أعلنت سلطات هونغ كونغ، اليوم الجمعة، أن عمليات البحث والإنقاذ داخل مجمع سكني ضخم اندلع فيه حريق هائل منذ الأربعاء أصبحت "قريبة من الاكتمال"، بعدما ارتفع عدد الضحايا إلى 94 قتيلًا، في واحدة من أسوأ الكوارث التي تضرب المدينة منذ عقود، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين.
واندلع الحريق في مجمع وانج فوك كورت السكني بمنطقة تاي بو شمالي المدينة، قبل أن يمتد سريعًا إلى سبعة من أصل ثمانية أبراج تضم أكثر من 4,600 ساكن. واستمرت النيران مشتعلة لأكثر من 24 ساعة، وسط جهود مكثفة من فرق الإطفاء للوصول إلى المحاصرين.
عمليات إنقاذ مضنية
وقال نائب مدير خدمات الإطفاء في هونغ كونغ، ديريك أرمسترونغ تشان، إن فرق الإنقاذ تعمل على اقتحام جميع الوحدات في الأبراج السبعة للتأكد من عدم وجود مزيد من الضحايا، مشيرًا إلى أن الأولوية كانت للشقق التي وردت منها أكثر من 20 نداء استغاثة أثناء الحريق دون أن تتمكن الفرق من الوصول إليها في حينه.
وخلال صباح الجمعة، توافدت المزيد من العائلات إلى مركز مجتمعي قريب للتعرف إلى الجثث التي تنتشل تباعًا من المباني المحترقة، فيما لم تعلن السلطات سوى عدد محدود من أسماء الضحايا حتى الآن.
مواد شديدة الاشتعال وراء تفاقم الكارثة
وترجح التحقيقات الأولية أن السقالات المصنوعة من الخيزران التي كانت تغطي المبنى خلال أعمال تجديد مستمرة منذ سنوات لعبت دورًا كبيرًا في انتشار النيران، إلى جانب غطاء شبكي أخضر التف حول الأبراج، ومواد ستايروفوم شديدة الاشتعال استخدمت في تغطية نوافذ المصاعد.
وقد اعتقلت الشرطة ثلاثة أشخاص من شركة مقاولات تعمل في المشروع، فيما يحقق مكتب مكافحة الفساد والشرطة في مدى الالتزام بمعايير السلامة خلال أعمال الصيانة.
غضب شعبي ومطالب بتشديد القوانين
وأثار الحريق موجة غضب واسعة في هونغ كونغ، خصوصًا أنه يعد الأكثر دموية منذ أكثر من 70 عامًا. ودعا خبراء في السلامة المهنية إلى ضرورة تعديل القوانين الحالية، التي لا تلزم قطاع البناء باستخدام مواد مقاومة للهب بشكل قانوني، بل تكتفي بإدراج الأمر في "مدونات ممارسة" غير ملزمة.