تحولت ملاعب الكريكت في باكستان، من أماكن للترفيه والتجمع، إلى مسارح للرعب والعنف، وفقا لاستراتيجية جديدة لتنظيم داعش الإرهابي، تهدف إلى إثارة الخوف وتقويض ثقة المواطنين في أمن بلادهم.
وفي سياق متابعة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف للأوضاع الأمنية في باكستان، تم رصد هذا التحول الخطير، حيث أعلن تنظيم "داعش – خراسان" الإرهابي مسؤوليته عن هجوم استهدف ملعبًا للكريكت في مقاطعة باجور بإقليم خيبر بختونخوا، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين بينهم طفل.
ولم يكن هذا الهجوم حادثًا فرديًا، بل يأتي امتدادًا لهجمات سابقة؛ فقد تبنى التنظيم نفسه تفجيرًا دمويًا وقع في موقف سيارات بمدينة كويتا في إقليم بلوشستان خلال تجمع لحزب سياسي، مما أسفر عن مقتل 15 شخصًا، وهو ما أثار موجة احتجاجات شعبية واسعة النطاق.
ووفقًا للمصادر الأمنية، بدأت الشرطة تحقيقًا موسعًا لمعرفة كيفية اختراق المسلحين للإجراءات الأمنية في هذه الأماكن العامة. ويأتي هذا التحقيق في ظل تصاعد كبير في أنشطة الجماعات المسلحة بالمناطق الغربية، ومحاولات تنظيم داعش بسط نفوذه في البلاد.
وتواجه الحكومة الباكستانية تحديات أمنية متشابكة، لا سيما أن هذا الوضع يثير المخاوف من عودة موجة عنف واسعة تهدد الاستقرار الداخلي.
وفي هذا السياق، أشار المرصد إلى أن استهداف الملاعب الرياضية يعكس استراتيجية ممنهجة للجماعات المسلحة، وعلى رأسها “داعش – خراسان”،ج وتهدف هذه الاستراتيجية إلى ترويع الناس في حياتهم اليومية، وزعزعة ثقتهم في قدرة الدولة على حماية مواطنيها.
وأكد المرصد أن خطورة هذه الهجمات تتزايد مع وجود احتجاجات شعبية تتهم السلطات بالتقصير، مما يضاعف الضغط على الحكومة بين مواجهة التهديدات الإرهابية واحتواء الغضب الشعبي.