ماذا أفعل إذا لحقت الإمام في الركوع؟ إذا دخلت المسجد والإمام في الركوع، فإنك تكبر للإحرام وأنت قائم، ثم تهوي لـ الركوع مباشرة، ولا تقف لتقرأ دعاء الاستفتاح، وتعتد بتلك الركعة، وتسقط عنك قراءة الفاتحة في هذه الحال، لأن من أدرك الركوع فقد أدرك الركعة في قول جماهير العلماء.
حكم من أدرك الإمام وهو راكع
أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم من دخل صلاة المغرب والإمام في الركعة الأولى، وأدرك الإمام في الركوع، لكنه وقف وقرأ الفاتحة ثم لحق الإمام في السجود، وهل تصح صلاته وتُحسب له الركعة؟.
وقال أمين الفتوى، إن من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أن ثواب صلاة الجماعة يُدرك حتى لو لحق الإنسان الإمام قبل التسليم بلحظة، مشيرًا إلى أن الذي يصلي الجماعة من أول الصلاة إلى آخرها له أجر أعظم، لكن من أدرك الإمام في أي جزء قبل السلام تنعقد له صلاة الجماعة ويأخذ ثوابها.
متى تدرك الركعة في الصلاة؟
وأوضح أن الركعة تُدرك إذا لحق المأموم الإمام وهو قائم يقرأ الفاتحة أو وهو راكع، أما إذا دخل والإمام قد اعتدل من الركوع فلا تُحسب له هذه الركعة، ويكمل مع الإمام لكنها لا تُعد من عدد ركعات صلاته.
حكم من أدرك الركوع ولم يقرأ الفاتحة
وأكد أن من جاء والإمام راكع فالسنة والصواب أن يكبر تكبيرة الإحرام ثم يركع مباشرة دون قراءة الفاتحة، لأنه لم يدرك الإمام في محل قراءتها، موضحًا أن قراءة الفاتحة في هذه الحالة خطأ، فإذا وقف المأموم يقرأ الفاتحة حتى يرفع الإمام من الركوع أو ينزل للسجود، فإن هذه الركعة لا تُحسب له.
وأشار إلى أن بعض الفقهاء، ومنهم الشافعية، يرون أن وجود فاصل طويل بين الإمام والمأموم يصل إلى ثلاثة أركان قد يؤدي إلى بطلان الاقتداء أو الجماعة، ما يجعل الصلاة على خطر البطلان، خاصة إذا كان الإمام في السجود والمأموم لا يزال يقرأ الفاتحة.
وأبان أن القاعدة الواضحة هي: إذا دخل المأموم الصلاة ووجد الإمام في حالٍ ما، فإنه يدخل معه فيما هو فيه دون تأخر، فإن وجده راكعًا ركع، وإن وجده ساجدًا سجد، وإن وجده قائمًا يقرأ الفاتحة قرأ معه، وبذلك تصح صلاة الجماعة ويصح الاقتداء، وتكون الصلاة سليمة صحيحة بإذن الله تعالى.
حكم إدراك الإمام في الركوع
نبه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على أن جمهور أهل العلم رأى أن من أدرك الإمام وهو راكع، فركع معه قدرًا يحقق الطمأنينة فتحسب له ركعة رغم أنه لم يقرأ الفاتحة.
صحة حديث من أدرك الركوع فقد أدرك الركعة
واستشهد «ممدوح» بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِذَا جِئْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ وَنَحْنُ سُجُودٌ فَاسْجُدُوا وَلا تَعُدُّوهَا شَيْئًا، وَمَنْ أَدْرَكَ الرَّكْعَةَ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاةَ» رواه أبو داود (893).
وأوضح في شرحه للحديث: أنه إذا دخل المصلي المسجد والإمام في الصلاة دخل معه على أي حال كان؛ في القيام أو الركوع أو السجود أو بين السجدتين، مضيفًا فإذا دخل مع الإمام في السجود فلا تسحب ركعة أما إذا دخل معه في الركوع فتحسب ركعة.



