في بلغاريا بقيادة إيطاليا والمدعومة من عدة دول، من بينها مقدونيا الشمالية، وإلى مجموعة مكافحة الألغام البحرية في البحر الأسود، التي ساهمت بشكل كبير في تعزيز الأمن وحرية الملاحة. كما شدّد على أهمية الممر الأوروبي العابر الثامن الذي يربط البحر الأدرياتيكي بالبحر الأسود عبر عدة دول، واصفًا إياه بأنه مشروع محوري للنمو الاقتصادي في المنطقة الأوسع، بما في ذلك غرب البلقان.
وبخصوص أوكرانيا، أكدت بلغاريا استعدادها للمساهمة في الضمانات الأمنية المستقبلية، حيث أشار جيليازكوف إلى إمكانية دعم بلاده لجهود التحالف في المجال البحري من خلال عمليات مشتركة لمكافحة الألغام في البحر الأسود، وتقديم الدعم الجوي واللوجستي للقوات الحليفة.. كما أثنى على قيادة الناتو في مبادرة Purl، التي تسهّل تزويد أوكرانيا بالمعدات العسكرية الأمريكية.
وأعرب رئيس الوزراء عن قلقه من حالة عدم الاستقرار في غرب البلقان نتيجة الاستقطاب السياسي والتوترات العرقية ونواقص المؤسسات والتأثيرات الخارجية، مؤكدًا التزام بلغاريا بالمساهمة في مبادرات مثل قوة كوسوفو (KFOR) و"يوفور-ألتيا".
وتتزامن زيارة شكرينسكا الى بلغاريا مع تمرين إدارة الطوارئ التابع للناتو، الذي ينفذ بشكل مشترك مع وزارة الداخلية البلغارية ويتضمن تدريبات عملية في مدينة مونتانا وأنشطة في قاعدة نوفو سيلو، إضافة إلى كلمة ستلقيها في "النادي الأطلسي" وعدة اجتماعات ثنائية لتقييم مساهمات بلغاريا الدفاعية والإقليمية