قال المستشار نشأت عبد العليم، عضو الأمانة العامة بحزب “الإصلاح والنهضة”، وأمين تنظيم محافظة أسيوط بالحزب، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة وثيقة وطنية تزاوج بين الإيمان المطلق والتفكير الاستراتيجي العميق، ويُمثل هذا الخطاب نموذجًا فريدًا للقيادة التي تضع النجاحات تحت مظلة العناية الإلهية أولًا، ثم تُحمل الشعب مسؤولية التحمل والوعي كشرط للنجاح.
وأضاف "عبد العليم"، في بيان، أن القوة الدافعة للخطاب تكمن في تكراره المؤثر والقاطع حتى بالقسم على أن نجاة مصر بعد 2011 لم يكن بفعل بشري، بل بـ"كرم من ربنا" و"إرادة ربنا"، وهذا التواضع الإيماني من رئيس الدولة ليس مجرد بلاغة، بل هو تأصيل لقاعدة الثقة في حارس السماء، ويُبعد الشكر عن الذات ليوجه إلى الخالق، وهذا المنهج يُرسخ في وعي الشعب أن الدولة محفوظة إلهيًا، وهو ما يمنح طاقة نفسية هائلة لمواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن إقرار الرئيس السيسي بأن "محدش يقدر يحمي بلدنا زي ما ربنا حماها" يُعد قمة الإجلال والاعتراف بالفضل، وهو مبدأ "من حمده زاده" الذي أكد عليه الرئيس.
وأوضح أن أهم ما يُميز خطاب الرئيس السيسي هو الانتقال السلس والمُقنع من الجانب الإيماني إلى الجانب العملي الاستراتيجي، حيث وضع الرئيس أزمة مصر الاقتصادية في إطار الحرب، مؤكدًا أن الحروب لها صور مختلفة وما نحن فيه هو حرب لتغيير واقعنا الاقتصادي، وهذا يُمثل رؤية قيادية واضحة تحول الإحباط العام من الأوضاع المعيشية إلى جهد وطني منظم لمواجهة حرب.
ولفت إلى تأكيد الرئيس السيسي على أن الحرب ليست بالسلاح فقط، بل بالمعرفة والاقتصاد والعلم والوعي والإرادة وبالثقة والتحمل، وهذا يعكس إدراكًا عميقًا بأن حرب الأجيال الراهنة تُدار بالمعلومات وتشويه الوعي، موضحًا أن الرئيس السيسي خاطب الشعب بصدق نادر، مشددًا على أن "التحدي كبير قوى ولا بد إننا نجتهد ونعمل أقصى جهد بيكم إنتم بتحملكم"، وهذا الإقرار بأن العبور يعتمد على قلب وإرادة المواطنين، إلى جانب الرغبة الجادة من الدولة يضع الجميع في خندق واحد لمواجهة الأزمة.
ونوه بأن كشف الرئيس السيسي عن التكلفة الباهظة للحفاظ على الدولة هو درس للتاريخ وتذكير بثمن الاستقرار، كما أن موقفه الحكيم تجاه أزمة غزة، بتأكيده على عدم تضييع مقدرات ومستقبل 110 ملايين مواطن مصري في فكرة أو وجهة نظر يُجسد أعلى درجات المسؤولية الوطنية والقومية.
وأكد أن خطاب الرئيس السيسي يُعد بمثابة خريطة طريق للمرحلة المقبلة، عنوانها الثقة في إرادة الله والعمل بأقصى جهد، وهو ما يُشعل الإرادة الوطنية المطلوبة لتجاوز الظروف الصعبة.