محمد عبدالرحمن يكتب: السجن ليس العلاج
مازلنا نعيش الآن حالة بائسة من التخبط فى القرارات العشوائية والمترهلة فى التعامل مع الأحداث ولازلنا نعانى من غياب الإستراتيجية العامة فى التعامل مع الأزمات الحالية التى تمر بها البلاد ومازال القرارمنفردا ولاينم عن ان هناك فكرا جديدا وعقولا جديدة تتناسب مع مشكلات الأجيال الحالية التى تتعامل مع تكنولوجيا المعلومات وتسابق الزمن والأحداث بتوقعاتهم للأحداث، أصبح جيلنا الحالى وربما الشارع المصرى بأكمله يسبق الحكومات والقيادات الحالية فى معرفة ودراسة وتحليل الأحداث والتعامل معها بما يناسبها والحكومة تأخذ قرارات قد غطاها غبار الزمن ولا تتلاءم مع تلك الأحداث.
تمر مصر الان بمرحلة خطيرة وكلنا بصدد محاربة الإرهاب بأشكاله الحديثة والمتطوره مما أدى الى انعدام الأمان فى قلوب المصريين فكل يوم تفجير هنا وقتلا هناك وأصبح الشارع يتلذذ بالدماء اغتيال الشعب وأبنائه من القوات المسحلة والشرطة فى حربه الشرسه ضد الإرهاب ولم يقدم الجانى حتى الان الى حبل المشنقة ولم يصل الى غرفة الإعدام على مدار ثلاث سنوات وهذا ليس تقصير من الأمن وإنما موت الضمير والإنسانيه فى قلب الجانى حتى وان هرب من عدالة الأرض فلن يفلت من عدالة السماء فى ان تأخذ حق من سفكت دمائهم واختلطت بتراب الشارع وجدران الأبنيه فى كل أنحاء مصر ، لذا وجب عليا النصيحة وتقديم الفكرة فى محاربة الإرهاب بالحل السياسى بعيد كل البعد عن الحل الأمنى وان كانت فكرتى لاتحمل تقصيرا من مجهودات رجال الأمن ولكن لتخفيف العبأ الملقى على عاتقهم فى كل شئ بسبب الصراع بين الشباب والشيوخ من القيادات بين جيلين الفكر المتطوروالفكر القديم ولابد للقيادات الحالية أن تستمع بل وتفكر جيدا فيما يطرحه صغار الشباب لأنهم يملكون أفكار اكتسبوها من المجتمع الحديث الذى تربوا ونشأوا فيه وربما كانت حلولهم هى الأقرب الى الصواب .
أرى مشاهد القبض على أعضاء الجماعة الإرهابية حسب وصف القانون ووضعهم داخل السجون المصرية بشكل يومى حتى تكاد تمتلئ السجون بهم وهذا هو دور الأمن فى المحافظة على المواطنين من مخاطر تلك الجماعة المتطرفة فكريا ولكن أبن دور القيادة السياسة فى تقديم الحل السياسى كلنا نعلم أن هؤلاء الأفراد قد تربوا على فكر معين ومناهج معينه خاصة بهم لذلك أعتقد أن السجون ليست الحل أو الحل الوحيد فحياتهم فى السجون قد تصنع منهم إرهابين أشرس وأخطر ولا ننسى أن السجون هي من أخرجت وطورت الفكر الجهادي والسجون المصرية هي التي أنتجت القاعدة والفكر التفكيري لأن السجن جامع للفكر المنحرف والمتطرف والشاذ،ولتعلم القيادة السياسية ان الفكر يواجه بالفكر لا بالسجن. لأن السجن بيئة تملئها الفيروسات الضارة ولابد أن تصيب من يقترب منها لابد أن نعلم جميعا ان القناعه لاتزول الا بالقناعه فالمنحرف فهم أن أفكاره هى الصحيحه لابد أن نعلمه الأفكار الصحيحه حتى يترك الأفكار المتطرفه خلفه .
كما أن الفكر لا يمكن الوصول اليه إلا بفكر، فصاحب الفكر المنحرف قد لا يفصح عن ما لديه من افكار وقد ينكر اصلاً انه من اصحاب هذه الافكار حتى لو عذب او سجن، وقد يتأثر شخص من الاشخاص بهذه الافكار ولا أحد يعلم به فيكون اشبه ما يكون قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت ولا أحد يتفطن له فيردعه فنرى قتل رجال الأمن يوميا من الجيش والشرطة وهذا ليس محض الصدفة وإنما أفكار تولدت لديهم بأن هؤلاء أعداء الله ورسوله ويجب قتلهم وانهم سيذهبوا بذلك الى رغد الجنة وهذه هى الأفكار التى أستطاع المفسدون فى الأرض تثبيتها لدى هؤلاء ولن يكون القبض عليهم او محاكمهتم ووضعه فى السجون هو الحل إطلاقا وانما الفكر الصحيح والممنهج للقضاء على هذه الأفكار وليس الأشخاص .
وفى النهاية أتقدم بخالص الشكر الى رجال الجيش والشرطة (الأمن ) نجاحهم فى تحقيق الأمن والأمان فى الشارع المصرى ولكن يبقى هناك دور رجال الفكر والعلم من العلماء والأزهر والكنيسة وكل مسؤل يكمل الآخر والمجتمع المسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً كما اخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم.