أكد محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، أن إسرائيل تشهد منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 تحولات سياسية وعسكرية عميقة، معتبرًا أن هذا التاريخ يمثل نقطة مفصلية في تاريخ المنطقة، وأن تداعياته مستمرة على مختلف المستويات.
العملية في الدوحة.. تحول خطير يضرب وسطاء السلام
وفي مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، أشار أبو شامة إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في العاصمة القطرية الدوحة، والتي استهدفت قيادات من حركة حماس، لا تمثل فقط تصعيدًا ضد الحركة، بل تُعد ضربة مباشرة لدولة تلعب دور الوسيط في عملية السلام، وهو ما يمثل تغييرًا خطيرًا في قواعد الاشتباك الإقليمي.
نتنياهو يستغل الهجوم لتنفيذ أجندة قديمة
قال أبو شامة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل هجوم 7 أكتوبر لتنفيذ أجندة سياسية طويلة الأمد، تشمل إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، القضاء على المقاومة الفلسطينية، استعادة السيطرة على قطاع غزة، وتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة.
حكومة إسرائيل الأكثر تطرفًا تسعى لحسم تاريخي
وشدد على أن حكومة نتنياهو الحالية تُعد من أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ إسرائيل، وتعمل بشكل مباشر على تحقيق أهداف كانت تراود الحكومات السابقة، لكنها لم تنجح في تنفيذها بالكامل، مشيرًا إلى أن الهدف النهائي هو تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء مشروع الدولة الفلسطينية بشكل كامل.
التوافق مع ترامب منح إسرائيل تفويضًا مطلقًا
اعتبر أبو شامة أن الدعم الأمريكي، لا سيما خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، منح إسرائيل تفويضًا مفتوحًا للتحرك بحرية في ملفات المنطقة، قائلًا:"هناك توافق أيديولوجي وفكري بين نتنياهو وترامب، والإدارة الأمريكية كانت تعتقد أن استخدام القوة هو الطريق نحو السلام".
واختتم أبو شامة بأن استهداف قطر، رغم كونها حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة، يحمل رسالة واضحة بأن إسرائيل لا تؤمن بالمسارات التفاوضية، وتعمل على نسف أي دور عربي أو دولي في الوساطة، واعتبار السابع من أكتوبر نقطة نهاية للقضية الفلسطينية.