هل يمكن تقسيم أرض الكنانة

تداولت الأخبار تفسيراً لتصرفات جماعة الإخوان المعزولة بشأن إنشاء الإمارة الإسلامية التي يسعون إليها تنفيذاً لأفكار الشيخ حسن البنا عند إنشاء الجماعة و أن أثر إقامة هذه الأمارة أنها سوف تكون منطقة معزولة داخل حدود مصر وأن باقي أرض الكنانة سوف تتحول إلي دويلات سواء كانت عرفية أو دينية أولبرالية، وواقعياً أن هذا الفكر هو صحيح أفكار جماعة الإخوان وأن ما انتهجه محمد مرسي في رئاسته للبلاد كان جميعه يتمحور في اتمام هذه الخطة وتوضيحاً لهذا توجهوا الى عدة كيانات دولية وليس تحويل الدول بكاملها الى إمارة اسلامية.
هو أن المصريين على النحو الذي أسفرت عنه الأيام بعد عزل الجماعة وبأعداد كبيرة لا تتماشي وفكر الإمارة الاسلامية حتى من هم متغالون في الحفاظ علي الهوية الدينية للمجتمع ومن ثما فإن التقسيم أصبح لديهم أمرا جوهرياً لإتمام ما يبتغونه.
ويبقى السؤال قائم، هل يمكن أن تنقسم مصر لتكون عدة دول ؟! و إذا كان الأمر ممكن فكيف يحدث هذا؟ الإجابة على الشق الأول أمرا لا يحمل ثمة صعوبة فالثابت أن مصر منذ أن توحدت فى عصر مينا موحد القطرين لم تقسم على الرغم من أنها قد احتلت فى فترات طويله من غزاة وكانت فكرة التقسيم قائمة لديهم لاستقرار حكمهم الا أن الشعب المصرى وهو شعب يرتبط بالمكان ارتباط قد يصل الى مرحله الاندماج بين المصرى وأرضه ولننظر جميعا الى المصريين فى الخارج كيف يفكرون وكيف ينظرون الى مصر باعتبارها المستقر سواء اثناء حياتهم او لحظة مماتهم ويكون مؤدى ذلك أن الإنسان المصرى أي ما كانت ديانته او أيدلوجيته او جنسه يعشق هذه الأرض وليس المكان الذى يقيم فيه فأرض مصر هى مبتغى كل المصريين ولا شك أن عبارة أرض الكنانة تدل دلالة قاطعة أن مصر هى قلب ينبض لكافة المصريين ومن ثما فإجابةً على الشق الأول فهناك استحالة تاريخية وموضوعية وبشرية ونفسية أن يتم تقسيم البلاد فى أى مرحلة من المراحل.
اننا ونحن نتنهى من الجزء الأول من السؤال فلا مكان لبحث الجزء الثانى حيث إنه ليس هناك موضعاً لبحث كيف تنقسم مصر يستفاد من ما سبق انت المخطط الأجنبى الذى سعى دون دراسة بطبيعة الشعب المصري والذى يتعلق بتقسيم مصر كان محكوم عليه بالفشل منذ ولادته بل التوجه نحو جماعة الإخوان لمنحهم توكيل عام ليقومون باستخدامه لتقسيم مصر كان يمثل فكر غبياً قد حكم على من ابتدعوه بالفشل فمن فكر لا يملك ومن أوكل بتنفيذه منعدم المقدرة ويبقى امرا واحدا هو أن ارض الكنانة باقية ما بقيت الدنيا قائمة موحدة ما بقيت الإنسانية متواجدة على أرض هذا الكوكب فمصر كما قيل ليس وطن نعيش فيه بل هى وطناً يعيش فينا.