قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الشباب وكسر تابوهات الكتابة القديمة


الناقد فى حقيقة أمره هو القاضى الأدبى فى عصر يتسم بالعدالة والموضوعية، ومطلوب من الناقد عدة أدوار، تبدأ بتقييم ما هو موجود بالفعل والتبشير بالقادم الجديد، بأشكاله الأدبية، وفى مناهج ونظريات النقد، مطلوب منه أن يعطى الكاتب وعيا بما يكتب ليتجاوز السلبيات والخطايا، ويعيد ويبصر الأجيال الجديدة بما يمكن أن يؤدوه من أدوار، ويزداد الناقد أهمية حين يعمل أستاذا فى الجامعات والمعاهد العلمية، أو مدرسا فى المدارس، حيث يتعامل مع قطاعات كبيرة ومثقفة ومتميزة من الأجيال المعاصرة.
ولقد بدأت حياتي شاعرا ومسرحيا ودخلت قسم اللغة العربية لهذا السبب، لكن النقد الأدبي جذبني وتحول إلي مهنة وهواية وتخصص، ورغم ذلك، لم أفقد صلتي بالإبداع الشعري والمسرحي بل كنت أكتب دون أن أنشر وكنت في بعض الظروف أنشر لسبب مؤتمر أو احتفال.
والنقد الأدبى فى العالم العربى الآن فى حالة صعبة تحتاج إلى الانعاش، وربما اهتم النقاد فى الفترة الأخيرة بالكتابات السردية، خاصة بعد حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، وبعد أن ترجم الأدب العربى إلى اللغات الأوربية، ومع ذلك وقع الشعر ونقد الشعر فى هوة سحيقة لأن الرموز الشعرية الكبيرة تراجعت والأجيال التالية لم تتبلور هويتها حتى الآن باستثناءات قليلة فى قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، لكنى أزعم ان صحوة جديدة سوف تصيب الساحة النقدية العربية خلال الفترة المقبلة بتعاون أجيال متعددة يشعرون مثلى بهبوط المستوى العام للنقد الأدبى، وهى حالة خطيرة لم نعهدها منذ قرن تقريبا.
وإذا كان من حق كل جيل التمايز عن الأجيال المعاصرة له؛ فإن جيل الشباب الذى يتحرك بين الخاسة والعشرين والخامسة والثلاثين، يسعى بصدق إلى كسر الكتابة القديمة، وتجاوز المحظورات بما فيها المقدسات، وبما فيها الشكل القصصى والروائى الحداثى، هناك أشكال من الكتابة الروائية تتخذ شكل المتواليات المستقلة المنفصلة، وهناك شكل من الكتابات تشبه كتابات السيناريو، وهناك أشكال من الكتابة تعتنى جدا باللغة وتعتقد ان اللغة الشفافة والشعرية لتوصيل رسالة الكاتب الى المتلقى.
أيضا أصبح كثير من الكتاب يملكون جرأة معالجة الموضوعات دون حذف، بما فيها قضايا السياسة والدين والجنس، ويشاهد أيضا فى الآونة الأخيرة عددا كبيرا من الأعمال ينتمى الى أدب السيرة الذاتية، وروايات من التاريخ الفلسفى والعقائدى، وحتى إن شكل النوفيللا، الذى كان محببا من جيل السبعينيات وما بعده، انكسر هذا الشكل، واتجهت الكتابات الجديدة إلى كتابة الرواية المديدة، وليس الكتابة قصيرة النفس، إذن يمكن القول ان هناك تطورا فى السرد العربى لدى الشباب الآن، واعتقد أنهم عبروا عن أنفسهم فى تمايز يحسب لهم.