قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن آية «وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ» من سورة الكهف تدعو لملازمة الصالحين والصبر على صحبتهم حتى تصير عادة ولذة للنفس.
الزم الصالحين تحسب إليهم
وأضاف «الجندي خلال برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة «dmc»، أن ذكر الآية جاء بعد قصة أصحاب الكهف كتمهيد لفكرة أن صحبة الصالحين كلها خير، قائلاً: "الإمام أحمد بن حنبل قال لابنه: الزم الصالحين تحسب إليهم، وإن لم تكن منهم، حتى لو لم تكن مثلهم تذكر معهم".
الصحبة الصالحة شرف ورفعة
واستشهد بذكر كلب أصحاب الكهف 5 مرات في القرآن، موضحًا: «هذا كلب، لكنه مشى مع قوم صالحين فكرمه الله بذكره في كتابه، وهذا دليل أن الصحبة الصالحة شرف ورفعة حتى لغير البشر».
الصلاة دعاء والدعاء عبادة
وأوضح الجندي أن الدعاء هو جوهر العبادة، مشيرًا إلى أن الله سمى الصلاة صلاة لأنها صلة بين العبد وربه، قائلاً: "الصلاة دعاء والدعاء عبادة، ولذلك قال تعالى: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها، أي بدعائك".
أكد أن الالتزام بملازمة الصالحين يقود إلى الهداية والاستقامة، وأن استمرار الدعاء والذكر هو أعظم ما يصل العبد بالله.
ولفت إلى أن الصلاة في بعض المواضع بالقرآن الكريم جاءت بمعنى الدعاء، مستشهدًا بقوله تعالى: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها" أي بدعائك، وكذلك قوله تعالى: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلِّ عليهم" أي ادعُ لهم.
الصلاة من الله رحمة
وأفاد بأن معنى قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا" هو الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن الصلاة من الله رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن المؤمنين دعاء.
العبد مأمور بالالتزام بالدعاء
وأضاف أن جميع ألوان الذكر في حقيقتها دعاء، مستشهدًا بقوله تعالى: "قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم". مشددًا على أن العبد مأمور بالالتزام بالدعاء وبالصحبة الصالحة، كما جاء في قوله تعالى: "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي".
وأشار الجندي إلى أن أعظم صحبة في التاريخ هي صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، مبينًا أن وصف "أصحاب النبي" جاء لملازمتهم له، وأن الأَوْلى وصفهم بأنهم من أتباعه ومريديه وأحبابه.
وتابع عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم لم تنته بوفاته، بل تمتد آثارها إلى يوم القيامة من خلال الأفعال والأقوال والاتباع الصادق لسنته، مشيرًا إلى قوله تعالى: "واعلموا أن فيكم رسول الله"، موضحًا أن المعنى باقٍ إلى يوم القيامة من خلال التزام المسلمين بمنهجه وهديه الشريف.