أوضحت الكاتبة الإسرائيلية إيريس إليا كوهين، في منشور لها على صفحتها الخاصة عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، أن خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير بشأن وقف إطلاق النار وإقرار السلام في المنطقة أعادها بذاكرتها إلى واحدة من أعظم اللحظات التاريخية التي شهدها الشرق الأوسط، حين زار الرئيس الراحل أنور السادات إسرائيل في أواخر السبعينيات.
أشارت الكاتبة إلى ذكرياتها الطفولية المؤثرة، حين كانت في الصف الثاني أو الثالث بمدرسة "نحشوني هحولا"، برفقة 23 طفلًا زملاءها، يسيرون خلف معلمتهم البديلة سمادر لوفوفسكي إلى بيتها القريب لمشاهدة التلفزيون، لعدم وجود جهاز في المدرسة.
وتروي إيريس كيف ازدحموا جميعا في الصالون الضيق، جلوسا على الأرض والسجاد، يترقبون بعيون متوترة لحظة البث المباشر، حتى ظهر السادات وهو يهبط من الطائرة في مطار اللد، و يلقي خطابه في الكنيست.
وأضافت كوهين أن ذلك المشهد بدا حينها معجزة حقيقية، لحظة شعر فيها الجميع، حتى الأطفال، بأن التاريخ ينقلب أمام أعينهم، وأن شيئًا غير مسبوق يحدث، يحمل الأمل بسلام طال انتظاره. ولفتت إلى أنها لا تنسى كيف أجهشت المعلمة منوحا – أكبر معلمات المدرسة سنًا – بالبكاء، رغم قبعتها الشهيرة التي كانت تميزها، وكأنها تستشعر عظمة الحدث.

وأكدت الكاتبة الإسرائيلية أنها تذكرت تلك اللحظة هذا الأسبوع وهي تتابع خطاب ترامب ، قائلة إن اللحظة بدت لها مؤثرة وباعثة للدموع، تماما كما أحست وهي طفلة تبلغ تسع سنوات أمام شاشة سمادر لوفوفسكي، وتضيف أن "المعجزة" التي صنعها السادات ما زالت تعيش في الذاكرة، وأن مبادرات السلام الراهنة، رغم كل الجدل، قادرة على أن توقظ نفس الشعور بالأمل والإيمان بأن الحروب قد تنتهي يومًا ما.