افتتح المستشار الألماني فريدريش ميرتس صباح أمس الثلاثاء 9 سبتمبر فعاليات معرض ميونخ الدولي للسيارات (IAA Mobility)، الحدث الأبرز عالميا في صناعة السيارات والنقل والخدمات اللوجستية، ويستمر المعرض حتى 14 سبتمبر، جامعا تحت سقفه أحدث الابتكارات والطرز الجديدة مع تركيز استثنائي على التنقل الكهربائي والمستدام.

هذا العام يشهد المعرض تركيزا قويا على الطرازات الكهربائية الجديدة التي تقدمها كبرى الشركات الألمانية مثل بي إم دبليو، مرسيدس، فولكس فاغن، وأودي، في محاولة لتعزيز موقعها بعد التراجع الملحوظ في أرباحها خلال النصف الأول من العام الجاري، خاصة مع اشتداد المنافسة العالمية.
النسخة الحالية تسجل رقما قياسيا في عدد الشركات الصينية المشاركة، حيث يشارك 116 عارضا من الصين، بزيادة تقارب 40% مقارنة بعام 2023، وتشمل المشاركة أكثر من 30 شركة سيارات صينية، بعضها يحضر للمرة الأولى، ما يعكس رغبة صانعي السيارات الصينيين في تعزيز وجودهم التصديري في السوق الأوروبية وسط معاناتهم في السوق المحلية من فائض إنتاج وحروب أسعار.

وقد حجزت شركات كبرى مثل بي واي دي (BYD) مساحات ضخمة داخل ميونخ، منها 15 موقعاً مخصصاً لتجارب قيادة سياراتها، على الجانب الاخر، تسجل نسخة 2025 غياب شركة تسلا الأمريكية، في حين تعود الكوريتان كيا وهيونداي للمشاركة. وإلى جانب السيارات، يمتد المعرض ليشمل شركات من مجالات أخرى مثل السكك الحديدية (دويتشه بان) وصناعة الدراجات، بما يعكس تطور الحدث من معرض سيارات تقليدي إلى منصة شاملة للتنقل المستدام.
أعلن اتحاد صناعة السيارات الألماني (VDA) أن الزوار سيتمكنون من تجربة 231 طرازا مختلفا، معظمها كهربائي وهجين، مع استبعاد شبه كامل لسيارات محركات الاحتراق التقليدية.

ووصف المدير التنفيذي للاتحاد يورجن ميندل المعرض بأنه "إشارة قوة وثقة"، مؤكداً أن الصناعة الألمانية لن تترك الساحة خالية أمام المنافسة الصينية.

ومنذ انتقاله من فرانكفورت إلى ميونخ عام 2021 بسبب ضعف الإقبال، بات المعرض يرسخ حضوره في العاصمة البافارية، وأكد ميندل أن هذه النسخة ليست مجرد حدث عابر بل "جزء من قصة نجاح سنواصل كتابتها معاً".