قال اللواء سمير فرج الخبير والمفكر الاستراتيجي، إن العالم بأسره أدان القصف الإسرائيلي على الدوحة ، وكان آخر المواقف بالأمس في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، حيث أجمع الجميع على رفض ما جرى باعتباره اعتداءا سافرا على سيادة دولة مستقلة، حيث أنه لم تلقَ هذه الخطوة أي قبول، بل قوبلت برفض واضح وصريح.
و أوضح الخبير والمفكر الاستراتيجي اللواء سمير فرج خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أنه على صعيد التطورات القادمة، فنحن بانتظار القمة العربية الإسلامية المزمع انعقادها الأسبوع المقبل في قطر، لنتعرف على ما ستتخذه الأمة العربية والإسلامية من خطوات تجاه ما حدث.
ترامب في مأزق
و تابع، من الواضح أن ما جرى أوقع الولايات المتحدة الأمريكية في حالة من الحرج والتوتر، فهي المسؤولة عن تأمين قطر، وبالتالي ما حدث عكس تقصيرا في التزاماتها الأمنية، هذا الوضع يضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مأزق صعب، خصوصا أنه سيجتمع اليوم برئيس الوزراء القطري في نيويورك لتبرير ما جرى والتعهد بعدم تكراره.
وأضاف اللواء سمير فرج ، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جاءت بشأن عدم السماح بوجود أي عناصر لحركة حماس في أي دولة لتثير استياء المجتمع الدولي مرة أخرى، فالموقف بات أكثر حساسية، خاصة أن الدولتين الأكثر معنية بهذا الملف هما تركيا ومصر.
و أشار أنه بالنسبة لتركيا، فقد سبق لنتنياهو أن فكّر في استهداف عناصر حماس هناك، غير أن ذلك يصطدم مباشرةً مع التزامات تركيا في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث إن أي استهداف لها سيستدعي تفعيل المادة الخامسة التي تُلزم الحلف بالتصرف عسكريا ضد المعتدي.
مناورة النجم الساطع
أما عن مصر، أوضح اللواء سمير فرج أن القاهرة أرسلت رسالة واضحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يدعم إسرائيل في كل خطواتها، مفادها أنها لن تقبل بأي اعتداء ولن تقف صامتة إذا حاولت إسرائيل القيام بأي عمل ضدها.
وأضاف أن المشهد يضع واشنطن في موقف محرج، فهي تدرك جيدا مدى قوة الجيش المصري، الذي أنهى مؤخرا تدريبات "النجم الساطع" المشتركة مع الجانب الأمريكي، وهذه التدريبات تظهر بوضوح كفاءة قواتنا واستعدادهم العسكري، وهو أمر يدركه الأمريكان جيدا.
وبالانتقال إلى جزء أخر من المشهد حيث قطر، طرح اللواء سمير فرج تساؤلا عن ماذا سيحدث خلال الأيام المقبلة؟، مسترسلا بأن “نتنياهو أبدى إصراره على المضي قدما في عملياته العسكرية ضد قادة حماس، فماذا سيكون الوضع ما إذا قررت قطر سحب نفسها من موقع الوسيط في المفاوضات؟”
وواصل الخبير الاستراتيجي تصريحاته قائلا “هنا قد يكون الدور المصري حاسما، إذ إن القاهرة معنية في المقام الأول بتحقيق التهدئة في غزة وضمان إدخال المساعدات الإنسانية، خاصة مع تدهور الأوضاع حاليا”.
وتابع: يُعوَّل الموقف الآن على اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء القطري والرئيس الأمريكي، حيث من المنتظر أن يطرح الجانب القطري مطالبة بضرورة إلزام نتنياهو بفتح باب التفاوض مع حماس، ومناقشة المقترحات الأمريكية المطروحة لوقف إطلاق النار.
الموقف المصري
واختتم اللواء سمير فرج قائلا “بالنسبة للموقف المصري، فهو واضح وثابت، الجيش مستعد وقادر على الرد، وإذا ما جرى أي اعتداء أو استفزاز ضد الأراضي المصرية، سيكون الرد حاسما وقويا، فالجميع يدرك مدى قوة مصر، وسيُفكَّر ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة عدائية تجاه مصر”.