شهدت محكمة الأسرة بمحافظة سوهاج واقعة غريبة من نوعها، بعدما تقدّمت سيدة في الثلاثين من عمرها بدعوى "طلاق للضرر"، متهمةً إياه بإهمالها نفسيًا ومعنويًا وحرمانها من أبسط صور التواصل الإنساني، إذ لم يعد يتحدث معها إلا عبر الهاتف رغم أنهما يعيشان في منزل واحد.
تفاصيل القضية
وتعود تفاصيل الدعوى إلى ما روته الزوجة "هـ. م" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، قائلةً:" تزوّجته منذ خمس سنوات، وكان في البداية كثير الحديث والمزاح، لا يمر يوم إلا وتجمعنا جلسة طويلة نحكي فيها تفاصيلنا الصغيرة، لكن منذ عامٍ تقريبًا تغيّر كل شيء، صار يجلس في غرفته أغلب الوقت، يحمل هاتفه ويتحدث معي من خلاله وكأننا غرباء يعيش كلٌّ منا في عالمه".
وأضافت ونبرة الحزن بصوتها تتعالى حتى الوصول إلى البكاء:" كنت أضع الطعام أمامه فلا ينظر إليّ، وإن أردت أن أسأله عن أمرٍ ما، يرسل لي رسالة على تطبيق (واتساب) بدلاً من الرد بصوته، حتى أصبح بيننا جدار من الصمت قتل المودة والرحمة.. لم افهم لماذا يفعل ذلك وعند سؤاله يرد قائلًا: بحب اكتب أكثر من أن اتحدث".
وأكدت الزوجة في دعواها أنها حاولت إصلاح الحال أكثر من مرة، إلا أنه كان يرفض الحوار تمامًا، واعتبر حديثها "إزعاجًا"، ما جعلها تعاني من حالة نفسية سيئة، دفعتها في النهاية إلى طلب الطلاق للضرر، معللةً بأن السكوت الطويل أشد إيلامًا من الصراخ.
وبسؤال الزوج أمام المحكمة، نفى الإهمال أو الضرر، مؤكدًا أنه يفضّل الهدوء ولا يحب "الثرثرة"، مشيرًا إلى أنه لم يسيء إليها ماديًا أو جسديًا، وأن ما تزعمه مجرد "مبالغات نسائية".
وبعد تداول الجلسات وسماع أقوال الطرفين، قررت المحكمة حجز الدعوى للحكم، وسط اهتمام واسع من الجميع؛ لأن السبب غير مألوف لكنه يعكس ما تعانيه بعض الأسر من برود عاطفي وجفاف في التواصل الإنساني.



