الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب الحرم المكي يوضح حقيقة قضاء رسول الله اعتكاف رمضان في شوال

الشيخ الدكتور أسامة
الشيخ الدكتور أسامة خياط إمام وخطيب الحرم المكي

قال الشيخ الدكتور أسامة خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر المباركة من شهر رمضان ما لا يجتهد في غيرها.

وأوضح «خياط» خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه كان من ألوان التَّعبُّد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليه في هذه العشر, الاعتكافُ في المسجد، مستشهدًا بما ورد عن عائشة رضي الله عنها «أنَّ النَّبيَّ كان يَعتكِفُ في العَشْرِ الأواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ، حتى توَفَّاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ».

وأضاف أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا تَرَكَ الاعتكاف في رمضان قضاه، كما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها «أنَّه صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه ترك الاعتكاف سَنَةً ثم قضاه في شوال»، قائلًا : ولاريبَ أنَّ لهذه المحافظة النَّبَويَّة على هذه العبادة، ما يبعث على معرفة المقصود منها، ذلك المقصودُ الذي أوضحه الإمام ابن القيم بقوله: «إنه لما كان صلاحُ القَلبِ، واستقامتُه على طريق سَيْره إلى الله تعالى، متوقِّفًا على جَمْعِيَّته على الله.

وتابع: ولَمِّ شَعَثه بإقباله بالكُلِّيَّةِ على الله تعالى، فإنَّ شَعَثَ القَلْب لا يَلَمُّه إلا الإقبالُ على اللهِ تعالى، وكان فُضولُ الطَّعامِ والشَّرابِ، وفُضُولُ مخالطةِ الأنامِ، وفُضُولُ الكَلامِ، وفُضُولُ المنامِ، مما يزيده شَعَثًا، ويُشَتِّتُه في كلِّ وادٍ، ويقطعه عن سيره إلى الله تعالى، أو يُضْعِفُه أو يَعُوقُه ويُوقِفُه: اقتَضَتْ رحمةُ العَزيزِ الرَّحيمِ بعبادِه، أنْ شَرَعَ لهم مِنَ الصَّومِ ما يُذْهِبُ فُضُولَ الطَّعامِ والشَّرابِ، وشَرَعَ لهم من الاعتكاف الذي مقصودُه وروحُه عُكُوفُ القَلْبِ على الله تعالى.

واستطرد: وجَمْعِيَّتُه عليه، والخلوةُ به، والانقطاعُ عن الاشتغال بالخلق، والاشتغالُ به وحده سبحانه، بحيث يصيرُ ذكرُهُ وحبُّه، والإقبالُ عليه في محلِّ همومِ القلب وخَطَراته، فيستولي عليه بدلَها، ويصيرُ الهمُّ كلُّه به، والخطراتُ كلُّها بذكره، والتَّفكُّرِ في تحصيل مراضيه، وما يُقَرِّبُ منه، فيصير أُنْسُه بالله بدلًا عن أُنْسِه بالخلق، فيُعِدُّه بذلك لأنسه به يوم الوَحْشَةِ في القبور حين لا أنيسَ له، ولا ما يَفْرحُ به سواه، فهذا مقصودُ الاعتكافِ الأعظم».