وفاء نور تكتب: ثورة ولا انقلاب

كأن الثورة فى بلاد العرب قدر مكتوب لا بد أن يصيب الجميع، ذاقته مصر وليبيا وسوريا، وحانت اللحظة التى تدق فيها الثورة طبولها للمرة الأولى فى قطر، وبنفس المنهج الذى انتهجه ثوار الربيع العربى ، حيث أعلن نشطاء قطر عن أن ثورتهم ستبدأ يوم 30 مارس للإطاحة بالشيح حمد بن تميم من الحكم.
وقد أعلن النشطاء عن قيام ثورتهم من خلال حركة "تحرير قطر" , التى وضعت خارطة تسير عليها يوم 30 مارس الجاري، لإسقاط نظام الشيخ تميم بن حمد، حيث نشرت الحركة عبر صفحتها على الفيس بوك "اقترب اليوم الذي سيتخلص فيه شعب قطر من حكامه الطغاة الظالمين، الذين خانوا الوطن والدين من آل ثانى الذين أباحوا تراب قطر للأمريكيين، وعزلوا الدوحة عن أشقائهم في الأمة العربية، وأهانوا كرامة قطر، وأصبحت الآن توصف دولة قطر في ظل حكمهم بالخيانة والعمالة.
كما دعت الحركة الشعب القطري للخروج في كل ميادين قطر، حتى يصعب على مرتزقة النظام مواجهتم "على حد قولهم".
وفى نبذة سريعة عن تاريخ الأسرة الحاكمة بقطر يتضح أن أسرة آل ثانى تحكم منذ القرن التاسع عشر الميلادي، وقد تولى تميم الحكم بعد عزل والده له من الحكم الذى استولى عليه أيضا بعد انقلابه على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى أثناء تواجده بالخارج. والذى سمح بوجود قاعدة السيلية فى قطر وهي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط والتي ساهمت بشكل كبير في الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان.
يقال إن اختيار توقيت انطلاق حركة "تحرير قطر" جاء في ظل الغضب والعزلة التي تفرضها الدول الخليجية على قطر من خلال سحبالسعودية ,الإمارات، البحرين" سفراءها من الدوحة، مما تسبب في غضب شعبى كبير تجاه سياسات الأسرة الحاكمة وغضب عربى كامل من سياستها الإقليمية والدولية. كل هذا قد أشعل شرارة الثورة فى نفوس الشباب الطامح فى التغيير رافضا لسياسات قطر التى عزلتهم.
فيما ترددت أقاويل عن أن شقيق تميم الأكبر"مشعل" خلف هذه الحركة بالتعاون مع والده الذى عزلته زوجته وابنه , والشيخ جاسم آل ثاني رئيس الوزراء السابق الذى خدعته الشيخة "موزة" وعزلته من منصبه بعد تنفيذ خطتها ، " حيث اتفقا الثلاثة على الثأر من الشيخة موزة"بشرط أن يكون مشعل أميرا لقطر بعد عزل أخيه , ولكن هذه المرة سوف يكون انقلابًا شعبيًا يقوده واحد من الأسرة الحاكمة ويتم التسويق له إعلاميًا على أنه المنقذ الحقيقى لقطر,
ترى هل سيكون 30 مارس القادم عيدا للتخلص من فساد الأسرة الحاكمة في قطر وهل يكون عيدا للحرية هناك وقطع اليد التى تمول الإرهاب فى بعض الدول أم سيكون انقلابا جديدا تتغير فى وجوه الأسرة الحاكمة فقط.