ما بين جدارية "صانعي السلام" في عهد مبارك وأيقونة السلام في عهد السيسي بشرم الشيخ، هنا يُصنع السلام لمنطقة الشرق الأوسط.
واستعدادات بمدينة السلام لاستقبال ترامب لتوقيع اتفاق سلام تاريخي بقيادة مصر
البيت الأبيض في خليج نعمة: جذور السلام منذ تحرير سيناء
على مدار عقود طويلة، ومنذ مباحثات السلام التي قادها السادات بعد نصر أكتوبر المجيد؛ وبالتحديد في المنتجع الذي أقامه البطل المصري، رجل المخابرات المصرية، رأفت الهجان، والذي أُطلق عليه "البيت الأبيض" في خليج نعمة وما زال موجودًا، وما زالت غرفة البطل المصري رأفت الهجان موجودة أيضًا. مصر التي حررت سيناء ومن بينها شرم الشيخ بقوة الجيش المصري، تبنّت السلام في سيناء من مدينة السلام شرم الشيخ. فبعد عودة طابا لحضن الوطن في 19 مارس 1989، في حرب مفاوضات وتحكيم دولي انتصرت فيها مصر انتصارًا دبلوماسيًا ساحقًا على العدو، وحصلت على آخر شبر من أرض الوطن.
جدارية "صانعي السلام": في عهد مبارك 29 عاما مصر تصنع السلام بشرم الشيخ
وفي مارس عام 1996، فور تولي بنيامين نتنياهو حكومة دولة الاحتلال، دعا الرئيس محمد حسني مبارك لمؤتمر عالمي هو "صانعو السلام"، وما زالت الجدارية الخاصة بالمؤتمر موجودة بشرم الشيخ وأصبحت مزارًا سياحيًا لكل سياح العالم؛ تُخلّد أن مصر بلد تصنع السلام في مدينة السلام التي تحررت بالحرب، وأُخذت بقوة الحرب وانتصار أكتوبر المجيد.
هذه الجدارية تعرضت عقب ثورة ٢٥ يناير للتخريب وقد جددت قبل القمة الاقتصادية بشرم الشيخ وتبرع بالتجديد واعادتها كما كانت رجل الأعمال محمد ابو العينين لتثبت مصر إنها دائما متمسكة بالسلام
أيقونة السلام: عهد الرئيس السيسي سلام وقوة اقتصاد 19 عاما بين جدارية صانعي السلام و أيقونة السلام
وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي انتصر على الإرهاب في سيناء، دعا في مدينة السلام شرم الشيخ لمؤتمر اقتصادي عملاق في نفس شهر عودة طابا لحضن الوطن، ونفس موعد مؤتمر صانعي السلام الذي عُقد في 13 مارس 2015، وكان قد تم تجهيز "أيقونة السلام" في مدينة شرم الشيخ لتكون شاهدة على عصر سلام جديد من مدينة السلام.
توقيع اتفاق تاريخي: سلام غزة في ذكرى نصر أكتوبر
ومن المفارقات الرائعة التي أبهرت العالم، أنه في الذكرى الـ 52 لنصر أكتوبر المجيد، تقود مصر مفاوضات انتظرها العالم على مدار عامين لإنهاء الحرب على غزة التي راح ضحيتها 67 ألف شهيد وخسارة أكثر من 70 مليارًا. عُقدت المباحثات رغم أنف العدو في ذكرى نصر أكتوبر المجيد، على أرض مدينة السلام التي استُردت بقوة الجيش المصري، وفي ذكرى طوفان الأقصى الذي شنته المقاومة الفلسطينية على المحتل وكبّدته خسائر فادحة، وقامت بأسر جنود الاحتلال. في ذكرى نصر أكتوبر المجيد وذكرى طوفان الأقصى، عُقدت بشرم الشيخ مفاوضات ناجحة قادتها مصر، واتجهت أنظار العالم صوب مدينة السلام التي يُقرر بعدها إنهاء الحرب على غزة لكي يفرح العالم والشعوب التي طالما خرجت في مظاهرات تندد بجرائم المحتل قاتل الأطفال والمرضى والمدنيين. وتعددت مظاهر الفرحة التي انطلقت من مدينة السلام "شرم الشيخ" لتعم العالم العربي والإسلامي فرحة كبيرة، وقد أقلعت الطائرات المصرية في سماء شرم الشيخ، مدينة السلام، لتحمل أعلام مصر وفلسطين، وترفرف أعلام مصر وفلسطين في سماء سيناء التي كانت دائمًا مكانًا للسلام وأمان العالم العربي والشرق الأوسط.
مدينة السلام: استعداد لاستقبال ترامب وإقرار الاتفاق
وتستعد مدينة شرم الشيخ، مدينة "السلام"، لاستقبال الوفود الأمريكية والدولية استعدادًا لحضور الرئيس الأمريكي ترامب لتوقيع اتفاقية السلام التي تُنهي الحرب على غزة، وسط ارتياح عالمي للتوصل للاتفاق. وأعرب مواطنو جنوب سيناء عن فرحتهم بالتوصل إلى السلام من أرض السلام شرم الشيخ.
شرم الشيخ: وجهة عالمية للأمن والسياحة
وقالت شيرين الهواري، عضو المجلس القومي للمرأة والخبيرة السياحية بشرم الشيخ، إن فرحة العالم انطلقت من أرض السلام بشرم الشيخ بعد أن نجحت مصر في وقف الحرب على غزة. وأضاف سيد المالكي، مدير مكتب سياحي بشرم الشيخ، أن السياح يعرفون أن مدينة شرم الشيخ مدينة سلام وأمان منذ مؤتمر صانعي السلام في 1996، ويقفون أمام جدارية صانعي السلام ويلتقطون الصور التذكارية. وأشار أحمد أبو عقرب، مرشد سياحي، إلى أن شرم الشيخ مشهورة عالميًا بأنها بلد الأمن والسلام، وتقود منطقة الشرق الأوسط للسلام، ولذلك أُطلق على كثير من المزارات اسم "السلام"، مثل شارع السلام الأشهر بشرم الشيخ الممتد من خليج نعمة إلى أيقونة السلام، وكذلك حديقة السلام التي بالقرب من قاعة المؤتمرات الكبرى وبها متحف للسلام وجدارية صانعي السلام العملاقة التي ضمت كل رؤساء وزعماء العالم وأيقونة السلام. وأكد خالد أحمد، الخبير السياحي، أنه ما زال "البيت الأبيض" موجودًا في خليج نعمة، والذي شهد أول مباحثات سلام قادها الزعيم محمد أنور وحتى قبل استلام الأرض من المحتل، مشيرًا إلى أنه توجد بانوراما صور للزعيم الراحل محمد أنور السادات أثناء مباحثات السلام مع مناحم بيغن.