من فتاة المعادى مرورا بالعتبة وأخيرا التحرير .. أشهر حالات الاغتصاب والتحرش الجنسي بمصر

بعد مرور قرابة ثلاثين عاما علي أشهر حالة اغتصاب شهدتها مصر في أواخر القرن العشرين وما تلاها من حوادث مشابهة طواها الدهر إلا أن أثرها لا يزل محفوراً في ذكريات كثيرين عاصروا تلك الأحداث الغريبة علي قيم وعادات الشعب المصري ، استشرت ظاهرة التحرش الجنسي وهتك العرض والاغتصاب في مجتمعنا المعاصر بصورة فجة علي مرأي ومسمع من الجميع في وضح النهار أحيانا ووسط التجمعات والزحام أحيانا كثيرة .
حادثة اغتصاب فتاة التحرير عشية الاحتفال بتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي هزت المجتمع المصري لبشاعتها ليست الأولي من نوعها، الا أن الفرق بينها وبين ما سبقها من حوادث يكمن في أن الذئاب التي قامت بالإعتداء علي فتاة التحرير فعلت فعلتها البشعة وسط تجمع كبير وفي ميدان عام انساقوا خلف غرائزهم الحيوانية دونما أدي اعتبار لقيم المجتمع الذي يعيشون فيه.
لعل القضية الأولي من هذا النوع التي لاقت صدي إعلاميا واسعا واهتمام الرأي العام ، كانت في أواخر الثمانيينات من القرن الماضي عام 1985 والمعروفة بقضية " فتاة المعادي" ، حيث تعود الواقعة إلي اغتصاب فتاة علي يد 4 من عمال البناء الذين لمحوا أثناء سيرهم ليلاً بعد انتهاء عملهم شاباً وفتاة يمارسان فعلاً فاضحاً، وهو الأمر الذى أثارهم جنسياً، فاندفعوا نحوهما لينحيا الشاب جانباً ويحلون محله الواحد تلو الآخر، وبحثت الشرطة على الفور عن الجناة وتابعت الصحافة باهتمام مذهل وحكم مسبق حشد له الرأى العام، فصدر الحكم على وجه السرعة بالإعدام.
أما الواقعة الثانية فجاءت بعد حادث فتاة المعادي ببضعة أسابيع والتي عرفت بحادثة "فتاة امبابة" ، التي اغتصبها سبعة رجال، والحكاية أن المرأة وزوجها كانا لدى محاميهما في مكتبه بشأن قضية لهما وعند نزولهما مع المحامى ليلاً خرج عليهم سبعة رجال اختطفوا السيدة وأخذوها في "عشه" وتناوبوا اغتصابها حتى الصباح.
وبرغم بشاعة الحادثة إلا أن الإعلام لم يتحمس لفتاة إمبابة كما فعل مع فتاة المعادى، ولزمت الصحف الصمت، وصدر الحكم بسبع سنوات لكل منهم برغم أن الحالة الثانية كانت أخطر وأقسى.
أما القضية الثالثة فقد كانت قضية "فتاة العتبة" في أوائل التسعينات تحديداً عام 1992 ، حيث كانت الفتاة تنتظر الأوتوبيس فى موقف العتبة وأثناء الهرج والمرج الذي يحدث عند قدوم الأوتوبيس، امتدت يد أحد العابثين إلى ما تحت ثيابها فصرخت وسقطت على الأرض وسقط فوقها بعض الركاب الذين هموا باغتصابها، وأصبح جسدها مباحاً للجميع.
وانخفضت حدة حالات التحرش الجنسي بهذا الشكل الفج تدريجياً منذ ذلك الحين إلي أن عادت مرة أخري بعد ثورة 25 يناير ولكن بصورة أكثر شراسة وجرأة ، بشكل أعاد للأذهان جرائم سابقة، واستخدمت التجمعات الكبيرة في الميادين المختلفة وأماكن التظاهرات لهذا الغرض "على طريقة فكرة الحلقة الدائرة حول الفتاة " ، ولعل أول حالة تحرش جنسي في غضون ثورة يناير كانت يوم تنحي مبارك وكانت من نصيب مراسلة صحفية أجنبية ، وتوالت حالات التحرش تباعاً وبشكل جماعي حتي أن الأطراف السياسية كانت تستخدم تلك الحيلة للحد من مشاركة المرأة في التظاهرات المختلفة.
ومن هنا ظهرت حركات لمناهضة ظاهرة التحرش مثل " شفت تحرش" وغيرها فضلاً عن حركات ومنظمات نسائية تقوم بتوثيق حالات التحرش والإبلاغ عن المتحرشين.