ضرب زلزال قوي بلغت شدته 6.1 درجة على مقياس ريختر، ولاية باليكسير غرب تركيا، مساء اليوم الإثنين؛ ما تسبب في حالة من الذعر بين السكان، وشعور واضح بالهزة في عدد من المدن الكبرى التركية.
وأكدت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD)، أن الزلزال وقع في تمام الساعة 10:48:29 مساءً بالتوقيت المحلي، وكان مركزه على بعد 10 كيلومترات جنوب شرق منطقة بيجاديتش في ولاية باليكسير، وعلى عمق ضحل نسبيًا بلغ نحو 7 كيلومترات فقط.
ووفقًا لما أعلنته إدارة الكوارث والطوارئ التركية، فقد استمرت الهزة الأرضية لمدة تصل إلى 45 ثانية، شعر بها السكان في دائرة نصف قطرها 300 كيلومتر، شملت مدن كبرى مثل إسطنبول التي تبعد حوالي 200 كيلومتر شمال غرب مركز الزلزال، ومدينة إزمير الواقعة على بعد 150 كيلومترًا جنوب غرب باليكسير.
وخلال تلك اللحظات، تمايلت المباني الشاهقة في بعض المناطق، وأخلَى آلاف السكان منازلهم ومكاتبهم إلى الشوارع في مشهد أعاد للأذهان زلازل تركيا السابقة.
إصابات طفيفة وأضرار مادية محدودة في باليكسير
ذكرت وسائل الإعلام التركية، نقلًا عن إدارة الكوارث، أن الزلزال لم يسفر عن أي وفيات حتى الآن، إلا أنه تسبب في 15 إصابة طفيفة نتيجة التدافع والسقوط أثناء محاولة المواطنين الهروب من المباني.
كما تسببت الهزة في تصدع جدران أكثر من 200 مبنى في مناطق متفرقة من باليكسير، وتضرر عدد محدود من الطرق والمنشآت الخدمية.
وأوضحت السلطات أن فرق الإنقاذ والطوارئ انتشرت في موقع الزلزال على الفور، وبدأت في فحص المباني المتصدعة والتأكد من سلامة البنية التحتية، مشيرةً إلى أن الزلزال لم يؤثر على شبكة الكهرباء أو الغاز الطبيعي.
البحوث الفلكية: زلزال تركيا على بعد 867 كيلومتر شمال مرسى مطروح
وفي مصر، أعلنت الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أنها سجلت الهزة الأرضية التي وقعت في غرب تركيا بوضوح على الأجهزة، دون أن يشعر بها أحد داخل الأراضي المصرية.
لا خطر على مصر من زلزال تركيا
قال الدكتور طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، إن مركز الزلزال يقع على بعد 867 كيلومترًا شمال مدينة مرسى مطروح، مؤكدًا أن هذه المسافة كافية لتبدد الموجات الزلزالية الضعيفة قبل وصولها إلى الأراضي المصرية.
وأضاف رابح أن مصر بعيدة تمامًا عن نطاق التأثير المباشر للنشاط الزلزالي التركي؛ نظرًا لاختلاف طبيعة الصفائح التكتونية بين منطقتي الأناضول وشرق البحر المتوسط.
وأشار إلى أن المعهد يتابع على مدار الساعة أي نشاط زلزالي قد يحدث في المنطقة، مؤكدًا أن الأوضاع مستقرة تمامًا داخل مصر، ولا توجد أي احتمالات لوقوع تأثيرات جانبية من زلزال تركيا.
وتُعد تركيا من أكثر دول العالم عرضة للزلازل؛ بسبب موقعها الجغرافي عند التقاء الصفائح التكتونية الأوراسية والأناضولية والعربية، وهو ما يجعلها تقع على خطوط صدع نشطة مثل صدع شمال الأناضول وصدع شرق الأناضول.
ويقول خبراء الجيولوجيا إن الطاقة المتراكمة بين هذه الصفائح، تتحرر من حين لآخر على شكل هزات أرضية متفاوتة الشدة، وهي ظاهرة طبيعية تشهدها تركيا بشكل متكرر، خصوصًا في المناطق الغربية والجنوبية من البلاد، أما بالنسبة لمصر، فهي تقع خارج نطاق تلك الصفائح النشطة، ولذلك فإن احتمالية تأثرها مباشرة بزلزال تركيا ضعيفة للغاية.