قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن مصر ليس بلدا صنعته الأموال أو الأطماع وإنما هي بلد صنعه التاريخ، وحضارة الشعب المصري التي لا تعد بمئات السنين، بل حضارة 7 آلاف أو تزيد.
وأضاف الطيب في كلمته باحتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف، برئاسة الجمهورية، اليوم الأحد أنه لا ينبغي أن نظن بأن موروثنا الحضاري تبدد أو تلاشى إلى غير رجعة، فهو مستعد للعودة إذا ما توفرت له الحرية والعدل والاستقرار، مؤكدا أن مصر تستحق من كل الشرفاء والعقلاء في الداخل والخارج دعمها والتصدي لدعاة العنف والتكفير وترويع الآمنين.
وتابع الطيب قائلا "إن ترويع الناس محرم في الإسلام، أما قتلهم وتفجيرهم فحرمه الإسلام بشدة لم يعرفها أي دين أو نظام آخر، وأن من يحارب المجتمع باعتباره كافرا، "ضال" وعليه أن يعود لرشده ووطنه، وعلى المخدوعين أن يفيقوا من سكرتهم ويعودوا إلى رشدهم ووطنهم".
وأضاف أن عليهم أن يعلموا أن هذه الجرائم أساءت إلى الإسلام كثيرا وشوهت صورته وقدمت لأعداء الإسلام والمسلمين صورة كريهة عن الإسلام الحنيف، وشوهت صورة الرسول "عليه أفضل الصلاة والسلام" في أعين أعدائه وصورته في صور تخطت حدود الأدب والذوق ووحشية لا حدود لها.
وتابع أن مصر التي أوصى بها سيدنا محمد وذكرها الله في كتابه، واختصها الله بالأزهر الشريف الذي يحافظ على تراث المسلمين، وسيظل منارة للعالم العربي والإسلامي كلها، ومصر تستحق من كل الشرفاء والعقلاء في الداخل والخارج، أن تلقى منهم الدعم والتأييد".
واختتم كلمته، قائلا "نؤكد أن مشروع الدستور الذي ستخرجون للتصويت عليه، هو دستور شارك الأزهر بمجموعة من علمائه في صنعه وصياغته، وأطمئن بأن هذا الدستور جاء محققا لطموحات الشعب المصري في تطبيق الشريعة الإسلامية".