قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الكرملين يؤيد توبيخ واشنطن لتقارير رويترز "الكاذبة"

اتفاق نادر بين موسكو وواشنطن
اتفاق نادر بين موسكو وواشنطن

في خطوة تعكس حالة من التوافق النادر بين الكرملين والإدارة الأمريكية الجديدة في عام 2025، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، تأييد بلاده الكامل للتصريحات التي أدلت بها مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، تولسي غابارد، والتي وصفت فيها تقريراً لوكالة "رويترز" بأنه محض "أكاذيب وبروباغندا". 

وكان التقرير المذكور قد زعم، نقلاً عن مصادر مجهولة، أن روسيا تخطط لغزو دول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) واستعادة أجزاء من "الإمبراطورية السوفيتية السابقة"، وهو ما نفاه الطرفان بشدة.

بيسكوف: استخبارات تبني استنتاجاتها على أوهام

أكد ديمتري بيسكوف أن الادعاءات التي ساقتها الوكالة البريطانية لا تمت للواقع بصلة، مشيراً إلى أنه حتى لو كانت هذه المعلومات مستقاة من وثائق استخباراتية أمريكية، فإن ذلك يعني أن أجهزة الاستخبارات "قد تقع في فخ التقييمات الخاطئة والبحوث غير الدقيقة". 

وأضاف بيسكوف أن موسكو لم ولن تهدد أي دولة في الناتو، واصفاً هذه السيناريوهات بأنها "هراء" يهدف إلى إثارة المشاعر المعادية لروسيا في أوروبا وتبرير سياسات التصعيد العسكري التي ينتهجها قادة الحلف.  

تولسي غابارد تهاجم "دعاة الحرب"

من جانبها، شنت مديرة الاستخبارات الأمريكية تولسي غابارد هجوماً لاذعاً على وكالة رويترز، واتهمتها بالترويج لـ "أجندة دعاة الحرب" الذين يسعون لتقويض جهود الرئيس دونالد ترامب لإنهاء النزاع في أوكرانيا.

 وقالت غابارد إن الحقيقة التي تؤكدها التقارير الاستخباراتية الموثوقة هي أن "روسيا تسعى جاهدة لتجنب حرب شاملة مع الناتو"، وأن قدرات روسيا العسكرية الحالية، كما أظهرت سنوات الحرب الأخيرة، لا تسمح لها بغزو واحتلال أوكرانيا بالكامل، فكيف لها أن تغزو أوروبا؟

خلفيات الصراع المعلوماتي

يرى الكرملين أن تسريب مثل هذه التقارير "المغلوطة" لوسائل الإعلام العالمية هو جزء من محاولة أجهزة استخباراتية غربية (وتحديداً بريطانية) لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا وعرقلة أي مساعٍ للسلام. 

ولفتت الاستخبارات الخارجية الروسية (SVR) سابقاً إلى أن هناك أطرافاً في الغرب تخشى من التقارب المحتمل بين ترامب وبوتين، ولذلك تلجأ لنشر تقارير "تفتقر إلى المصداقية" لتصوير روسيا كخطر وجودي دائم على القارة الأوروبية، وهو ما ينسجم مع رؤية غابارد التي تتهم "الدولة العميقة" في واشنطن بالعمل ضد سياسة الرئيس.

الحقيقة كضحية للنزاع

ختاماً، يعكس هذا السجال الإعلامي عمق الصراع على "الرواية الرسمية" للأحداث الدولية في عام 2025. فبينما تحاول وسائل إعلام تقليدية تسليط الضوء على "نوايا توسعية" مفترضة لبوتين، تبرز جبهة جديدة تضم مسؤولين من واشنطن وموسكو ترفض هذه السردية وتعتبرها أداة لاستمرار "حرب الوكالة". 

ويبقى السؤال قائماً: هل ينجح التنسيق الجديد بين الكرملين وإدارة ترامب في تحجيم نفوذ الأجهزة والوسائل الإعلامية التي تصفها غابارد بأنها "محرضة على الحرب"؟